كثيرا ما نفعل أشياء بحسن نية، ونحن نأمل أن تكتب لنا عند الله – تعالى – الحسنات، حيث إننا ومن وجهة نظرنا قد ساهمنا فى التخفيف عن الناس ومساعدتهم. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل نقف ونباهى الناس بهذه الأفعال وقد نشيد بأصحابها. إن المتأمل للطريق الدائرى من أسفل إلى أعلى يجد العجب العجاب، فقد تطوع أحد الصالحين الفاعلين للخير فى كسر بعض الحجارة المكسو بها جسم الطريق الدائرى؛ ليصنع سلما يصعد وينزل عليه الناس مما أدى إلى مزيد من الحوادث والكوارث؛ لأن هناك أفرادا يعبرون الطريق فى غير أماكن العبور، وهناك الكثير من السيارات قد جعلت من هذا السلم ومثله محطات للوقوف فليركب من يركب ولينزل من ينزل، مما تسبب فى تكدس السيارات لمسافات طويلة، ولا ضير ما دامت النية خير. وقد ترى عشرات الأفراد من المشاة يقفون يمنة ويسرة يشغلون مساحة قد تصل لربع الطريق الدائرى يشيرون للسيارات وكأنك فى أحد شوارع المدينة. وقد يتشابه فعل الخير مع فعل خير آخر كما فى إزالة بعض الأسياخ الحديدية لأحد الأسوار التى تنظم حركة الناس فى الشوارع الداخلية فتجد من يعبر فى غير طريق المشاة. قد يتناسى الكثير أن من صمم الطريق أو نظم حركة المرور قد درس الأمر بشكل جيد الأمر الذى لو اتبعناه قد نسير مسافة أكبر لكن فى النهاية سنجد الأمان، لماذا لا نضع فى أذهاننا ونحن نرتكب هذه الأفعال أننا نخالف أمر من الأمور الواجب اتباعها، لماذا لا نضع فى حساباتنا عندما نسير مسافة أكبر أننا نمارس رياضة المشى الأمر الذى قد يساهم فى صحة أفضل، لماذا لا نجعل كل خطوة نخطوها إلى العمل أو إلى السعى إلى طلب العلم هى درجة فى ميزان حسناتنا عند الله – تعالى – وندعم كل خطوة باستغفار أو تكبير أو تسبيح. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: هل هناك أمل فى أن يرجع الفاعل للخير من وجهة نظره ويرى أنه يفعل الشر و يساهم فى حادث قد يودى بحياة إنسان. والجواب: نعم هناك أمل فى الله – تعالى – وفى أن يتعلم الناس فعل الخير بشكل يرضى الله – سبحانه وتعالى -. إننى أُحيى أفرادا وجمعيات قد وفرت سيارات لعبور المشاة على الطريق الدائرى مجانا وبلا مقابل، فهذا هو فعل الخير الذى يرضى الله - عز وجل -. ألم أقل لكم إن هناك أملا، وعلى الله قصد السبيل.