فى الرابع عشر من فبراير كل عام يحتفل الملايين بالذكرى التى ينتظرها العشاق ليعبرون عن مشاعرهم لمحبوبيهم فى "عيد الحب"، فيتبادلون الهدايا والزهور والحلوى وبطاقات التهنئة. وكان أول احتفال بعيد الحب فى إيطاليا، حيث جاء – وفقا لكتاب الأسطورة الذهبية – تقديراً للقديس الرومانى فالنتاين الذى كان يزوج الشباب والفتيات داخل كنيسته فى أواخر القرن الثالث الميلادى رغم أوامر الإمبراطور كلاوديوس الثانى بمنع زواج الشباب وذلك للاستعانة بهم فى حروبه حيث كان يرى أن العزاب أشد صبراً وتحملاً فى المعارك. وفى 14 فبراير تم إعدام فالنتاين – سفير العشاق – بتهمة الدعوة للنصرانية ومخالفة تعليمات الإمبراطور، وقيل إنه كتب أول رسالة حب قبل إعدامه لابنة سجانه التى شفاها من العمى قائلاً فيها "المخلص فالانتاين"، إلا أنه عندما اعتنق الرومان المسيحية خلدوا ذكرى عيد الحب ومنحوا فالنتاين لقب "شفيع العشاق وراعيهم". ومن روما انتقل الاحتفال بعيد الحب ليغزو جميع بلدان العالم ويحيى ذكراه الملايين فى هذا اليوم من فبراير كل عام، ليصل إلى العالم العربى الذى أصبح تقليدا سنويا يحرص العشاق عليه، وكشفت الرابطة الأمريكية لناشرى بطاقات المعايدة فى أمريكا عن أن عدد البطاقات التى يتم توزيعها كل عام فى هذه الذكرى بلغ مليارى بطاقة. ولعيد الحب طقوس شهيرة فى كل منطقة من بلاد العالم ففى الولاياتالمتحدة يحتفل الأمريكيون بالذكرى بإهداء حبيباتهم الشوكولاته الفاخرة والورود الحمراء، ويعتبرون هذا اليوم مناسبة مميزة لإعلان الارتباط العاطفى، بينما فى الدنمارك فيكون الاحتفال بإهداء الورود البيضاء، وفى بريطانيا يقوم شخص يدعى "فالنتاين" بتوزيع الهدايا على الأبواب ويختفى بعدها على طريقة "سانتا كلوز". فيما يحتفل الكوريون الجنوبيون بعيد الحب بإهداء الحبيبات الهدايا والحلوى، فيما تذهب الفتيات اللاتى لم تحصلن على هدايا فى 14 إبريل إلى مطاعم صينية لتناول وجبة "مكرونة سوداء" حداداً من كارثة الحب فى حياتها، وفى كنداً يكون الاحتفال بتنظيم الحفلات الجماعية للعشاق والأزواج يتم خلالها تبادل الهدايا بين المتحابين، بينما فى إيطاليا وفرنساً فيحيون الذكرى برسم صور حبيباتهم ودعوتهن على العشاء فى مكان رومانسى كعادة لهم كل عام. أما العالم العربى فطقوسه للاحتفال بعيد الحب لا تختلف كثيراً حيث يحرص الأزواج والأحباب على إحضار الحلوى والورود والدباديب لحبيباتهم، بينما تمتلئ الهواتف برسائل الحب بسبب العروض التى تطرحها شركات الاتصالات فى هذه المناسبة، فيما يذهب البعض إلى الحدائق العامة والمتنزهات لقضاء وقت لطيف مع حبيباتهم، بينما تجبر الظروف المعشية آخرين للاكتفاء بالاحتفال بالذكرى عن طريق عبارات التهنئة.
