الأنثى بطبيعتها تواقة للحب، لأنها منه وإليه، ويبدأ الحب لديها، بنظرة تفصح.. ثم تفضح، فكلمة فلمسة، ليبدأ عهدُ جديد فى حياتها، ويبدأ معه الرجل فى نسج شباك الحب بالغْزل والغزَل معاً. والأنثى لديها فطرة اانجذاب سريعاً ولو ببضع كلمات أو لمسات؛ فهى مرغوبة ويجب أن تكون مرغوبة، وهى تحب أن تكون مرغوبة. ويبدأ الرجل قصته شاعراً بالحب، ولكنه لا يدرى أن شعوره ما هو إلا إعجاب، والأنثى تظنه حباً - وهى معذورة -، فأفعاله تتخذ ممارسات الحب، فيربط شوقه بخيوط الأمل والتمنى فيسحرها، ويخلق لها جنة يقف على أبوابها، ثم يوصد الأبواب فى وجهها، لماذا؟ خدعها؟ كلا، فعادةً يبدأ الرجل صادقاً، خالقاً لها صورة جميلةَ مثالية، ولكنها تتبدد حين يقترب، وكلما اقترب الرجل، كلما ازداد التباعد، وكلما حقق رغباته، كلما انزوى تدريجياً؛ وبقدر ما تعطى الأنثى، بقدر ما يبتعد عنها، فيصل الرجل إلى حد التخمة العاطفية فيلوذ بالفرار، وتسقط الفتاة صريعة الحب وتدق الدموع على الخدود كطبول الجنازات، وتكره الرجال، ثم تعود من جديد مع أول نظرة جديدة، لتبنى بيتاً جديداً فى خيالها، وهذه مصيبتها.