بدأت محافظة بورسعيد فى إجراءات توسعة شوارع بحى الشرق، لاستيعاب أعداد السيارات المتزايدة، مما أثار موجة غضب من ناشطين فى الحفاظ على الطراز التاريخى للمدينة. وانتهى حى الشرق ببورسعيد من إزالة أرصفة بتسعة مناطق بالمدينة، وتستعد لتنفيذ التوسعات بتسع مناطق أخرى فى الشوارع المحيطة بمرفق المعديات، حتى ميدان المنشية حسب تصريح المهندس حسن الوروارى رئيس الحى، ولكن التوسعات بشارع الجمهورية، لقت أكبر قدر من الانتقادات لتغيير الطابع التاريخى لأحد أقدم شوارع بورسعيد. وقال وليد منتصر أحد المهتمين بتراث المدينة "شارع الجمهورية تم تخطيطه فى مطلع القرن الماضى بطراز فرنسى، وتدخل المهندسون المصريون بفكرة "مد بواكى" أسفل النوافذ حماية للمشاة من الأمطار وأشعة الشمس". وأضاف "اتجاه المحافظة لإزالة الرصفة سيؤثر على شكل الشارع وطرازه المعمارى". وقال "يمكن للمحافظة أن تنشئ جراجات وتكثيف متابعة المرور فى الشوارع الرئيسية". ويضم حى الشرق وشارع الجمهورية مبان أثرية يقترب عمر بعضها من ثمانين عاماً فى منطقة كانت تسكنها الجاليات الأجنبية من المهندسين والمرشدين البحريين العاملين بهيئة قناة السويس وقتها، وأطلق الفرنسيون على الشارع اسم "الكانيبير" لأنه يماثل شوارع مدينة مارسيليا الفرنسية بالشوارع الواسعة والأشجار المحيطة، وفى المقابل كان حى العرب للسكان المصريين. وأصبح شارع الجمهورية أحد أكبر الشوارع التجارية بمدينة بورسعيد فى الثمانينيات من القرن الماضى بعد تحويل المدينة إلى منطقة حرة، بقرار من الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، واستغل التجار "بواكى العمارات" كمعارض لبضاعتهم أمام المحال التجارية. وقال إسماعيل تاجر ملابس بشارع الجمهورية "إزالة الأرصفة ستكون مفيدة فى انتظار السيارات، ولكنها ستؤثر على طرق المشاة، فى المناطق التى اعتاد التجار أن يقدموا بضائعهم عليها". وأضاف "لا نعرف كيف ستتعامل معنا الدولة فى العرض خارج المحال". ويقول حسن الوروارى رئيس حى الشرق "يتم التنسيق مع ديوان المحافظة وأجهزة الأمن لشن حملات لرفع إشغالات المحال على الأرصفة وفتح المجال أمام المشاة". وأضاف "تصميم العمارات بشكل معمارى منح الحى طابعا مختلفا، ففى الماضى استغل المهندسون المساحات لبناء نوافذ كبيرة وصنع تحتها مظلات للمشاة تسمى "بواكى" أمام المحال ليسير بها المشاة بخلاف الأرصفة الأمامية". وقال الوروارى " فى مدينة بورسعيد حاليا ما يقرب من نصف مليون سيارة تحتاج إلى مناطق أوسع للانتظار أو السير، وخاصة فى الأماكن التجارية". وأضاف "الأرصفة ليس لها دخل بالطابع التاريخى، لأن تصميم الأرصفة يسمح بالتوسع مستقبلا حسب زيادة أعداد السكان".