ينشر "اليوم السابع"، النص الكامل للتوصيات الصادرة عن المؤتمر السادس للمعهد المصرفى المصرى، والذى اختتمت فعالياته مؤخرًا، حيث تطرق إلى رؤية المصرفيين وتوصياتهم المتعلقة بتحقيق وتطبيق مبادئ الاستدامة المصرفية فى القطاع المصرفى المصرى، والتى تضمنت التأكيد على محورية دور القطاع المصرفى فى النشاط الاقتصادى، مما يزيد من أهمية دوره فى علاج المشكلات الاقتصادية والاجتماعية مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وضرورة زيادة وعى العاملين بالقطاع المصرفى بأهمية إدراج معايير الاستدامة ضمن الأعمال اليومية للبنك. وأوصى المؤتمر أيضًا بضرورة وجود إدارة مستقلة بكل بنك للاستدامة المصرفية مع إدراج هذا المفهوم ضمن رسالة وهدف المؤسسات المصرفية والمالية، والتأكيد على المزايا المترتبة على تطبيق معايير ومبادئ الاستدامة من انخفاض لمخاطر التشغيل وتطوير جودة المحفظة الاستثمارية للبنك وتنويعها وتوسيع قاعدة العملاء، وضرورة تبنى الدولة والحكومة لتطبيق مبادئ ومعايير الاستدامة فى إطار قانونى وتشريعى، وزيادة دور البنوك فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كمجال واسع لخلق الوظائف من خلال عدة آليات على رأسها تطوير شبكة البيانات والمعلومات لدى البنوك لزيادة قدرتها على الوصول إلى المشروعات الصغيرة الواعدة. مع الإشارة إلى أن الاهتمام بأصحاب الأعمال الصغيرة يؤدى إلى زيادة قاعدة العملاء بالبنوك ويضيف قيمة للقطاع على المدى الطويل. وشملت التوصيات الإشارة إلى التطور والتحسن الملحوظ فى أساليب إدارة مخاطر الائتمان ومخاطر السوق فى القطاع المصرفى المصرى، مع وجود تأخر فيما يتعلق بأساليب إدارة المخاطر البيئية والمجتمعية فمن الصعب أن يقوم كل بنك بتكوين إدارة متخصصة ومستقلة للمخاطر الاجتماعية والبيئية فى الوقت الحالى، علاوة على أن تطبيق معايير الاستدامة المرتبطة بالبعدين الاجتماعى والبيئى وفقاً للمعايير الدولية يصعب تطبيقه فى بيئة العمل المصرية حاليا ويزيد من القيود والشروط على المقترض البسيط، والتأكيد على أهمية تطوير وزيادة الوعى بالخدمات المصرفية الإلكترونية بين العاملين والعملاء بالبنوك وتبسيط الإجراءات والمعاملات الإلكترونية مع التوصية بضرورة اضطلاع البنك المركزى المصرى بتقييم الأداء الإلكترونى للبنوك. والتشديد على أهمية الاستمرار فى تطبيق مبادئ وقواعد الحوكمة مع الإشارة إلى أهمية دور اللجان بمجلس الإدارة من لجان مخاطر ولجان مراجعة داخلية وغيرها مما يؤدى إلى مزيد من الإفصاح والشفافية داخل البنك ومع الجهات الخارجية، وتوسع البنوك فى التمويل العقارى ودعم مبادرات توفير مساكن لمحدودى ومتوسطى الدخل، والتأكيد على أهمية التضمين المالى Financial Inclusion لتوسيع قاعدة المتعاملين والمستفدين من خدمات القطاعين المصرفى والمالى: أهمية وجود حلول بنكية لكل الفئات والتوسع فى تقديم خدمات وأدوات مصرفية جديدة وحديثة، تلبى احتياجات شرائح مختلفة من المستهلكين. وعقد المعهد المصرفى المصرى مؤتمره السنوى السادس يوم الاثنين الماضى بعنوان "الاستدامة المصرفية: المبادئ والرؤية المستقبلية"، تحت رعاية هشام رامز، محافظ البنك المركزى المصرى، وبحضور جمال نجم- نائب محافظ البنك المركزى المصرى الذى قام بإلقاء الكلمة الافتتاحية بالمؤتمر، والتى ركز فى كلمته على أهمية تطبيق الاستدامة المصرفية من خلال التركيز على التضمين المالى وإدراج الفئات والقطاعات المختلفة ولاسيما القطاع غير الرسمى وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى منظومة القطاع المالى والمصرفى. وقالت منى البرادعى، المدير التنفيذى للمعهد المصرفى إن اختيار موضوع الاستدامة المصرفية كموضوع لمؤتمر هذا العام يرجع إلى حرص كبرى المنظمات والبنوك العالمية فى الفترة الأخيرة على إدراج مبادئ ومعايير الاستدامة فى إطار أنشطتها الأساسية، وما يترتب على ذلك من مزايا وفوائد تنصب على المؤسسة نفسها والعاملين بها، والاقتصاد والمجتمع والبيئة المحيطة. وقد استعرضت الدكتورة منى البرادعى فى كلمتها مفهوم التنمية المستدامة، استدامة التمويل والاستدامة المصرفية، هذا بالإضافة إلى توضيح أهم معايير ومبادئ الاستدامة والمزايا المترتبة على تطبيقها. من جانبها أكدت الدكتورة علا الخواجة، مدير عام إدارة البحوث والتوعية بالمعهد فى كلمتها على ارتباط مفهوم الاستدامة بالقدرة على امتصاص آثار الأزمات المالية وتجنبها، حيث يرتكز مفهوم الاستدامة المصرفية على إدارة المخاطر بشكل كفء، وأشارت إلى أن الالتزام بمبادئ الاستدامة وتقليل المخاطر الائتمانية من خلال تمويل المشروعات المتوافقة مع احتياحات التنمية المستدامة من شأنه أن يحمى البنوك من مخاطر التعثر والإفلاس ومن تداعيات الأزمات المالية المحلية والعالمية. وقد أقيم المؤتمر هذا العام تحت رعاية مجموعة من أهم البنوك المصرية، وهم البنك الأهلى المصري، بنك مصر ومصرف أبو ظبى الإسلامى، بنك التعمير والإسكان، بنك القاهرة، البنك التجارى الدولى، وبنك الاستثمار العربى بالإضافة إلى شركة GFK. كما قامت مجموعة من المؤسسات الإعلامية والصحفية المتميزة برعاية المؤتمر مثل العالم اليوم، البورصة، جريدة أموال الغد، البورصة، Daily News Egypt. واستضاف المؤتمر هذا العام نخبة من الخبراء الأجانب المتخصصين فى مجال الاستدامة المصرفية من ضمنهم الخبير فرنسيس ماليج المدير المسئول عن المؤسسات المالية بالبنك الأوروبى لإعادة البناء والتنمية EBRD الذى قام بإلقاء نظرة عامة عن مفهوم الاستدامة المصرفية فى بداية المؤتمر. وشهد المؤتمر مشاركة رؤساء مجالس إدارات البنوك المصرية الكبرى وحضور مجموعة متميزة من الخبراء المصريين منهم الدكتور هانى سرى الدين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة سرى الدين للاستشارات القانونية، والدكتورة نادية مكرم عبيد، المدير التنفيذى لمركز البيئة والتنمية فى الوطن العربى وأوروبا وعضو جلس إدارة البنك التجارى الدولى والوزير الأسبق لشئون البيئة، والدكتورة هالة السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومى أبو النجا، مستشار وحدة التعليمات الرقابية بقطاع الرقابة والاشراف بالبنك المركزى المصرى، والدكتورة داليا عبد القادر، مدير التسويق والاتصالات بالبنك العربى الأفريقى الدولى ومحمد شريف إسماعيل عضو مجلس إدارة بنك باركليز.