يعانى المجتمع من مشكلة المخدرات، أو الإدمان بصفة عامة، ولكن ظهر فى الفترة الأخيرة تعاطى المهلوسات، خاصة العقاقير، مما ينذر بكارثة اجتماعية تستهدف قطاعا عريضا من الشباب وأطفال الشوارع. يقول الدكتور مدحت عبد الحميد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس جامعة الإسكندرية، إن المهلوسات هى كل مادة تُسبب تشوشا حسيا وإدراكيا واضحا للفرد، وقد تكون بصرية أو سمعية أو شمية أو تذوقية، أو لمسية، مشيرا إلى أن المهلوسات البصرية، على سبيل المثال، تؤدى إلى رؤية أشياء ليست موجودة فى البيئة المحيطة بالفرد، والمهلوسات السمعية ينجم عنها سماع أصوات غير موجودة بصورة فعلية، ومن أشهر أنواع المهلوسات عقارا الفنسيكلدين PCP وال"إل أس دى" LSD. وأكد "عبد الحميد" أن المهلوسات تسبب بشكل عام تشوش الحقائق والوقائع، واضطراب الوعى والإدراك، كما أن تعاطيها يؤثر على الجهاز العصبى المركزى، وتؤدى إلى خلل الوظائف الجسمية بما فى ذلك ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب والشعور بالتخدر، وتصلب العضلات والغيبوبة واحتداد السمع، واتساع حدقة العين، والتعرق وعدم وضوح الرؤية أو الزغللة وكذلك الارتعاش. وأضاف أن متعاطى المهلوسات يشعر بالرغبة المستمرة والملحة واللهفة الشديدة للتعاطى، أو الرغبة فى زيادة كمية المادة المتعاطاة، للحصول على نفس نشوة التعاطى فى كل مرة. وأكد دكتور مدحت أن أهم العواقب الناجمة عن تعاطى المهلوسات، حدوث خلل اجتماعى ومهنى، أو أكاديمى واضح، وانخفاض ممارسة الأنشطة المعتادة، وعدم القيام بالأدوار الاجتماعية المتوقعة من الفرد فى العمل والمدرسة والمنزل، مثل كثرة التغيب عن العمل وانخفاض الآداء المهنى والطرد من المدرسة، وإهمال شئون المنزل بالنسبة للزوج أو الزوجة، والمعاناة من مشكلات اجتماعية وشخصية، وكثرة الشجار الجسدى.