سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تراث التليفزيون مرفوع «دائماً» من الخدمة.. الفضائيات والإذاعات الخاصة تستغل الأعمال الفنية النادرة.. وماسبيرو «مطنش».. عمر زهران: الفاشلون أحبطوا مشروعى «التليفزيون العربى» واكتفوا بالشتيمة فقط
رغم ما يمتلكه التليفزيون المصرى من تراث إذاعى وتليفزيونى يجعله يتميز فى هذه النوعية من الأعمال القديمة التى يعشقها الملايين، ويستطيع استغلال هذا التراث بذكاء وطرق تجعله يجنى الملايين، لكن للأسف يعانى هذا التراث من إهمال شديد داخل التليفزيون، وفى المقابل تستغل القنوات الخاصة هذا التراث بعرضها مجموعة من الأعمال القديمة والنادرة على شاشتها وتجنى من ورائه الملايين عن طريق الإعلانات التى تعرض على هذه الأعمال، حتى إن هناك قنوات فضائية تعتمد على هذا التراث فقط وتكون متخصصة فى عرض الأعمال النادرة وأحدث هذه القنوات التى تم إطلاقها مؤخرا وتعرض مجموعة من المسلسلات النادرة قناة «الضياء كلاسيك» التى رغم مرور فترة قصيرة على ظهورها فإنها حظيت بإعجاب جماهيرى كبير ونسبة مشاهدة عالية نظرا لتشوق الجمهور لرؤية هذه الأعمال، ومن المسلسلات التى تعرضها القناة «بوابة الحلوانى» و«على الزيبق» و«أبنائى الأعزاء شكرا» و«المال والبنون» و«الوسية» و«مارد الجبل». التليفزيون المصرى له تجربة من قبل فى إطلاق قناة متخصصة فى عرض التراث المصرى بعنوان «التليفزيون العربى» وتم إطلاقها فى 2010، ولكنها أغلقت بعدها بفترة، وكان يديرها المخرج عمر زهران رئيس قناة نايل سينما، حيث قال ل«اليوم السابع»: إنه حرص على تأسيسها فى عهد وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى، لتكون إحدى قنوات ماسبيرو، لتتخصص فى عرض الأفلام والمسلسلات والبرامج القديمة، التى قدمها نجوم زمن الفن الجميل على مدار عقود مختلفة، لكن السبب وراء عدم استمرارها يعود إلى حالة الهرج والمرج التى طالبت بالدعوة لعمل مظاهرات أمام مكتب الإعلامية نهال كمال رئيس التليفزيون وقتها، واعتصامات أمام مكتب الوزير، حتى لا أتولى رئاسة القناة، لسبب لا أعرفه حتى الآن. وأضاف زهران، أن القناة بعد أن تم بثها لمدة شهر كامل، وخرجت للمشاهدين، الذين تعلقوا بها، ونجحت بالفعل فى استقطاب فئة كبيرة من الجمهور، تم إغلاقها واعتذرت عن رئاسة القناة، بسبب هذه المظاهرات، ومن وقتها تم إغلاقها، ولم تستمر ولم يسع أحد بعدها لدعمها أو تقديم أى شىء على شاشتها حتى واجهت مصيرا مجهولا. وتابع رئيس قناة نايل سينما، حديثه قائلا: أنتظر دعاة الفشل والذين اعتصموا عند افتتاحى لهذه القناة، أن يُسمعونى أصواتهم الآن، بعد افتتاح قناة خاصة، بعيدة عن تليفزيون الدولة، تتخصص فى الأعمال السينمائية والدرامية القديمة، فى الوقت الذى حاربوا فيه فكرتى، التى قدمتها منذ سنوات عديدة، وكان لتليفزيون الدولة السبق فيها، واصفا إياهم بالعاشقين لفشل التليفزيون المصرى، ويحبون النجاح للفضائيات الخاصة، مؤكدا أن هناك فئة توجد بالتليفزيون المصرى تكره أى كوادر ناجحة فيه، بل تسعى إلى إفشالهم، وهو ما حدث حينما أقبلت على تقديم المذيعة هبة الأباصيرى على شاشة قناة نايل سينما، فواجهت هجوما شرسا بسبب تقديمى لها، وهى الأخرى واجهت نفس النقد والهجوم، ولكن حينما انضمت الأباصيرى إلى شاشة قنوات الحياة، فوجئت بأن الذين هاجمونى حينما قدمتها على تليفزيون الدولة، يكتبون فيها أشعارا بتواجدها على قنوات الحياة، وهو ما أدهشنى للغاية، متسائلا: لمصلحة من يقوم هؤلاء بفعل ذلك؟ وقال عبد الفتاح حسن، رئيس قطاع القنوات المتخصصة ل«اليوم السابع»: إنه لا يمكن حاليا إعادة إطلاق قناة «التليفزيون العربى» ولكن هناك اهتماما كبيرا بعرض المسلسلات القديمة على شاشة نايل دراما، حيث يجرى حاليا عملية بحث فى مكتبة التليفزيون لإعادة إحياء المسلسلات القديمة التى شكلت وجدان ووعى الجمهور، خاصة أن التليفزيون المصرى يمتلك مكتبة منذ 50 عاما لتراث الدراما وأعمالا من بطولة كبار النجوم والسوبر ستار، انفرد بها التليفزيون وقت عرضها، وأضاف أنه بالفعل عرض الشهر الماضى مسلسلات «أنا وأنت وبابا فى المشمش» و«ليالى الحلمية» و«المال والبنون» و«اليقين» و«دموع صاحبة الجلالة» و«ملح الأرض». أزمة التراث الإبداعى لا تقتصر على التليفزيون فقط، حيث تستغل بعض المحطات الإذاعية الخاصة التراث الفنى بعمل فقرات غنائية خاصة لعرض أغانى كبار المطربين مثل العندليب وشادية ونجاة وأم كلثوم أيضا وفى المقابل لا نجد محطة إذاعية تابعة لاتحاد الإذاعة متخصصة فى هذه النوعية من الأغنيات، حيث كان من المقرر أن تنطلق محطة «كنوز» الإذاعية بداية العام الجارى ولكن توقف المشروع دون أى أسباب، وقال عبد الرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية، إنه تم بالفعل الإعداد لإطلاق محطة «كنوز إف إم» التى سيتم مدها بمجموعة من أغنيات كبار المطربين والتسجيلات النادرة الموجودة فى مكتبة التليفزيون وكان من المقرر إطلاقها بالتزامن مع إطلاق شعبى إف إم، ولكن الأمر متعلق بقرار من رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. من ناحية أخرى علمت «اليوم السابع» من مصادر خاصة بالتليفزيون أن هناك لجنة تسمى «الحفاظ على تراث مكتبة التليفزيون» كانت تشارك فيها الراحلة سهير الأتربى، وكان هدفها تجديد المكتبة وإعادة افتتاحها وترميم التراث الموجود بها، وكان من المنتظر إعادة افتتاحها هذه الأيام، ولكن وفاة الأتربى حالت دون ذلك، وتتكون اللجنة من الإعلاميين وجدى الحكيم ومنى عبدالوهاب وفاطمة الكسبانى وغيرهم وهدفها حماية كنوز ماسبيرو، وتم وضع ميزانية مليون ونصف المليون لترميمها، ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات لإحياء تراث التليفزيون المصرى والاستفادة منه، وتتضمن مكتبة التليفزيون 120 قسما يتم فيها تجميع الشرائط على أحدث النظم وتحويلها بنظام تكنولوجى لحماية تراث المكتبة.