البرامج الحوارية بالقنوات الفضائية هى أهم ما يحرص المواطن المصرى على مشاهدته، لأنها تحل مشاكله من خلال طرحها على المسئولين، وكذلك من خلال دورها الرقابى بكشف سلبيات المسئولين، وبالتالى تلاشى هذه السلبيات فى المستقبل ومن ثم الدفع بعجلة التقدم والتنمية، ولكن فى الفترة الأخيرة تجاوزت بعض هذه البرامج أهدافها وتحولت إلى ساحات للصراع وتصفية الحسابات الشخصية، يحاول مقدموها استقطاب زملائهم بالبرامج المناظرة بالفضائيات الأخرى وتكوين جماعات إعلامية (شلل إعلامية) تتبنى وجهة نظر معينة، وتفرض آراءها على المشاهدين من خلال تزييف الحقائق لإثبات وجهة النظر التى يتبنوها، يؤيدهم فى ذلك ضيوفهم المتحاورين معهم ممن لهم نفس التوجه، وأصبحت البرامج عبارة عن مخططات لمهاجمة أو مساندة بعض الشخصيات العامة فى قضاياهم المتداولة بالمحاكم وتحتوى على تراشق بالألفاظ وتبادل للاتهامات وتشكيك فى نوايا الآخرين، فنجد رموز سياسية ورياضية وصحفية وفنية تتراشق بأفظع الشتائم، والمصيبة أن هذه البرامج يشاهدها أشقاؤنا بالدول العربية، مما يعطى انطباعا سلبيا عن السياسة والرياضة والصحافة المصرية والفن المصرى، فالصراع إن كانت ساحاته المحاكم لا بد وأن ينتهى بالمحاكم، وليس على شاشات التلفاز المصرية، لذا وجب تدخل وزير الإعلام المصرى لحماية المشاهد المصرى والعربى من مهاترات البرامج الحوارية بالفضائيات والتى تصب فى بند الإساءة لسمعة مصر ووجب أن يكون هدفها "نهضة مصر" من خلال محاولة حل المشاكل التى تعوق التقدم والتنمية والازدهار والنهضة لبلدنا الحبيب مصر.