أكدت منظمة الصحة العالمية، أنها لا توصى بفرض أى قيود على السفر والتجارة، بسبب فيروس كورونا، بما فى ذلك السفر إلى المملكة العربية، لموسم الحج القادم. وبحسب بيان للمنظمة، أكمل فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية مهمة عمل استمرت 5 أيام فى المملكة العربية السعودية، ساعد خلالها السلطات الصحية الوطنية فى تقييم الزيادة الأخيرة فى أعداد الأشخاص المصابين بالعدوى بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) فى جدّة. ووصل مجمل عدد حالات الإصابة التى أبلغت إلى منظمة الصحة العالمية 489، من بينها 126 حالة وفاة عالمياً، منها 406 حالات إصابة من المملكة العربية السعودية، من بينها 101 وفاة، وتتغير هذه الأرقام بين يوم وآخر حسب التاريخ الذى أبلغ فيه البلدان منظمة الصحة العالمية عن الحالات الجديدة. وبحث فريق المنظمة الأوضاع الوبائية وسُبُل الوقاية، والأوجه التنظيمية والاتصالية للفاشية الأخيرة بغَرَض الوصول إلى فهم أفضل للخطر الذى تشكله على الصحة العمومية وسلسلة السراية (انتقال الفيروس) واقتراح الخطوات والتحركات المقبلة. وعقب الاجتماع بالمسئولين الصحيين فى العاصمة الرياض، زار الفريق مستشفيين رئيسيين فى جدة لتحليل أنماط انتقال الفيروس ومراجعة إجراءات مكافحة العدوى. وتضمَّنت النتائج المستخلصة من جدّة، الزيادةً الأخيرة فى الأعداد تعكس تغيُّراً فى نمط انتقال الفيروس، موضحة أنه يمكن تفسير الارتفاع المفاجئ فى عدد الحالات بالزيادة، التى قد تكون موسمية، فى عدد حالات الإصابة الأولية التى تضخمت، بفعل وقوع فاشيات فى المستشفيات جراء ثغرات فى تطبيق إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها التى توصى بها منظمة الصحة العالمية. وأوضحت النتائج أن غالبية حالات انتقال العدوى بين البشر وقعت فى المنشآت الصحية، وأن ربع أعداد المصابين هم من العاملين الصحيِّين، لافتة إلى أن هناك ثمَّة حاجة واضحة لتحسين معارف العاملين الصحيين، وتوجهاتهم حيال المرض والتطبيق المنتظم للإجراءات التى توصى بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من العدوى ومكافحتها فى منشآت الرعاية الصحية. وأشارت إلى أن سبب الزيادة فى أعداد الإصابة الأولية داخل المجتمعات، وكذلك مسار العدوى، يرجع لمجهولين، فثلاثة أرباع حالات الإصابة الأولية بين أفراد المجتمع وقعت بين الذكور، وغالبيتهم فوق الخمسين. أما السراية الثانوية فى المجتمع وداخل الأسَر فهى أقل كثيراً عنها داخل المنشآت الصحية، وبعض الحالات المؤكَّدة ظهرت عليها أعراض طفيفة أو لم تظهر عليها أية أعراض. وانتهى تقرير البعثة إلى أنه بناءً على الوضع الراهن والمعلومات المتاحة، تشجِّع منظمة الصحة العالمية كافة البلدان الأعضاء على مواصلة ترصُّد حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وأن تراجع بدقة الأنماط غير المعتادة.