فتح علماء الأزهر قضية التكفير ومستقبل الحوار المصرى وخطورة موجات التشدد على المجتمع. من جانبه.. أكد د. أحمد معبد عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن أول وهلة لموجات التكفير حدثت فى مصر بدأت مع ظهور ما يسمى جماعات الإسلام السياسى فى مصر عقب نكسة 67، حيث كانت رؤية البعض أن من فى الجيش كفارا لا يمكن العمل معهم. وأضاف معبد؛ خلال ندوة عن مستقبل الحوار وإشكاليات الفكر التكفيرى أقيمت بمسجد النور بالعباسية للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنه التقى طالباً فى الكلية الفنية العسكرية عقب النكسة بالمسجد ودار حوار بينهما وأن الطالب كان يرى ترك الكلية الفنية العسكرية لأن من فى الجيش كفارا لا يجوز العمل معهم وأن حفظ جزء من القرآن أفضل من العمل فى الجيش. وأشار معبد، إلى أن دور الداعية أكثر احتكاكا بالناس من أساتذة الأزهر لأن الداعية يلتقيهم فى المسجد على مدار اليوم لخمس مرات وقد يفضى إليه الناس مالا يفضون به إلى زوجاتهم. وطالب معبد، الدعاة بالتيسير على الناس وفتح باب الحوار معهم وعدم اللجوء إلى أساليب التكفيريين الذى يوهمون الناس بأن أصحاب الكبائر كفار لا توبة لهم لربطهم الكبيرة بالإيمان على أساس أن الإيمان عمل وإذا انتفى العمل انتقل إلى غير الإسلام. وأكد أن الإيمان تصديق قلبى وأن كل المصريين والأمة كلها أهل قبلة حتى العصاة منهم وباب التوبة مفتوح لهم. من جانبه أكد د. أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الفكر التكفيرى يظهر ما بين وقت وآخر من جانب من يتهمون الناس فى دينهم، مضيفا: الناس بحاجة إلى توضيح تجاه هذه الممارسات. وأضاف عجيبة : أنصار الفكر التكفيرى يوهمون الناس أنهم وحدهم على الحق دائما وأن الباقين على الباطل، وهم ينتمون إلى الخوارج فى تفكيرهم فيستخدمون مرادفاتهم وكلامهم وما يترتب عليه من أمور كثيرة منها التفريق بين الزوج والزوجة وعدم دفن الشخص فى مقابر المسلمين لكونه مرتدا عندهم على حسب رؤيتهم المغالية فى وصف الشىء. فيما أشار الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر إلى أن مؤسسات إسلامية كبرى ظهرت للنيل من الأزهر وعلى رأس هذه المؤسسات الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، مضيفا: الأزهر والقاهرة توأمان أنشئا معا ولهما تاريخ وهدف مشترك والضرب فى الأزهر هدفه ضرب مصر وضرب الإسلام والأزهر معا. وطالب عزب، المتشددين بأن يفتحوا باب الحوار بقليل من الشروط لتجنيبنا ما يضر مصلحة الأمة، مضيفا: مصر مرت بسنوات سيئة فيما بعد ثورة 25 يناير فى جانب الحوار وقبول الآخر وكان لزاما على الأزهر أن يتبنى فتح باب الحوار كدور وطنى وليس سياسيا كما يحاول البعض إيهامنا بذلك. وأضاف: الأزهر دعا الإخوان والسلفيين للحوار وحتى آخر اللحظات قبيل 30 يونيو لكن البعض تعنت والله يعلم من هم والجميع يعلمون. وقال عزب، إن الإسلام عقيدة وليس وطنا والأوطان تختلف وتتباين ويبقى الدين عقيدة واحدة والوطن يتسع للمختلفين عقائديا للتعايش وهو الدور الذى قام به الأزهر فى الحوار من خلال بيت العائلة المصرية فى التفاهم بين قبط ومسلمى مصر حول مصلحتها وفتح باب الحوار مع الجميع ما عدا حاخامات اليهود فى إسرائيل لتحريضهم الدائم على قتل إخواننا فى فلسطين، مشيرا إلى أن الكنيسة المصرية كانت ترعى كنائس إفريقيا وحوض النيل لفترة كبيرة كان الأمر يمثل قوة ناعمة لمصر هناك.