قال الدكتور محمود فهمى حجازى، إن المعاجم الموسوعية تهدف إلى تأصيل الرؤية الثقافية فى إنجاز التعريب، وأهمية استخدام اللغة العربية للحصول على معلومات عامة متكاملة ومتوازنة على النحو الذى ينشده المثقف العربى المعاصر. جاء ذلك خلال الجلسة الرابعة من المؤتمر السنوى لمجمع اللغة العربية فى دورته الثمانين تحت عنوان التعريب. وأكد "حجازى" خلال بحثه الذى قدمه بعنوان "دور المعاجم الموسوعية فى التعريب الثقافى.. رؤية مستقبلية" أن المعاجم الموسوعية من وسائل تقريب الثقافة، موضحًا أنها تتيح المعلومات برؤية متوازنة تقف فى وجه الانغلاق كما تمنع التنكر للأصول، وترسخ المعلومات الموضوعية والقيم الحضارية. وأشار "حجازى" إلى أن التعريب الثقافى موضوع مختلف عن تعريب التعليم أو تعريب العلوم أو تعريب الطب أو تعريب لغة التعليم، موضحًا أنها كلها موضوعات مهمة وفيها قرارات كثيرة، وتتعدد الرؤى فى التنفيذ، ولكن نظن أن ثمة اتفاقا بين المثقفين العرب على أهمية أن تكون اللغة العربية الوسيلة الأولى للحصول على المعلومات الثقافية لملايين المواطنين فى كل البلدان العربية. وأضاف حجازى، أن الأساس الثقافى مهم لبناء وعى عام متوازن لحماية المجتمع، ومن المهم أن تكون المعلومات المعاصرة متاحة ومتجددة باللغة العربية. وعرض "حجازى" شرحًا مبسطًا للمعاجم الموسوعية، وكذلك مصطلح التعريب الثقافى، ومصطلح "الثقافة"، قائلاً: إن دلالته لا تقتصر هنا على الإنتاج العقلى أو الفكرى كما يستخدم المصطلح فى الأقسام المعنية بالآداب واللغات، ولا تقتصر دلالته أيضاً على الفنون بأنواعها وأنماطها وأساليبها التقليدية أو المعاصرة، ويقترب المفهوم هنا من المتداول فى العلوم الاجتماعية، فالثقافة تشمل أيضاً أنماط الحياة المادية مثل أشكال المنازل والعمارة وأنواع الطعام والأزياء، وكذلك الثقافة غير المادية مثل العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات. ولكن المعجم الموسوعى لا يبحث ثقافة المجتمع فى واقعه وتكامله وعلاقاته، ولكنه يقدم مداخل دالة من كل هذه المجالات من تاريخ الثقافة الوطنية وما يهتم به المثقف المعاصر من الثقافات الأخرى. وتحدث "حجازى" عن أهمية اللغة العربية والمعرفة المتجددة، قائلاً، بأنها لغة الدين والتراث الذى نعتز به، وكانت تقدم على مدى قرون من خلال المؤلفات والمترجمات فى مجالات شتى صورة للعالم وحضاراته القديمة والوسيطة وعن شعوبه ومعتقداتهم وعاداتهم وعلمائهم ولغاتهم. وأشار "حجازى" فى بحثه عن معاجم الطب، والإعلام، والتاريخ، والصحة، والفنون وغيرها من المعاجم المهمة، موضحًا الأساس فى كل معجم. وتطرق "حجازى" فى بحثه عن أنواع الملاحق فى المعاجم الموسوعية، قائلاً بأنها متعددة، ولكنها لا تكاد تتجاوز الدول المستقلة فى العالم، ودرجات الحرارة القصوى والدنيا، وملاحق معلومات جغرافية، وغيرها من الملاحق. من جانبه قدم الدكتور فاليرى كوستين، عضو المجمع المراسل فى روسيا، محاضرة بعنوان "التعريب فى روسيا" وتحدث فيها عن الاختلافات معنى كلمة "التعريب" فى المعجم الوسيط، والمعجم الرائد. وتناول كوستين كذلك أهم الكلمات والألفاظ الروسية المعربة مثل "آية، أيوبى، الكحول، ألماس، كيمياء، وغيرها من الكلمات". كما تحدث كوستين عن دراسته بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1966، وكذلك أهم القواميس الروسية التى صدرت خلال نصف قرن.