نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً لها يتحدث عن تأثير الانقسام الذى ينخر فى وحدة فلسطينيىغزة والضفة الغربية على تشكيل دولة فلسطينية موحدة ينعم أبناؤها باختلاف اتجاهاتهم السياسية والدينية بالاستقرار والسلام. ويرى شنايدر أن الاختلاف الصارخ بين واقع الحياة فى قطاع غزة والضفة الغربية بما يشمله من اختلاف القيم وانتشار الرفاهية، وتوفير الفرص أثار مخاوف البعض من أن هذا قد يعرقل عملية السلام التى تعتمد على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وتقول واشنطن بوست إن غزة والضفة الغربية تمثلان قطبين متنافرين من أقطاب دولة فلسطين المستقبلية، فغزة أصبحت مشبعة بالثقافة الإسلامية الضيقة وبات القضاء على إسرائيل هدفها الرئيسى، فى حين أصبحت الضفة الغربية منفتحة وعلمانية إلى حد ما وتركز حكومتها على حل النزاع مع إسرائيل عن طريق السياسة والدبلوماسية، الأمر الذى أدى إلى تزايد العداء تجاه بعضهما البعض. وتلفت الصحيفة إلى أن فكرة "دولة فلسطينية" موحدة بدأت تخبو، خاصة مع إصرار الحكومة الإسرائيلية على فرض القيود على الولوج والخروج من قطاع غزة وتقويض التقدم الاقتصادى فى محاولة لسحب الدعم من حركة حماس الإسلامية الحاكمة، كما أن الحكومات فى غزة والضفة الغربية لا تتنافسان فيما بينهما فقط، وإنما تختلف المؤشرات مثل معدلات الولادة والزيادة السكانية، والاتجاهات الثقافية والدينية، والازدهار. وعلى الرغم من أن المسافة التى تبعد عن غزة والضفة الغربية لا تتعدى رحلة تستغرق ساعتين بالسيارة، إلا أن الاختلاف بينهما أشبه باختلاف عالمين عن بعضها، نظراً للقيود على السفر والانتقال التى تزيد من صعوبة لقاء الأصدقاء واجتماع أفراد العائلة الواحدة. ويقول شنايدر إنه فى الوقت الذى تنعم فيه الضفة الغربية بازدهار الساحة الاقتصادية، لا يزال قطاع غزة يعتمد على المساعدات المالية حتى فى أفضل الأوقات، وذلك نظراً لضخامة عدد اللاجئين.