دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى إلى ضرورة أن تضاعف المعاهد العملية فى الدول العربية من اهتمامها بدعم ميزانيات البحث العلمى حتى نلحق بالعصر، مشيرا إلى أن البحث العلمى فى عالمنا المعاصر هو المعيار الذى يحدد مدى تقدم الدول. وأشار العربى فى كلمته مساء اليوم السبت، أمام حفل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى -إحدى المنظمات العربية المتخصصة للجامعة العربية- بمناسبة تخريج طلبة كلية الدراسات العليا فى الإدارة"، إلى أن القمة العربية فى الدوحة عام 2013 دعت إلى مواصلة تطوير مناهج التربية والتعليم والارتقاء بالمؤسسات التعليمية وتأهيلها علمياً وتكنولوجياً، وأكدت على زيادة الإنفاق على البحث العلمى والتقنى وتوطين التكنولوجيا فى دولنا ورعاية العلماء والباحثين والتوسع فى بناء مؤسسات البحث العلمى وتوثيق الصلات بين الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية فى الوطن العربى. ولفت إلى أن القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثالثة والتى عقدت بالرياض فى مطلع عام 2013 دعت إلى مواصلة سعينا لتحسين جودة التعليم والارتقاء به وتوفيره كحق من حقوق الإنسان والمضى قدماً فى دعم تنفيذ خطة تطوير التعليم فى الوطن العربى بما يحقق أهدافها والالتزام بتشجيع البحث العلمى وزيادة الموازنات الخاصة به وتشجيع ورعاية الباحثين والمبدعين العرب فى مختلف مناحى البحث العلمى والتقنى وتعزيز تقنية المعلومات والاتصالات باعتبارها أداة للتنمية الشاملة وركيزة لنظام تعليمى يستوعب الجميع. وأشار إلى أنه قد صدرت فى الفترة الأخيرة قرارات من مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة تنادى وتطالب بالإصلاح والتحديث فى الوطن العربى، لافتا فى هذا الصدد إلى "وثيقة العهد والوفاق والتضامن بين قادة الدول العربية" والتى صدرت فى قمة تونس عام 2004، ووصفها بأنها كانت وثيقة فى غاية الأهمية لما تضمنته من دعم لخطوات الإصلاح الشامل التى بدأتها الدول العربية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة. وقال العربى: "إننا نشهد الآن تغيرات متعددة فى العالم العربى.. تغيرات امتدت إلى نظم الحكم وإلى التفكير بأسلوب عصرى ومنهج جديد.. وقد هبت رياح التغيير على العالم العربى"، مشيرا إلى أن المنطقة العربية شهدت ثورات فى عدد من الدول العربية نادت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وكان الشباب العربى هو المحرك الرئيسى لتلك الثورات مستخدماً فى ذلك أحدث وسائل التكنولوجيا والإنترنت للتواصل والتنسيق وأبهر العالم بوعيه وحسه الوطنى. وأشاد العربى بدور الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى وإنجازاتها المستمرة على صعيد تطوير القدرات العربية فى المجالات الإدارية والتكنولوجية والبحرية وفى تكوين كوادر مؤهلة من الشباب المصرى والعربى خدمة للدول العربية ودعماً لتوجهات الجامعة العربية ومنظماتها فى مواجهة التحديات والتغيرات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال إن الأكاديمية حققت إنجازات متميزة خلال مسيرة عملها فى تقديم خدماتها التعليمية والتدريبية والبحثية فى مجالات العلوم البحرية والنقل البحرى والعلوم الهندسية والإدارية لتصبح الآن من كبريات المؤسسات العلمية والاستشارية خاصة فى المجالات البحرية". وأضاف أن اعتراف المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية بالأكاديمية وتزايد الطلب على الدراسة بها وطلب الخبرات الاستشارية منها إلى جانب تخصصها الأساسى فى مجال النقل والتدريب البحرى على المستوى الإقليمى والدولى، دليل على مكانتها العلمية، مشيرا إلى أن الأكاديمية حققت إنجازات فى مجال التعاون الإقليمى والدولى والمؤتمرات والندوات والأنشطة الطلابية وخدمة المجتمع وفى مجال نظم المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والشبكات ومجال الموارد المادية واللوجستيات.