سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
1000 عدد من الألوان والبهجة والأحلام.. مصر البهية تبكى وتضحك وترقص.. مابين بين.. تعيش وتحلم وتثور وتنكسر وتنتصر.. وما بين بين رجال يحلمون بوطن أفضل ورجال يحلمون بمصلحة أكبر
محمد الدسوقى رشدى ما بين بين.. بين عدد أول صدر من «اليوم السابع» وكنا نظن أنه لن يحظى بمتعة الحديث عن الرئيس السابق لمصر، والعدد الألف الذى نكتب فيه جميعا وبراحة عن الرئيس المخلوع والرئيس المعزول والرئيس السابق والرئيس الأسبق.. ما بين بين.. بين العدد الأول من «اليوم السابع» الذى يتحدث عن مصر الناعسة ويتعجب ويفرح بالمظاهرات إن تخطى حاجز المشاركين بها المائة، والعدد الألف الذى لم يعد يعترف سوى بنشر صور عشرات الألوف وهم يتظاهرون ويهتفون من أجل حقوقهم. ما بين بين.. بين مصر التى لا تكتب ولا تقرأ ولا تتذكر سوى ثورة يوليو أو عرابى، ومصر التى تنتفض كل عام بثورة جديدة تأكيداً على أن شعبها لم يعد يعرف للصبر على الظلم أى مدخل أو طعم. ما بين بين.. بين مصر الحمراء الغارقة فى دماء شبابها وبطولات النادى الأهلى الاستثنائية، ومصر التى يحلم الجميع بمستقبلها الأخضر، ومصر التى يعمل كل رموزها السياسيين والمثقفين فى الأزرق، ومصر التى شاخت من استمرار ارتدائها لسواد الحداد، ومصر التى تمتلئ بقلوب كثيرة بيضاء تقدم التضحيات دون البحث عن شو إعلامى، ومصر التى سقطت فى مستنقع صفار إشارة رابعة وشائعات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى.. بين كل هذه الألوان تعيش مصر، وبكل هذه الألوان كنا نرى مصر طوال 1000 عدد وخلال السنوات الماضية.. على مدى 1000 عدد ومن بين كل هذه الألوان التى ترتديها مصر كنا نرسم لوحة نتمناها لمصر.. مصر نملكها نحن أبناء الشعب وليس رجال السلطة والمال، عن مصر نسير فى شوارعها دون أن يظهر ضابط ليلقى علينا ما لديه من رخامة وتسلط بدعم قانون الطوارئ، وطن لا يعرف الواسطة ولا الرشوة ولا ينتحر شبابه خشية الفقر والضياع، و لا يعرف آلاف الأسر النائمة بدون عشاء، وآلاف الشباب بلا عمل، وآلاف البنات بلا زواج. لوحة نتأمل من خلالها بهية لا تعرف أقسام الشرطة فيها طعم التعذيب، أو إهانة الكرامة، و لا يفتح فيها الموظفون الأدراج إلا للاحتفاظ بالمستندات الرسمية، ولا يعرف فيها جيب أمين الشرطة أو يده طعم العشرين جنيها المكرمشة، ولا يعرف فيها الطلبة والتلاميذ معنى التعليم الفاسد، ولا يسقط فيها الأطفال والشباب ضحية إعلام مضلل ومرتبك. بكل ألوان الطيف كنا نريد أن نرسم مصر وهو يرفع دفتر الديمقراطية كاملاً، وليس مجرد هامش كما كان يسمح لها النظام السابق، ونريد مسؤولين يعرفون أن منصة القضاء ستكون فى انتظار كل فاسد فيهم، ونريد انتخابات نزيهة وصناديق شفافة بجد ليست مجرد زجاج، ونريد برلمانا قويا ونوابا محترمين مش بتوع قروض أو هاربين من التجنيد، أو ربات منزل أدخلتهن الكوتة للمجلس إرضاءً للسيدة التى كانت أولى. نحن نريد مصر بها أحزاب قوية، وليس مجرد أكشاك تبيع الوهم، ويعمل رؤساؤها عند أجهزة الأمن، نريد أحزاباً تنافس على السلطة وليس مجرد مقار خاوية تصدر جرائد وصحفاً للابتزاز، نريد أحزابا قادرة على استيعاب الشباب وخلق جيل من القيادات القادرة على إدارة شؤون الوطن، ومواجهة من يرى فى نفسه القدرة على سرقة الوطن. مصر بلا فساد وميادين بلا صور للرئيس نحن نريد مصر لا تصنفها منظمة الشفافية الدولية فى المركز ال115 من بين 180 دولة فقط، نريد مصر تمر فيها الدقائق والساعات والأيام والشهور دون قضية فساد، وليست مصر التى كانت كل دقيقة فيها شاهدة على ميلاد قضية فساد جديدة، نريد مصر قادرة على منع رجال السلطة والمال من سرقة أراضيها سواء بالتخصيص أو المزادات المشبوهة، نريد مصر قادرة على توفير الرعاية الصحية لمواطنيها بدلا من مصر مبارك التى كانت تنفق على الرعاية الصحية %1 من الناتج القومى فى الوقت الذى كانت فيه دول العالم الصغيرة تنفق ما يزيد على %7، نريد مصر بلا فواكه أو خضروات ترويها مياه الصرف الصحى، وبلا طعام مسرطن. نحن نريد مصر بدون ابن رئيس يمكن أن تزوره فكرة التوريث فى الحلم، نريد مصر لا يقول أحد فيها للآخر «إنت متعرفش أنا ابن مين»، نريد مصر تكون الشرطة فيها فى خدمة الشعب بجد، ويكون الإعلام فيها وسيلة تنوير لا تضليل، ونريد شوارع بلا هبوطات أرضية، وانتخابات بلا وعود لا تتحقق. نحن نريد مصر ديمقراطية، أرضاً لحرية الرأى والتعبير، تحتضن أبناءها ولا تأكلهم، تتزين ميادينها بالزهور لا بصور الرئيس، يولد الطفل فيها وهو يعرف شكل مستقبله ويطمئن لما هو قادم عليه من سنوات.. نريد مصر بالألوان. الأزرق..مصر الأنيقة والخائفة والمخيفة والمحبوسة والمزنوقة فى المترو والمخنوقة من «الحال الكوبيا».. واللى خارجة بالليل رايحة سهرة مبهجة بس معلقة خرزة عشان خايفة من الحسد الأحمر..مصر العاشقة والمثيرة.. والشهيدة والمغدورة والمغتصبة.. والمزنوقة فى الإشارة.. والمصابة فى الاشتباكات وحوادث الطرق لكنها لا تعرف «الخطوط الحمراء» الأخضر..مصر الحيوية والمتفائلة والمبتكرة والمزروعة والخيّرة والطيبة والمتصوفة والكريمة.. و«اللى بتطارد أى حاجة» ب«الليزر» الأصفر.. مصر التى يظلمها الإعلام الأصفر وتقسمها إشارة رابعة لم يعد فى ملامحها سوى ضحكة صفراء الأسود.. مصر الحزينة والمقتولة.. والمظلمة والشريرة.. واللى زى العسل.. الأيام السوداء تتحول إلى ضحكات بيضاء.. والموت صديق مخلص لكن الكفن «فاتح» الأبيض.. مصر الحالمة والطيبة والفنانة والثائرة والجدعة والطفلة واللى «ماشية بتقلش على نفسها»