كشفت الإذاعة العامة الإسرائيلية خلال تقرير إذاعى لها، اليوم الثلاثاء، أن مستشارة الأمن القومى للرئيس الأمريكى سوزان رايس، تجنبت لقاء السفير الإسرائيلى فى واشنطن رون درامير، منذ توليه مهام منصبه فى أكتوبر الماضى. ونقلت الإذاعة العبرية عن المحلل السياسى الإسرائيلى تشيكو مناشى، قوله: "بحسب تقديرى فإن السفير الإسرائيلى يدرك تماماً دلالات هذه القطيعة من خلال أسلوب التعامل معه من قبل المستشارة الأمريكية، لذلك لم يقم حتى اللحظة بالتقدم بطلب للقاء المستشارة، كما هى لم تقم باستدعائه من أجل مقابلته حتى بعد اعتماد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أوراقه كسفير فى الولاياتالمتحدة". وأرجع المحلل السياسى سبب القطيعة إلى إدراك رايس ميول السفير الإسرائيلى السياسى فى واشنطن، مشيراً إلى أن درامير يعتبر أحد وأقوى المؤيدين للحزب الجمهورى، مؤكداً على أن هذا هو أحد أسباب إقصائه من قبل البيت الأبيض. وفى السياق نفسه، أوضحت الإذاعة العبرية أن درامير قد ألقى نهاية الأسبوع الماضى الكلمة الرئيسية فى مهرجان سياسى كبير عقده الحزب الجمهورى داخل أحد الكازينوهات التابعة لرجل الأعمال اليهودى الأمريكى شلدون إدلسون المؤيد للجمهوريين. وكانت السفارة الإسرائيلية فى واشنطن قد أوضحت أن مشاركة السفير الإسرائيلى فى مهرجانات كهذه غير جديدة، وأن درامير أبدى استعداده للمشاركة فى مهرجان مماثل للحزب الديمقراطى. فيما ذكرت مصادر مطلعة أن القطيعة بين رايس والسفير الإسرائيلى تأتى فى ظل موقف رايس المنتقد لإسرائيل، مشيرة إلى أن رايس تعتبر أحد وأقوى الشخصيات فى واشنطن، بل هى الأكثر قوة وتأثيراً من بين الشخصيات التى تعمل فى البيت الأبيض على سياسة الرئيس أوباما الخارجية. وأقرت مصادر فى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن بصحة النبأ، لكنها أوضحت أن درامير لم يطلب أصلاً لقاء المستشارة رايس، علماً بأن التواصل بين الجانبين على هذا المستوى كان فى الماضى وثيقاً وشمل لقاءات دورية كل عدة أسابيع. الجدير بالذكر، أن هناك قناة اتصال أخرى مع المستشارة الأمريكية رايس، وذلك من خلال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لشئون الأمن القومى يوسى كوهين، إلا أن علاقة رايس مع السفير الإسرائيلى فى واشنطن يجب أن تكون هى الأساس فى ترتيب العلاقات بين الجانبين.