ألقت مباراة كرة القدم الأخيرة بين مصر والجزائر على أرض السودان الضوء على عدة موضوعات هامة وقضايا حيوية، يجب أن نتوقف عندها لنرتب أوراقنا ونعيد حساباتنا، كما رصدت العين الواعية عدة ملاحظات منها موقف الجمهور المصرى هناك الذى يجب أن يفتخر به كل مصرى عندما رفض أن ينزل إلى هذا المستوى الوضيع من السلوكيات البربرية الهمجية من قبل هؤلاء المجرمين الذين لا يمثلون الشعب الجزائرى، غير أنهم أساءوا إلى أنفسهم كما أساءوا إلى المسئولين الذين تعمدوا اختيار هذه النوعية الحقيرة من الجمهور لغرض ما فى أنفسهم المريضة التى لم تستطع أن تدرك أنهم يقاتلون أبناء دولة عربية شقيقة يشتركون معهم فى العروبة والدين والإنسانية، من أجل مسابقة- مجرد مسابقة- مما يجعلنا ندرك أهمية اختيار أولى الأمر وأصحاب القرار من الحكماء وأصحاب العقول الرشيدة كما لفتت هذه الواقعة المشينة الأنظار إلى أهمية الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام فى التأثير على الرأى العام عندما حاولت بعض الصحف الجزائرية نشر الأخبار الكاذبة لتعبئة الرأى العام الجزائرى ضد مصر حكومة وشعباً بدلاً من تنمية روح العروبة فى نفوس العرب الذى يحتاجون إلى الوحدة القومية والعربية فى هذا الوقت أكثر من أى وقت آخر. الغضب قوة غريزية فطرية خلقها الله كغيرها من الغرائز لكى يوظفها الحكماء التوظيف المستنير فالغضب طاقة يستخدمها ذو الفطرة السليمة فى الدفاع عن الحق ومحاربة الباطل ومواجهة الظلم والجريمة التى يرتكبها الإنسان فى حق أخيه الإنسان بينما يدفع الغضب الأحمق البعض الآخر إلى الانتقام الأعمى وارتكاب أبشع الجرائم فى حق الله والإنسانية وقد تناولت بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الحديث عن الغضب وأهدت للمسلمين منهج قويم لترويض غريزة الغضب ولتهذيب السلوك وتنوير المسلم بأن يكون غضبه من أجل الله موجها لمحاربة الفساد والفاسدين وألاّ يغضب المؤمن لنفسه وأن يكظم غضبه ويعفو ويصفح عمن ظلمه فى أحيان أخرى كما أشارت آيات القرآن إلى علاقة المسلمين التى يجب أن تكون مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.