قال عمار على حسن -كاتب وباحث في العلوم السياسية- عندما كان يتم الهجوم على فشل التجارب التى خاضتها تنظيمات وجماعات تنظيمية تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها في السودان وإيران وأفغانستان كانت جماعة الإخوان تقول:" هذه التجارب لا تمثلنا ونحن الجماعة الأم، فلا تحاكمونا إلا إذا كنا فى السلطة"، وكانت لديهم العبارة الشهيرة وهى "اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا". وأضاف خلال كلمته بمؤتمر الدين والدولة الذى نظمه مجلس الحوارات المسكونية، التابع لسنودس النيل الإنجيلى اليوم -الخميس- بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة"بعد قيام ثورة 25 التحقت جماعة الإخوان بالثورة متأخرة، حتى وصلوا إلى الحكم بشكل كامل فى الرئاسة والبرلمان". وأشار إلى أن حصاد تجربة الإخوان فى الحكم على مدار السنة ومايزيد يمكن تقسيمها إلى أكثر من نقطة: الأولى أن جماعة الإخوان لم تختمر فى رأسها بعد فكرة "الوطنية" فنجدهم يتحدثون عن الأمة وليس "الدولة"، "الخلافة" وليس "الرئاسة"، مضيفاً: فالدولة فى نظرهم تمتد من غانا إلى فرخنا فى القوقاز ووسط آسيا وجماعة الإخوان فى مصر زادت عن ذلك بالحديث عن "أستاذية " العالم أى السيطرة عليه. ثانيا فكرة"المواطنة" لم تنضج بعد فى أدبيات الإخوان، فالمواطن لديهم ليس هو المسلم وإنما هو الإخوانى، والنقطة الثالثة أن جماعة الإخوان تعاملت مع "الديمقراطية" على أنها فرصة لاقتناص السلطة، وتم اختزال الديمقراطية فى صناديق الانتخابات ولكنها أوسع من ذلك بكثير. والنقطة الرابعة: هى قضية الشريعة الإسلامية، فقد ثبت أنهم يتعاملون مع الشريعة على أنها وسيلة للتعبئة والحشد من أجل دغدغة مشاعر الناس للوصول إلى السلطة، وبعد ذلك لا يكونون معنيين بها، لافتا إلى نقطة أخرى وهى عدم حسم قضية "المدنية ، فمع أنه كان يوصف بأنه أول رئيس مدنى منتخب إلا أن خطبه وحواراته تثبت أن مدنية الدولة لم تكن واضحة فى ذهنه.