أكدت الدكتورة زينب شاهين، خبيرة التنمية وقضايا الأسرة والمجتمع، أن الأسرة الأبوية لا تعتمد فى تقاليدها على التعاون والمشاركة فى اتخاذ القرار، وإنما تعتمد على قمع الرغبات الذاتية الفردية للأبناء، حيث توجد السلطة المطلقة فى يد الرجل ويطلق عليها الهيمنة الذكورية، وكانت الأسرة الأبوية التقليدية والتى وجدت من القرن التاسع إلى القرن التاسع عشر وكانت تقاليدها عبارة عن مزيج من القيم والعادات التى انتشرت فى شبه الجزيرة العربية واحتكت بتقاليد ما قبل وبداية ظهور الإسلام لا تعترف باستقلال المرأة مادياً، ولكن كانت بها ميزة لا أحد يستطيع أن ينكرها وهى عدم عزلة الأفراد داخل الأسرة وإحساسهم بالأمان تحت كيان اقتصادى واحد المتمثل فى عمل الأب. أما الآن فى الأسرة الحديثة نالت المرأة كافة حقوقها السياسية، كما حصلت على المساواه بينها وبين الرجل فى تكافؤ الفرص التعليمية والوظيفية واستقلال المرأة اقتصادياً، وهو ما ساعد على تغير الأسرة وبالتالى تغير المجتمع بأكمله. وأوضحت الدكتورة شاهين خلال ندوتها بساقية الصاوى أمس تحت عنوان "القيم الاجتماعية أساس النهوض بالأسرة والمجتمع"، أن هناك تغييراً كبيراً حدث عبر الزمن فى نوعية الأسر وتقاليدها، إلا أنه مازالت بعض قيم الأسرة الأبوية موجودة حتى الآن ولكن بشكل مختلف مع قيام المرأة بالعمل داخل المنزل وخارجه، مع ما فرضه علينا المجتمع الحديث، مما أحدث خللاً ما فى التوازن التقليدى مما أدى إلى صراع الأدوار، حيث لا يوجد للمرأة الآن دور واضح ومحدد بالرغم من أنها أصبحت خط الدفاع الثانى لتماسك الأسرة. وأضافت أن كثيراً من المراقبين يقولون إن بسبب الأعباء المعيشية وغلاء الأسعار وسرعة إيقاع الحياة أصبحت العلاقات الأسرية تتعلق بالقيم المادية، وتوارت الروابط الأسرية التقليدية أمام المتطلبات المادية، وهو ما أدى إلى خلل بالبناء الاجتماعى. وأشادت د.زينب بالدور الإيجابى الذى تقوم به مكاتب الاستشارات الزوجية وما تقدمه من تدعيم التماسك الأسرى الذى يقوى الفرد ومن ثم يقوى المجتمع.