انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" سياسة الإدارة الأمريكية تجاه أوكرانيا، وقالت "إن الرئيس باراك أوباما تجاهل الخط الأحمر، الذى حدده بنفسه فى هذه القضية، ويتسم تعامله معها بالتردد". وتقول الصحيفة "إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، كان واضحا فى التعبير عن التوقعات الأمريكية بعد توقيع اتفاق الحد من تصعيد التوتر واستعادة الأمن فى أوكرانيا"، حيث قال "نحن نتوقع أن يظهر الروس جديتهم بالإصرار على أن الانفصاليين الموالين لروسيا يتخلون عن أسلحتهم ويتركوا المبانى الحكومية فى شرق أوكرانيا. وأضاف أنه أوضح لنظيره الروسى سيرجى لافروف أنه "لو لم نشهد تقدمًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، فلن يكون أمامنا سوى خيار فرض مزيد من العقوبات على روسيا". ومرت نهاية الأسبوع واصلت روسيا التصعيد، ولم ينسحب عملاؤها والموالون لها من المبانى الحكومية التى يحتلونها. بل إن لافروف عاد إلى التهديد بالغزو باستخدام عشرات الآلاف من القوات الروسية إلى الحدود الأوكرانية، زاعما، وفقا لوزارة الخارجية بموسكو إن روسيا دُعيت بشكل متزايد لحفظ جنوب غرب أوكرانيا من الفوضى. ومرة أخرى يتجاهل فلايمير بوتين التحذيرات والخطوط الحمراء التى تتحدث عنها إدارة أوباما، ولديه مبرر لذلك، فأوباما نفسه لا ينظر إليها، وعلى الرغم من تصريحات كيرى، فإن العقوبات التى تم إعدادها ضد المقربين من الرئيس الروسى والشركات المشاركة فى مغامرته بأوكرانيا لا تزال متجمدة فى البيت الأبيض، حيث ترزح منذ أكثر من أسبوع، وعندما سئل المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى عن مدى استمرارية هذا الوضع، رد قائلا "إنه ليس لدى موعد محدد". وتتابع الصحيفة قائلة "إنه صحيح أن نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن سيصل إلى كييف يوم الاثنين المقبل، ومن المتوقع أن يعلن عن مساعدات أمريكية، إلا أن تقديم معدات غير قاتلة للجيش الأوكرانى الذى يعانى من الخلل لن توقف الغزو الروسى أو تدفع بوتين للإذعان لاتفاق جنيف، الذى تم توقيع الأسبوع الماضى، وربما لن يكون هناك ما يردعه، إلا أن الاستراتيجية الوحيدة التى لديها فرصة نجاح هى تنفيذ ما تقوله الإدارة الأمريكية، فعندما بدأ العملاء الروس فى الاستيلا على المبانى فى المدن الأوكرانية قبل أسبوعين، قال كيرى فى جلسة بالكونجرس "إن العقوبات الواسعة ضد المصارف الروسية وقطاعات الطاقة والتعدين مطروحة على الطاولة". ورأت الصحيفة أن هذه الخطوات من شأنها أن توقف النخبة الروسية، إن لم يكن بوتين، وكان خوف هذه النخبة سببا فى توقيع لافروف على خطة وقف التصعيد كوسيلة لمنع الغرب من اتخاذ إجراءات. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "إن أوباما تراجع على مدار أسابيع عن إجراءات قوية ضد عدوان روسيا على أوكرانيا اعتمادا على نظرية أن الدبلوماسة قد تسفر عن نتائج، لكن هذه السياسة فشلت، ويجب أن يتحرك أوباما الآن، وإلا فإن أوكرانيا ستتقطع أوصالها".