وحدتا كوماندوز لقطع طريق المطار على المصريين وخناجر فى السندويتشات خناجر فى «السندويتشات».. قالها أحد أفراد الأمن باستاد الخرطوم لبعض المسئولين السودانيين قبل المباراة بأربع ساعات كاملة.. هذا الاكتشاف هو الذى جعل خطط السيطرة على الخرطوم وجماهيرها وإرهابهم، وبث الرعب فى نفوس لاعبى وجهاز منتخب مصر، تصبح واضحة لكن بعد أن نفذ أغلب محاورها، ولم يعد هناك وقت لإيقاف دوران كرة اللهيب التى ألقاها الجزائريون. ولعل عدم التوقع والمفاجأة كانا وراء ارتباك الأجهزة السودانية فى بداية مواجهة مخطط الجزائريين، الذى قام على تنفيذه وحدتا كوماندوز وصلتا قبل المباراة بثلاثة أيام ضمن البعثة الجزائرية، وقيل إنهم من قيادات المشجعين حضروا لاستكشاف الخرطوم والحجز للجماهير الجزائرية لمؤازرة منتخب بلادها. خطة محكمة لإرهاب المصريين قبل المباراة وبعدها، ومن قبلهم إرهاب الجماهير السودانية تلك التى عاشها منتخبنا فى السودان، البداية كانت قبل المباراة الفاصلة بأربع وعشرين ساعة، بقتل سائق توك توك سودانى لأنه يعلق علم مصر على التوك توك، وهو الحادث الذى أثار الرعب فى قلوب السودانيين، ممن توجهوا إلى استاد المريخ قبل انطلاق المباراة بخمس ساعات، ولكن ظلوا على عكس المتوقع صامتين فى المدرجات، فمصر بكاملها كانت تنتظر من السودانيين مؤازرة كاملة داخل الاستاد، لكن الإرهاب الجزائرى أصابهم بالارتباك، فالحماس والتشجيع المستمر من السودانيين للمنتخب المصرى وللمشجعين المصريين فى مطار الخرطوم وشوارع الخرطوم وأم درمان انقلب إلى صمت مفاجئ فى المدرجات، عدد كبير من السودانيين قالوا لليوم السابع إنهم يخشون من الهجوم الجزائرى عليهم. المحور الثانى من الخطة الجزائرية تركز على أن يصل جمهورهم إلى السودان قبل المباراة بيومين للاستيلاء على المدرجات ولشراء الأسلحة الخفيفة «سنج ومطاوى وسيوف وكرابيج سودانية» وهى الأسلحة التى استخدموها فى اعتداءاتهم على المصريين، وهو ما كان نتيجته أن ظل الجمهور الجزائرى على حالته الحماسية طيلة المباراة، فيما ظل الجمهور المصرى رهن التعب الذى أحل به. أما المحور الثالث من الخطة فاشتمل على توافد الجزائريين على مطار الخرطوم حتى موعد بدء المباراة فى الثامنة والنصف بتوقيت السودان «السابعة والنصف بتوقيت القاهرة»، رغم أن اتحاد الكرة والسلطات السودانية أبلغت مصر والجزائر أن الرابعة عصراً سيكون الموعد النهائى لغلق الاستاد أمام الجماهير، ولكن ظهرت الخطة الجزائرية بعد انتهاء المباراة، حيث ظلت الجماهير الجزائرية التى حاولت إيهام الجانب السودانى بأن طائرتهم متأخرة فى المطار انتظاراً لعودة الجماهير المصرية، خاصة أنهم كانوا على يقين بأن مصر ستفوز، وطبقاً للخطة الأمنية السودانية فإن جماهير الفريق الفائز ستخرج من الاستاد أولاً، وبالتالى أعد الجزائريون العدة لاستقبال المصريين فى المطار أثناء عودتهم، حتى عندما فاز منتخب الجزائر انطلقت جماهير الجزائر التى تعدت الألف شخص من المطار إلى شارع المطار لاستقبال المصريين وحدثت الاعتداءات التى لم تكن متوقعة من جانب الأمن السودانى.
