فى ذاكرة كل مصرى يوجد مشهدان يفتخر بهما كلما يتذكر أحدهما، الأول حينما كان يقف فى طابور الصباح ليحيى العلم مع زملائه وسط صمت تام، والثانى حينما يرى المشهد المتكرر لجندى مصرى يرفع العلم على أرض سيناء بعد استعادتها من الإسرائيليين، ففى كلا المشهدين يترجم حبه للعلم إلى هيبة وقدسية لا مثيل لهما، المشهد الثالث للعلم الذى يبعث على الحيرة هو ذلك الذى ساد فى الأيام الماضية تزامنا مع موقعتى مصر والجزائر الرياضيتين فى القاهرة والخرطوم، حيث عومل العلم المصرى كما لم يعامل من قبل سواء أكان على يد أبنائه أو غيرهم من الجزائريين الذين مزقوه وأحرقوه. كانت أخطاء المصريين تجاه العلم المصرى خلال الأيام الماضية واضحة لدرجة وضعها فى مرتبة الخطايا، وأكبر هذه الخطايا أن يكون العلم المتداول بين المشجعين هو صينى الصنع، يباع ب5 جنيهات، رغم أن تكلفة صنعه لا تصل لهذا الحد، وترتب على هذه الخطيئة أن جاءت الأعلام تحتوى على كوارث مثل خلوها من النسر المصرى المميز للعلم، وجاء بعضها مقلوبا بأن يكون اللون الأحمر فى الأسفل والأسود فى الأعلى، والبعض الآخر كان ترتيب الألوان صحيحا والنسر موجود، ولكن بالتدقيق ستجد أنه ليس النسر المصرى المميز للعلم إنما هو نسر آخر. النسر اختفى من علم مصر الأعلام المصرية الصنع أيضا لم تسلم من هذا، فكثير منها جاءت بهذه الأخطاء السابقة، بالإضافة إلى أن بعضها كان النسر مقلوبا أو مكتوبا عليه عبارة "جمهورية مصر العربية" بالمقلوب، نظرا لاستخدام قوالب "أختام" مكتوبا عليها العبارة بالشكل الطبيعى لتصبح معكوسة على العلم، بينما جاء الخطأ الأكثر طرافة هو استغناء من يحملون الأعلام عن النسر، ووضع جمل أو كلمات تعبر عنهم أو حتى ما لجأ إليه البعض بكتابة اسمه بدلا من النسر. جميع الأعلام بدون نسر كل الخطايا السابقة تجاه العلم الذى هو رمز الكرامة المصرية قد تمر لو اعتبرنا أن الصينيين الذين صنعوا العلم تعاملوا معه على أنه تجارة لا تخلو من بعض الأخطاء، بينما لا يصح أن تمر بالنسبة للمصريين الذين صنعوه بأنفسهم لأنهم كانوا يريدون التعبير عن حبهم وتقديرهم له، ولكن القاعدة تقول "من أحب شيئا برع فيه"، وإلا فإن الأمر تحول إلى إهانة للرمز الذى ساروا خلفه، رغم التبريرات التى خرجت بأن الاجتهادات الفردية والحماس الزائد والتعجل فى صناعة العلم كانوا أسبابا فى هذه الأخطاء، فإن هذا لا يصلح ما أفسدته أشكال الإهانة التى تلقاها العلم المصرى لم يلقه مثلها منذ ان تم اعتماد صورته الحالية عام 1984. وعلم آخر بدون نسر النسر الموجود على العلم هو اليمنى وليس المصرى الأعلام المصرية مصنعة بأقماش صينية رديئة