بدأت مساء أمس محادثات الرئيس الأمريكى جورج بوش مع الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين خلال مأدبة عشاء واستمرت حتى وقت متأخر، تطرقت المحادثات للسلام بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى بالإضافة إلى الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط. وتزامنت زيارة بوش مع قيام إدارة البيت الأبيض بإبلاغ الكونجرس الأمريكي بأن الرئيس الأمريكى سيمنح السعوديين فرصة إبرام صفقة تسلح ضخمة تشمل "القنابل الذكية" وتكنولوجيا متطورة بقيمة 123 مليون دولار، تمكن قوات الأمن السعودية من الحصول على قدرات عالية الدقة فى إصابة الأهداف، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية. الصفقة المقترحة مع المملكة، تأتى بعد خمسة تبليغات لحزمات تسلح للملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ليصل إجمالى حجم هذه الصفقات من الأسلحة الأمريكية المتطورة، التى تتضمن صواريخ "باتريوت" إلى 11.5 مليار دولار. وكانت واشنطن قد أعلنت أنها ستوفر صواريخ "باتريوت" للدول العربية الصديقة، وفق ما قاله المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك. يُذكر أن جولة بوش واجهت انتقادات من مسئولين إيرانيين ، إزاء التصريحات التى أدلى بها بوش، خلال محطته في الإمارات العربية المتحدة والتى قال فيها "إن إيران تشكل مصدراً لزعزعة الاستقرار فى العالم"، معتبرين أن رئيس الولاياتالمتحدة مصاب بمرض "إيرانوفوبيا"، ويروج له فى المنطقة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسئولين فى الإدارة الأمريكية تقديرهم بأن الحجم الإجمالى لهذه الصفقات النهائية والتى تأتى ضمن حوار الأمن الخليجى يبلغ 20 مليار دولار،وهو رقم يخضع لعمليات الشراء الفعلية. ووفق مراقبين فإن صفقات التسلح هذه تعتبر مهمة جدا فى الاستراتيجية الأمريكية لتعزيز الأمن فى دول الخليج المنتجة للنفط ضد التهديد الإيرانى ونفوذ المد الشيعى. وفى هذا الشأن، أكد مراقبون سياسيون أن هناك مؤشرات على أن الحلفاء العرب للولايات المتحدة "غير مستعدين لنبذ طهران"، خاصة فى ضوء الدعوة التى وجهها العاهل السعودى مؤخراً، إلى الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد لأداء الحج، ليكون أول رئيس إيرانى يؤدى الفريضة بدعوة رسمية. يُذكر أن السعودية تمثل إنتاج ثلث كمية النفط التى تنتجها مجموعة "أوبك". ومن المواضيع المطروحة أيضاً على جدول مناقشات بوش مع الإدارة السعودية خلال جولته التى تستمر حتى اليوم قبل أن يتوجه لمصر، مبادئ الديمقراطية التى يروّج لها بوش خلال جولته، فى وقت يسعى فيها الملك عبدالله إلى فرض بعد الإصلاحات فى المنهج التعليمى وحقوق المرأة. كذلك يتوقع أن يكون خادم الحرمين الشريفين قد حث بوش على مواصلة الضغط على الدولة العبرية لفك البؤر الاستيطانية العشوائية فى الأراضى الفلسطينية. يُذكر أن خادم الحرمين الشريفين كان قلّد الرئيس بوش خلال مأدبة العشاء التى أقامها على شرفه قلادة الملك عبدالعزيز التى تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم.