قال الكاتب السياسى عمار على حسن، عندما كان يتم الهجوم على فشل التجارب التى خاضتها تنظيمات وجماعات تنظيمية والتى تتخذ من الإسلام أيدلوجية لها فى السودان وإيران وأفغانستان كانت جماعة الإخوان المسلمين تقول إن هذه التجارب لا تمثلنا ونحن الجماعة الأم فلا تحاكمونا إلا إذا كنا فى السلطة وكانت لديهم العبارة الشهيرة "اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا. " وأضاف خلال كلمته بمؤتمر الدين والدولة الذى ينظمه مجلس الحوارات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، أنه بعد قيام ثورة 25 التحقت جماعة الإخوان بالثورة متأخرا حتى وصلوا إلى الحكم بشكل كامل فى الرئاسة والبرلمان، ولكن حصاد تجربة الإخوان فى الحكم يمكن تقسيمها إلى 13 نقطة وبالمصادفة فإن محمد مرسى كان المرشح 13 فى الانتخابات الرئاسية. وأوضح حسن تلك النقاط قائلا، النقطة الأولى أن جماعة الإخوان لم تختمر فى رأسها بعد فكرة الوطنية فنجدهم يتحدثون عن الأمة وليس الدولة، الخلافة وليس الرئاسة فالدولة فى نظرهم تمتد من غانا إلى فرخنا فى القوقاز ووسط آسيا، كما أن فكرة المواطنة لم تنضج بعد فى أدبيات الإخوان فالمواطن لديهم ليس هو المسلم وإنما هو الإخوانى فما بالنا بغير المسلمين فى دولتهم فهو أدنى منهم فى المرتبة الإنسانية وأدنى فى الحقوق والواجبات. وتابع حسن، والنقطة الثالثة أن جماعة الإخوان تعاملت مع الديمقراطية على أنها فرصة لاقتناص السلطة، وتصريحات الرئيس المخلوع مرسى عندما قال جئنا لنحكم 500 ففكرة تداول السلطة لم تكن مطروحة فى أذهانهم وتم اختزال الديمقراطية فى صناديق الانتخابات ولكنها أوسع من ذلك بكثير، والنقطة الرابعة هى قضية الشريعة الإسلامية فقد ثبت أنهم يتعاملون مع الشريعة على أنها وسيلة للتعبئة والحشد من أجل دغدغة مشاعر الناس للوصول إلى السلطة وبعد ذلك لا يكونون معنين بها، والنقطة الخامسة هى عدم حسم قضية المدنية فهم سوقوا المدنية ضد العسكرية فكان يوصف بأنه أول رئيس مدنى منتخب مع أن خطبه وحواراته تثبت أن مدنية الدولة لم تكن واضحة فى ذهنه. واستطرد حسن، النقطة السادسة هى أن الدولة لم تكن واضحة فى فكر الإخوان وتصرفاتهم وطبقا لتقرير قدمه أحد قادة حزب النور فقد استحوذوا على 13 ألف وظيفة أساسية من الدولة وحاولت الجماعة استبدال دولة عمرها سبعة آلاف عام بجماعة عمرها 80 عاما، كما دخلت فى حرب ضروس مع أجهزة الدولة المختلفة منها الجيش والقضاء والإعلام، والنقطة السابعة هى أنه كان كثيرون يقولون بأن فى الإخوان محافظين وإصلاحيين وبعد الثورة ثبت أن هذا وهم فمن يبقى فى الجماعة لا يمكن أن يكون إصلاحيا فبعد الثورة عادوا للدم وتحالفوا من تنظيمات جهادية مختلفة، والنقطة الثامنة هى عدو وجود كوارد لدى الجماعة. وأشار حسن إلى أن النقطة التاسعة وهى أن الجماعة لا تفصل بشكل واضح بين تكوينها كجماعة دينية سياسية وبين الدولة، وقد أعلن" مرسى" أنه رئيس لكل المصريين وطلب إقالته من الجماعة وبعد أن وصل إلى السلطة أصبحت الأومار تأتى من مكتب الإرشاد، والنقطة العاشرة، هى سقوط الشعارات مثل شعار الإسلام هو الحل الذى رفعته عام 1984، والجماعة لم تكن معنية بهذا الشعار ولم تعمل به طول تاريخها وصولا إلى شعار "خيبر خيبر يا يهود" و"صديقى بريز" ووجدنا تعرض المصالح المصرية للخطر. وأضاف حسن، النقطة الحادية عشرة هى أنه لأول مرة فى تاريخ الجماعة تدخل فى صدام مع المجتمع مع أنها اصطدمت من قبل مع الأحزاب فقد وظفت الجماعة لضرب الأحزاب على مدى السنوات الماضية لتصبح عقبة أمام التطور الديمقراطى فى مصر، والنقطة الثانية عشر، هو أنه ثبت أن أعضاء الجماعة لا يزيدون عن عشرات الآلاف وليس الملايين كما يدعون، والقاعدة الشعبية لم تصوت لهم كإخوان، والنقطة الأخيرة، هى أن الإخوان تعاملوا مع الحياة السياسية بوصفها حربا فالحرب لديهم خدعة.