سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الفالنتين" حصل على اسمه من اثنين من شهداء المسيحية واكتسب بمرور السنوات طابعا رومانسيا..أقدم بطاقة حب تعود للقرن ال15.. والرجال الأكثر إنفاقا على الهدايا..وخبير علم اجتماع:فرصة للتسامح ونبذ الخلافات
يحمل يوم الحب أو يوم القديس فالنتين اسم اثنين من القديسين من شهداء المسيحية فى بداية ظهورها، كلاهما يحمل اسم "فالنتين" أحدهما كان يعيش فى روما وقتل عام 269 بعد الميلاد، والثانى كان يعيش فى تورنى قُتل أثناء فترة الاضطهاد التى تعرض لها المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان، ولا يوجد أى مجال للحديث عن الرومانسية فى السيرة الذاتية الأصلية لهذين القديسين اللذين عاشا فى بدايات العصور الوسطى، ولكن بحلول الوقت أصبح اسم القديس فالنتين مرتبطًا بالرومانسية فى القرن الرابع عشر، حيث تم تجميل المعتقدات التقليدية الشائعة عن فالنتين برسم صورة له كقسيس رفض قانونًا لم يتم التصديق عليه رسميًا يقال إنه صدر عن الإمبراطور الرومانى كلوديس الثانى؛ وهو قانون كان يمنع الرجال فى سن الشباب من الزواج. وافترضت هذه الروايات أن الإمبراطور قد قام بإصدار هذا القانون لزيادة عدد أفراد جيشه لأنه كان يعتقد أن الرجال المتزوجين لا يمكن أن يكونوا جنودًا أكفاء. وعلى الرغم من ذلك، كان فالنتين، بوصفه قسيسًا، يقوم بإتمام مراسم الزواج للشباب. وعندما اكتشف كلوديس ما كان فالنتين يقوم به فى الخفاء، أمر بإلقاء القبض عليه وأودعه السجن. ولإضفاء بعض التحسينات على قصة فالنتين، تناقلت الروايات أن فالنتين قام بكتابة أول "بطاقة عيد حب" بنفسه فى الليلة التى سبقت تنفيذ حكم الإعدام فيه مخاطبًا فيها ابنه سجانه التى قام بمعجزة لمنحها الشفاء تارة كمحبوبته وتارة أخرى كصديقته وقد أرسل فالنتين لها رسالة قصيرة وقعها قائلاً: "من المخلص لك فالنتين". أقدم بطاقة عيد حب يرتبط هذا اليوم أشد الارتباط بتبادل رسائل الحب الموجزة التى تأخذ شكل "بطاقات عيد الحب"، وتتضمن رموز الاحتفال بعيد الحب فى العصر الحديث رسومات على شكل قلب وطيور الحمام وكيوبيد ملاك الحب ذى الجناحين. أما أقدم بطاقة عيد حب حفظها لنا التاريخ هى قصيدة ذات ثلاثة عشر بيتًا وقافيتين كتبها تشارلز؛ دوق أورلينز فى القرن الخامس عشر إلى زوجته الحبيبة، وقد كان تبادل بطاقات عيد الحب فى بريطانيا العظمى فى القرن التاسع عشر إحدى الصيحات التى انتشرت آنذاك. أما فى عام 1847، فقد بدأت استر هاولاند نشاطًا تجاريًا ناجحًا فى منزلها الموجود فى مدينة ووستر فى ولاية ماسشوسيتس؛ فقد صممت بطاقات لعيد الحب مستوحاة من نماذج إنجليزية للبطاقات. ومنذ عام 2001، قامت الرابطة التجارية لناشرى بطاقات المعايدة بتخصيص جائزة سنوية تحمل اسم "جائزة استر هاولاند لأفضل تصميم لبطاقات المعايدة". ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التى يتم طرحها بأعداد كبيرة. كان انتشار بطاقات عيد الحب فى القرن التاسع عشر فى أمريكا التى أصبحت فيها الآن بطاقات عيد الحب مجرد بطاقات للمعايدة وليست تصريحًا بالحب مؤشرًا لما حدث فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد ذلك عندما بدأ تحويل مثل هذه المناسبة إلى نشاط تجارى يمكن التربح من ورائه، وتشير الإحصائيات التى قامت بها الرابطة التجارية لناشرى بطاقات المعايدة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التى يتم تداولها فى كل أنحاء العالم فى كل عام يبلغ مليار بطاقة تقريبًا، وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتى فى المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التى يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد. كما توضح الإحصائيات التى صدرت عن هذه الرابطة أن الرجال ينفقون فى المتوسط ضعف ما تنفقه النساء على هذه البطاقات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. بداية انتشار تقليد هدايا عيد الحب أما فى النصف الثانى من القرن العشرين، فقد امتدت عادة تبادل بطاقات المعايدة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتشمل كل أنواع الهدايا؛ وهى هدايا يقدمها الرجال عادةً إلى النساء.تشتمل هذه الهدايا بصورة تقليدية كالزهور وشيكولاتة يتم تغليفها بقماش الساتان الأحمر، ووضعها فى صندوق على هيئة قلب. أما فى الثمانينات من هذا القرن، فقد ارتقت صناعة الماس بمنزلة عيد الحب لتجعل منه مناسبة لإهداء المجوهرات. وارتبط هذا اليوم بالتهنئة الأفلاطونية العامة والتى تقول: "أتمنى لك عيد حب سعيد"، كما تطورت بطاقات المعايدة إلى البطاقات الإلكترونية التى يتم تبادلها من خلال شبكة الإنترنت. خبير علم اجتماع: عيد الحب فرصة للتسامح ونشر المحبة ينصح دكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم اجتماع فى جامعة حلوان، باستغلال عيد الحب للتسامح ونشر المحبة والصلح بين المتخاصمين من خلال إرسال رسالة معايدة لطيفة لأن فلسفة عيد الحب الأساسية أن نقرب المسافات التى بدأت تبعد بين الأشخاص بسبب الاختلافات السياسية وضغوط الحياة. يضيف رشاد: "هذا اليوم فرصة لكل شخص أخطأ فى حق آخر، لأن يقول له أنا أسف، ولكل شخص على وشك الزواج أو متزوج أن يعبر عن مشاعره لشريك حياته، ويشعره بأهميته فى حياته حتى بكلمات رقيقة وليس شرطا أن يشترى هدية". نشر ثقافة الحب والتسامح هو ما يجب أن نتشارك فى القيام به خلال عيد الحب، مشيرا إلى ضرورة ألا يقتصر الاحتفال بهذا اليوم على الشباب والعشاق، فيجب أن ينتشر إلى الفئات الأكبر سنا، وكل أفراد المجتمع، ليعم الحب والتسامح بين الجيران وزملاء العمل والأصدقاء والأزواج.