المسئولون تبادلوا الاتهامات وتضارب التقارير الصحية.. ومحافظ أسيوط أحالها للنيابة لم تكد تنتهى زوبعة شحنة القمح الروسى التى وصلت المخابز والتهمها الشعب، حتى عادت فضيحة القمح الفاسد لتطل برأسها من جديد، ولكن هذه المرة فى أسيوط، ولم يعد تداول قصة الشحنة مقصورا على مجالس الأهالى، لكنها أصبحت مثارة على كل المستويات الشعبية والرسمية فى المحافظة، حيث فجر أعضاء المجلس الشعبى المحلى فضيحة وصول 15 ألف طن قمح فرنسى فاسد للمخابز. كان يوسف الليثى، عضو مجلس محلى أسيوط، قد طرح المشكلة فى جلسة المجلس المحلى الأخيرة، وأكد ل «اليوم السابع» أن كل تقارير إدارات الإفراج الصحى والزراعى، وتقارير المعامل الصحية بالبحر الأحمر عن شحنة القمح، وقبل وصولها للمخازن بجمرك سفاجا، أكدت أنها غير مطابقة للمواصفات، وبها نسبة عالية من الحشائش، بالإضافة إلى مادة «الفوستوكين» السامة، وأنها قادمة من فرنسا وغير صالحة للاستخدام الآدمى، وتم استيرادها بمعرفة الهيئة العامة للسلع التموينية، وتم التحفظ عليها بميناء سفاجا، وصدر بعدها القرار رقم 369 لسنة 2009 من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات، برفض رسالة القمح الفرنسى والتحفظ عليها، وأضاف الليثى أنه تم توزيع القمح على المطاحن رغم علم المسئولين بعدم صلاحيته، وفجر مفاجأة جديدة هى أن توزيع القمح الفاسد كان نتيجة عدم وجود مخزون أو احتياطى استراتيجى، يسمح بتشغيل المخابز. وأوضح الليثى أن هناك أيادى خفية وراء وصول الشحنة إلى المحافظة، وتوزيعها على المخابز والمطاحن حتى اختفت نصف الكمية، وربما أكثر قبل أن تظهر تقارير المخالفات الصحية بالبحر الأحمر، ولذلك فالمتبقى من الشحنة حوالى 9 آلاف طن فقط، مما اضطر اللواء نبيل العزبى، محافظ أسيوط، إلى إصدار قراره بالتحفظ عليها. من جانب آخر انتقد عضو المجلس المحلى أحمد عمار، قيام شركة المطاحن بطحن جزء من الشحنة وتوزيعها على المخابز قبل البت فى صلاحيتها. ويقول إبراهيم العسقلانى، وكيل وزارة التموين، إن الشحنة لم يتم وصولها إلى أسيوط إلا بعد أن أفرج عنها صحيا وزراعيا وطبيا من ميناء سفاجا، وبالتالى فنحن غير مسئولين عن التقارير الطبية الصادرة من المعامل الصحية بميناء سفاجا. ويؤيد المهندس عبدالعزيز هريدى، وكيل وزارة، زميله مسئول التموين قائلا: إن الحجر الزراعى أقر بسلامة الشحنة قبل الإفراج عنها من ميناء سفاجا، وبالفعل تمت غربلة الشحنة بالكامل، ووجدت بها نسبة من الحشائش اختفت مع الغربلة، أما مادة«الفوستوكين» فهى ماده توضع لحفظ رطوبة القمح وحماية القمح من السوس، وهى تتطاير وتختفى تماما عقب الغربلة نظرا لأنها تتأكسد سريعا. وأضاف: نحن غير مسئولين عن الشحنة قبل الغربلة، وتقرير المعامل بسفاجا جاء عن الشحنة بعد الغربلة ليؤكد صلاحيتها. ومن جانبه أكد اللواء نبيل العزبى ل «اليوم السابع»، أنه رغم الإفراج عن الشحنة صحيا وزراعيا وجمركيا، فقد قررت وضعها تحت التحفظ ليعاد فحصها وتحليلها والتوصل إلى نتائج صائبة، لأنها تتعلق بحياة أكثر من 10 ملايين مواطن، وفى حال ثبوت عدم صلاحية الشحنة، فسوف نقوم بإعدامها، مع التحقيق مع المسئولين بداية من المستوردين حتى القائمين على التفريغ بالمحافظة، وفى حال صحة الشحنة سوف نقوم بتوزيعها على المخابز والمطاحن، بالإضافة إلى أننا قمنا بتحويل التقرير الصادر من ميناء سفاجا إلى النيابة العامة للنظر فيه والتحقيق فى القضية.