دخل الزبون مطعما. لم يعجبه الأكل ولا الخدمة. طلب صاحب المحل ليشكو له فأخبروه أنه يأكل فى المحل المجاور. كتب تلميذ فى مدرسة استثمارية موضوعا عن رجل فقير فقال: كان ياما كان - وحكى عن رجل فقير سائقه فقير وخادمه فقير وطباخه فقير. لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا يشعر بآلام الجوع إلا من فرغت معدته والصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايشعر بها إلا المرضى. احتياجات الإنسان الأساسية هى سقف يظلله على حوائط تحميه (مسكن)، لقمة تسد أوده وجرعة ماء تروى عطشه (مأكل)، رداء يستره (ملبس) مستشفى وأطباء وأدوية (علاج ) . ثم فصول فى مدارس ومعلمين (تعليم) يؤهل لوظيفة أو مهنة مناسبة (عمل). لاشك أن الدولة تحاول جاهدة وعلى قدر الإمكان والإمكانيات أن توفر هذه العناصر لأكبر عدد ممكن، ولكن المسئولين عن تقدير هذه الاحتياجات وتوفيرها يسكنون بعيدا ويصلهم الأكل حتى أبواب منازلهم محليا أو مستوردا. لا يضعون على أجسادهم ملابس من الإنتاج المحلى وعلاجهم وتعليم أبنائهم ليس مع العامة وفى الأغلب فى الخارج مع ضمان المركز المناسب بالأجر المناسب. لاشك أن فكرة تخصيص 50% من جميع مقاعد المجالس المنتخبة للعمال والفلاحين كان الغرض منها سد الفجوة بين السلطة والشعب، ولكن للأسف فإن تعريف العامل والفلاح أصبح مطاطا ولا تجد بين المجالس المنتخبة حاليا من هو فلاح حقيقى يعيش وسط أرضه ويأكل من عرقه فى زراعتها أو عامل حقيقى خشن اليدين ومازال يمارس عمله فى ورشة أو مصنع. آن الأوان لمناقشة كيف يكون الالتحام حقيقى والقنوات مفتوحة بين الشعب والحكومة عملبا وليس نظريا وعلى الورق.