«الفسطاط»، «الميرلاند»، «الأسماك»، «الحيوان»، «الدولية»، حدائق يعرف المتحرشون طريقهم إليها فى «شم النسيم»، وغيره من الأعياد ومواسم التجمعات والزحمة، والتى توفر لهم بيئة مناسبة للتحرش على طريقة «اخطف واجرى»، وهكذا تحولت أغلب الحدائق المصرية من ساحة رحبة ومبهجة لقضاء عيد الربيع، والاستمتاع بجمال الطبيعة والخضرة إلى حقل تجارب مؤلمة لأى فتاة تفكر أن تمارس حقها المشروع فى التنزه، والانطلاق، سواء بصحبة أصدقائها أو حتى وسط عائلتها، لأن أيادى المتحرشين وكلماتهم البذيئة ستفسد عليها انطلاقها. مئات المحاضر سنويًا يتم تحريرها فى «شم النسيم»، ويتم حفظ أغلبها لأنها تتم عن طريق رجال الشرطة دون أن تقدم الفتاة التى تعرضت للتحرش بلاغًا يضمن لها حقها فى عقاب المتحرش الذى يخلى سبيله بعد «علقة ساخنة» فى أسوأ الأحوال، ناهيك عن آلاف من حالات التحرش التى لا تسجلها المحاضر الرسمية لغياب، أو قلة تواجد رجال الشرطة فى أغلب الحدائق، ولكنها تظل محفورة فى ذاكرة كل فتاة كذكرى سوداء خرجت بها من عيد «شم النسيم». أغلب حالات التحرش التى تحدث فى الحدائق تكون على يد أطفال لا يتجاوزون ال 18 عامًا بحسب ما تعلنه المبادرات المناهضة للتحرش عقب كل عيد، وبحسب ما يؤكده سامح أبوالحسن، المصور، الذى التقطت عدسة كاميرته عشرات من حالات التحرش فى الحدائق خلال أعياد شم النسيم الماضية، والذى يحرص على الذهاب لحدائق بعينها كل عام لرصد انتهاكات التحرش فى شم النسيم، ويتحدث عنها قائلاً: «الفسطاط والميرلاند وحديقة الحيوان والأسماك هى أكثر حدائق بتحصل فيهم حالات تحرش، والتواجد الأمنى فيها شبه معدوم، وفيه حدائق تانية بيحصل فيها حالات تحرش جماعية بفتيات صغيرة فى السن بس مش بنفس شهرة الحدائق دى، زى حدائق القناطر الخيرية، والحدائق اللى على البحر فى المحافظات الساحلية، وأغلب المتحرشين أطفال عندهم 11 أو 12 سنة ودايمًا فى الجنانين دى بنشوف مهازل كل عيد.»، ومن هذه المهازل يتذكر «أبوالحسن» تحرش ما يزيد على 10 صبية بفتاة فى حديقة الفسطاط فى «شم النسيم» الماضى دون وجود أمن أو تدخل من إدارة الحديقة لحماية الفتيات. ورغم انتشار أفراد الأمن فى حديقة الأزهر، فإن ذلك لم يجعل روادها من الفتيات يسلمن من التحرش، وكان «أبوالحسن» شاهدًا على إحدى الحالات: «حصلت هناك مرة حادثة تحرش بشعة بس الأمن مسكوا الولد، وسلموه للأمن، بس بشكل عام التحرش فيها أقل من أى حديقة تانية» حديقة الحيوان من الحدائق التى يتواجد فيها عساكر الأمن، لكن «أبوالحسن» يقول إن كثيرًا منهم يقوم بالتحرش اللفظى بالفتيات، ولا يتدخل لإنقاذ الفتيات من التحرش، إلا «لو الموضوع يستاهل».