ذكر الفريق روبرت كون، قائد قاعدة فورت هود، فى بيان على موقع وزارة الدفاع الأمريكية، أنه تم إطلاق سراح الجنود الثلاثة الآخرين الذين تم احتجازهم ليخضعوا للاستجواب، بعد الاشتباه فى تورطهم بحادث إطلاق النار بالقاعدة، وذلك بعد أن تم استجواب ما يقرب من 100 شاهد عيان، والذين أكدوا أنه كان هناك مطلق نار واحد فقط. وأضاف "كون" فى مؤتمر صحفى عقد أمس، أن الضحايا كلهم جنود أمريكيون فيما عدا اثنين فقط، وأن فرقة التحقيقات الجنائية موجودة الآن بصحبة مالك الذى أصيب على يد ضابط شرطة، موضحا أن الاثنين-مالك وضابط الشرطة- يتعافيان الآن بالمستشفى، وأن وفاة مالك "ليست وشيكة"، ولكنه لم يتحدث بعد إلى المحققين. وأشار "كون" إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالية يعمل على التحقيق فى الواقعة، بالإضافة إلى السلطات العسكرية وغيرها من الجهات، وقال إن الأدلة لا تدعم فرضية كون هذا الحادث إرهابيا، بالرغم من أن المحققين لم يستبعدوا بعد تلك الفرضية. وأضاف كون (الذى وصل إلى مكان الحادث فور بدء إطلاق النار) أن وقوع الحادث داخل مكان مغلق يعد سببا وراء زيادة عدد الضحايا، ولكنه أكد أن الأمر كان سيصير أسوأ إذا لم يتصرف الجنود بشكل سريع ووفقا لما تدربوا عليه، واستكمل قائلا: "يكفى أن نقول إن الجندى الأمريكى قام بعمل رائع". وأضاف أن هناك ما يقرب من 600 شخص كانوا يحضرون حفل تخريج 138 جنديا بمبنى مجاور لمكان الحادث، كان من الممكن أن يتعرضوا جميعهم للأذى، لولا أن الجنود قاموا بالتحرك سريعا لتأمين المبنى. وكشف أنه يعتقد أن المشتبه به استخدم مسدسين فى عملية إطلاق النار أحدهما نصف آلى، وشدد على أنه سيتم زيادة الحضور الأمنى داخل القاعدة خلال الأيام القادمة، وأوضح أنه كان من غير المعتاد أن يتم حمل سلاح داخل القاعدة لأن الموجودين بها يعتبرونها بيتهم. وعلى جانب آخر، علقت صحيفة نيويورك تايمز على الحادث، وقالت إن دوافعه لم تتضح حتى الآن، ونسبت إلى نادر حسن ابن عم نضال قوله إن الأخير أعرب عن قلقه البالغ إزاء إرساله إلى العراق أو أفغانستان، إذ استشار عددا من الجنود العائدين من هناك وقد أصيبوا بآثار ما بعد الصدمة وأعراض الاكتئاب، وكان على دراية كبيرة بأهوال الحرب المرعبة. ويقول حسن: "لقد كان نضال مرعوباً من فكرة ترحيله، وتحدث بصورة يومية مع أشخاص سردوا له الأهوال التى عاصروها هناك". وتشير الصحيفة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالية عثر على عدد من الرسائل الإلكترونية على شبكة الإنترنت أرسلها نضال فيما مضى، "أو شخص يسمى نفسه نضال حسن"، ناقش من خلالها الهجمات الانتحارية، ومع ذلك لم يستطع المحققون التأكد من أن كاتب هذه الرسائل هو الضابط المسلم. وتضيف نيويورك تايمز أن نضال حسن قارن فى إحدى رسائله بطولة الجندى الذى يقوم بإلقاء نفسه على قنبلة لحماية زملائه بالانتحارى الذى يفجر نفسه لحماية المسلمين: "إذا استطاع انتحارى قتل مائة من جنود العدو مستخدماً عنصر المفاجأة، هذا يعتبر نصراً استراتيجياً". ومع ذلك، تؤكد الصحيفة مرة أخرى أن نضال ليس من المؤكد أن يكون كتب هذه الرسائل. وتلفت الصحيفة إلى أن نادر حسن أكد أن ابن عمه لم يذكر فى أى من اتصالاته الهاتفية الأخيرة أنه سيتم ترحيله، كما أشار إلى أن العائلة أصابها الذهول بعدما سمعت بالأنباء على شاشات التليفزيون ظهر أمس الخميس. ويضيف نادر حسن "أن نضال كان يفعل ما فى وسعه لتجنب وقوع أمر مثل ذلك، فهو أراد أن يفعل كل شىء وفقاً للقوانين ليضمن أنه لن يتم ترحيله". ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس -التى شهدت مقتل أكثر من 12 شخصا وإصابة 43 آخرين تعرضت وفقاً لبيانات رسمية لأعلى نسبة انتحار تشهدها أى منشأة عسكرية أمريكية منذ غزو العراق عام 2003. وقالت الصحيفة إن حوادث الانتحار والاضطرابات النفسية الناجمة عن الفترات الطويلة والمتكررة لمناوبات الخدمة العسكرية فى جبهات القتال بأفغانستان والعراق وصلت مستوى قياسيا بين العسكريين. وأضافت أن الاكتئاب والمشاكل العقلية الأخرى وتفاقم تعاطى الكحول والمخدرات منتشرة هى الأخرى بين الجنود، ونقلت عن مسئولين بالجيش قولهم إن الآثار النفسية لهاتين الحربين على الجيش الأمريكى لم يسبق لها مثيل.