سأصحبُ في رحلتي الذئبَ فهو الوحيدُ الذي لا يُروَّضُ وهو الوحيدُ الذي لا يُجيدُ مصادقةَ الداجنين الوحيدُ الذي يستطيع الوقوفَ على ذروةِ الليلِ كي ينهشَ الضوءَ إني تعلَّمتُ حبَّ الظلامِ من الذئبِ والذئبُ لم يتعلَّمْ مهادنةَ الضوء مني ........................ .................................. سأصحبُ في رحلتي الذئبَ حتى يُساعدنَي في عبور الليالي، يُحدِّثني عن غدٍ لن يجيء ولا بُدَّ للقلبِ أن يطلُبَهْ غدٍ واثقٍ من أنانيتي وهشاشةِ روحي لذلك يدنو قليلاً من القلبِ في هيئةِ الحلمِ ثم يغيبُ عن العينِ عند امتلاءِ الحقيقةِ بالعينِ ما أبعدَ الغدَ، ما أقربَ الغدَ ما أضيق الحلمَ، ما أرحبهْ..... .................................. ................. أسيرُ مع الذئبِ فهو صديقي الوحيدُ صديقي الوحيدُ الذي يستطيعُ ممارسةَ الصيدِ معترفًا بالقوانين: فالعينُ بالعينِ والسنُّ بالسنِّ لكنه يعشقُ البحثَ عن حظِّه في مطاردةِ الشَّاةِ والشاةُ تعرفُ أنَّ الوجودَ على حافةِ الوهمِ أقسى من الموتِ تعرفُ أن مطاردةَ الذئبِ تمنحها فرصةً كي تكونَ طعامَ الصَّغارِ إذن.. فلتكن للصَّغارِ طعامًا... وبعد غدٍ سوف يعرفُ كلُّ الذئابِ بأن الضحايا أشقاؤهم في المصيرِ.. فما دامت الشاة كامنةً في بطونِ الذئاب سيكبر ذئبٌ يحنُّ إلى أمِّه الشاةِ يعرفُ أن الكلامَ عن الشيءِ شيءٌ بعيدٌ عن الشَّيءِ والحلمَ ظِلُّ الحقيقةِ لا فرقَ عندَ الغريبين بين الذي يتجادلُ كي يصدقَ القولَ أو يكذبَه.. فما أقربَ القولَ، ما أبعدَ القولَ ما أضيقَ القولَ ما أرحبه..!