وصل فضيلة الدكتور شوقى عبدالكريم، مفتى الديار المصرية، إلى الجزائر مساء اليوم الاثنين، فى زيارة تستغرق يومين، تلبية لدعوة وزارة الشئون والأوقاف الدينية الجزائرية للمشاركة فى الملتقى الدولى العاشر للمذهب المالكى بعنوان "علم الفروق عند المالكية وتطبيقاته"، حيث كان فى استقباله بالمطار سفير مصر لدى الجزائر عز الدين فهمى ومسئولون من وزارة الشئون والأوقاف الدينية بالجزائر. وأكد مفتى جمهورية مصر العربية أهمية هذا المؤتمر الدولى، الخاص بدراسات عن علم الفروق فى مراحله المختلفة، من حيث النشأة والتطور ثم التعميق إلى التفريع الفقهى والأصولى وبيان أوجه الفرق والجمع فيما بين الفروع الأصولية والفقهية، لأنه يأتى فى الوقت الذى تضطرب فيه الفتوى فى العالم الإسلامى، مشيرا إلى أن هناك حاجة ملحة إلى أن ينشر هذا العلم ويذاع ويعلم بأمره إلى طلاب العلم بصفة عامة، أما بالنسبة للمعنيين بأمر الفتوى على وجه الخصوص فإن القائمين على الفتوى ربما يلتبس عليهم الكثير من المواطن لو لم يحيطوا بهذا العلم الذى سيكون موضوعا لهذا المؤتمر. ووجه الدكتور شوقى عبد الكريم الشكر للقائمين على المؤتمر، لدعوته للحضور إلى الجزائر واللقاء بالشعب الجزائرى القدير الذى مثل فى الوطن العربى ملحمة كفاح طويل ضد الاحتلال فى زمن كاد أن يلغى فيه الهوية الجزائرية العربية، ولكن بصمود هذا الشعب استطاع أن يعيد الهوية مرة أخرى. ومن جانبه، أكد السفير المصرى فى الجزائر عز الدين فهمى أن الأزهر يحظى باهتمام الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، وهناك اهتمام بتوجيه الطلبة والدارسين الجزائريين نحو الأزهر الشريف لوسطيته واعتداله، مشيرا إلى أن الاهتمام ليس فقط لدراسة العلوم الدينية والفقه، ولكن الاهتمام بالإفتاء لخلق كوادر إفتاء مؤهلة فى الجزائر. وأوضح أن السفارة المصرية تسعى مع الأزهر لزيادة عدد البعثات وزيادة أعداد المقبولين من الطلبة لأهمية التعاون الثقافى الذى يعد خدمة يؤديها الأزهر لكل الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أنه خلال اجتماع اللجنة الجزائرية المصرية المشتركة القادمة ستكون هناك مساع للتوسع فى عدد المنح، مضيفا أن زيارة فضيلة المفتى تأتى فى إطار تفعيل الزيارات والتواصل مع كبار العلماء فى الدول الإسلامية. أما الدكتور محمد إيدير مشنان، مستشار وزير الشئون الدينية والأوقاف، فقد أكد أنه لا يمكن الاستغناء عن مصر والأزهر الذى يعد من المؤسسات العلمية فى تاريخ الثقافة الإسلامية، مشيرا إلى أن هناك بعثات منتظمة من وزارة الشئون الدينية والأوقاف من الأئمة لتلقى دورات تدريبية فى الأزهر بصورة منتظمة، كما يتواجد حاليا فى مصر مجموعة من الطلبة الذين يحضرون رسائل ماجستير ودكتوراه تم انتدابهم من وزارة الشئون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى والأزهر الشريف، وهناك أيضا تبادل للمطبوعات والمناهج العلمية وتعاون علمى وثقافى مستمر طوال العام.