بعد مرور أكثر من 4 سنوات على مذبحة بنى مزار، مرة أخرى تعود إلينا مذبحة جديدة فى نفس المنطقة، تسببت فى إثارة الفزع داخل جميع أهالى المدينة، وذلك بعد أن إكتشف أحد الأشخاص مقتل شقيقته وأبناءها الثلاث فى ظروف غامضة مماثلة لظروف المذبحة السابقة، والتى أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، وحتى الآن لم يتم القبض على المتهم الحقيقى بعد أن برأت المحكمة المتهم التى زجت به الداخلية فى القضية دون التأكد من ارتكابه للواقعة.. القضية جعلت آراء رجال الأمن تتضارب حول السبب والدافع وراء ارتكاب الجريمة، اللواء نبيل فخرى نبيل فخرى وكيل الإدارة العامة لتدريب قوات الامن بالقاهرة سابقاً، يرى أن عدم القبض على المتهم بارتكاب مذبحة بنى مزار السابقة هو الدافع وراء ازدياد تلك الأنواع من الجرائم بالمنطقة، مضيفاً أن ذلك السبب هو ما يشجع المجرم على الازدياد فى جرائمه وارتكاب الأبشع منها، بسبب أنه لم يجد الرادع عن جريمته السابقة، وظنه من أن الحكومة لن تستطيع القبض عليه.. وأضاف اللواء محمود حمودة مدير قطاع مصلحة السجون سابقاً أن محافظة المنيا تعد من المدن التى تشهد أبشع الجرائم، نظرا لسرعة اشتعال نيران الفتنة الطائفية بها، مشيراً إلى أنه يجوز أن يكمن سبب الجريمة وراء خلافات عائلية أو مادية، وليس فقط أن هناك سفاحا لسرقة الأعضاء مثلما حدث فى المذبحة السابقة.. كما أكد اللواء نبيل الكيلانى مساعد مدير أمن الأقصر سابقاً، أن طريقة ارتكاب الجريمة سوف توضح لنا العديد من تفاصيلها، حيث انه اذا تم كسر باب الشقة فإنه من الممكن أن يكون القاتل "لص" ودخل للشقة بقصد سرقتها ولم يتعمد قتل الأسرة، أما إذا أكدت التحريات عدم وجود أى خدش فى مداخل ومخارج الشقة، فإن القاتل هنا يكون من أقارب المجنى عليهم أو من المترددين على المنزل الذى اطمأنت له الأم، وهو ما دفعها أن تفتح له ليفاجئها بقتلها وأبنائها الثلاثة، مضيفا أن الخيانة الزوجية قد تكون أيضا سببا لتلك المذبحة. يذكر أنه فى يوم 29 ديسمبر من عام 2005 شهدت منطقة بنى مزار، مذبحة بشعة حيث تم اكتشاف مقتل 10 أشخاص من 3 عائلات بطريقة بشعة، وبعدها ب4 أيام فقط تم القبض على "محمد على عبد اللطيف"، واتهامه بارتكاب المذبحة، ورغم ضعف الأدلة وقتها تم الإعلان أنه مختل عقليا ليظل محتجزا بمستشفى العباسية للأمراض النفسية لأكثر من 4 شهور، حتى صدر تقرير لجنة الفحص النفسى الذى أعلن أن محمد يتمتع بكامل قواه العقلية، ورغم تأكيدات الداخلية وقتها على توافر الأدلة الجنائية والمتمثلة فى بلطة وساطور وبقعة دم واحدة على ملابسه، إلا أن المحكمة قامت بتداول القضية لتصدر حكما بتبرئته، والتشكيك الصريح فيما قامت به المباحث من تحريات.. ليتم إحالته إلى النيابة التى قررت حبسه وإحالته إلى محكمة الجنايات التى قضت ببراءته، إلا أن أسر الضحايا قاموا بالطعن على هذا الحكم أمام محكمة النقض، مؤكدين أن الحكم شابه قصور فى التدليل، وفساد وتعسف فى الاستدلال، وأنه خالف ما جاء فى أوراق الدعوى، وأكد المتقدمون بالطعن أن المتهم قد اعترف فى التحقيقات بجريمته، إلا أن نيابة النقض ذكرت أن الطعن غير صحيح وطالبت بتأييد حكم البراءة الصادر بحق المتهم. العثور على سيدة مذبوحة وأطفالها الثلاثة مشنوقين أجواء مذبحة 2005 بالمنيا تعود من جديد.. قرية شمس الدين تستيقظ على مقتل أم وأبنائها الثلاثة.. وعامل الخبز اكتشف الجريمة بالصدفة.. والهلع يسيطر على القرية النائية