أكد المحامى مختار نوح، إن الذين دعموا التيارات الإسلامية، هم أول من قاموا بالإبلاغ عنها، مؤكداً أن الإخوان قاموا بنصب كمائن للقبض على زملائهم، وأوضح بأن خلف أى قضية يوجد مرشد. جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقُد أمس فى "كاتب وكتاب" لمناقشة كتاب مختار نوح "موسوعة العنف فى الحركات الإسلامية المسلحة.. 50 عاماً من الدم"، والتى ناقشها الدكتور عمار على حسن، وجورج إسحاق وأدار الجلسة كامل رحومة. وفى تقديمه لمختار نوح وكتابه قال كامل رحومة، مع كثرة عملية الدفن فى التاريخ تأتى قيمة الشاهد، ذلك الذى يشهد بالحق، والذى دعا مختار نوح للشهادة هو فرض الكفاية. وأوضح بأن نوح تأخر فى الشهادة وألومه على ذلك، ولكن ها هو الجزء الأول فى موسوعة العنف، الكتاب فيه مجموعة وثائق تحكى ما حدث، يحلل الخلفيات التى خلف كل وثيقة. مؤكداً أن مختار نوح يعتبر نموذجاً للصراع الحقيقى، التنظيم جذبه والأيدولوجية ومصر. من جانبه تحدث المحامى مختار نوح قائلا، إن عنوان الكتاب الأساسى "ملة واحدة"، كما أن فكره العقائد التى تنسنبط منها الأحكام التى تبرر ما فعله هؤلاء. وأضاف "نوح"، أن من يقرأ الموسوعة من البداية وحتى النهاية لن يستغرب أى حدث، فالناس التى تدعم التنظيم هى أول فرد يبلغ عنه، بالإضافة إلى أن أى قضية يكون خلفها مرشد، مشيراً إلى أن هذه الموسوعة ترسم طريق الغد وتعطينها حصانة. وأشار نوح إلى أن الفكر الذى عُرض فى الموسوعة لم يكن على لسانه، ولكنه جاء على لسان أصحابه، مشيراً إلى الجماعات الإسلامية كتبت كتاب "حكم قتال الجماعة الممتنعة" عام 1984 مرت سنوات، ثم أرادوا أن يراجعوا أنفسهم، فأخذوا الشبهات أو الردود التى كُتبت على كتباتهم وردوا عليها ووضعوها على أنها فكر آخر، مما يدل أن المسألة نفسية وليست عقلية. وتحدث "نوح" عن بعض المراجعات التى قامت بها الجماعات الإسلامية، واستشهد بكل من، عمر عبد الرحمن، حيث أعلن الصيام تكفيراً عن القتل الخطأ، وعبد الرحمن محمد عبد الرحمن الذى ألقى باللوم على أبيه، حيث إنه لم يوجهه توجيهاً صحيحاً. وأضاف "نوح" بأنه لم يكن هناك تفجير كنيسة فى مصر إلا وكان وراءه الشيخ نبيل نعيم، لدرجة أنه تم قطع أحد أصابعه، وقد راجع نعيم نفسه واستعرض ما فعله وخرج على الجماعة وأعلن توبته. كما أكد "نوح" أن بعض أعضاء الإخوان قاموا بنصب كمائن للقبض على زملائهم، تشبة تلك التى تحدث فى أفلام السينما، حيث أن عاصم عبد الماجد أبلع عن عمر التلمسانى، وأيمن الظواهرى أبلغ عن عصام الآمرى، بينما أبلغ طلال الأنصارى عن صالح سرية وكارم الأنضولى. وأوضح "نوح" بأن الموسوعة تضم اعترافات أفراد مازالوا فى الجماعة وآخرين خرجوا منها، واختتم "نوح" بالرد على أحد المداخلات، لماذا تم اللعب بعقولكم وجميع أعضاء هذه الجماعات على قدر عالى من التعليم؟ فقال "نوح" كنا نتعلم وها نحن تعلمنا. ومن جانبه قال الدكتور عمار على حسن، لم أقرأ الكتاب كاملاً ولكن بعد تصفحه لابد أن أذكر أنه فى السنوات الأخيرة، ظهر لدينا عدد كبير من الموسوعات التى تتحدث فى هذا الاتجاه، وبعضها تتبع الأحداث الكبرى. وأوضح "عمار" بأن قيمة "موسوعة العنف" من الشخص الذى كتب هذه الموسوعة، لأنه لم يكتب عن هذه التنظيمات من الخارج، لم يطرح تأملات أو محاولات للفهم أو كتابة سطحية ولكنها كتابة من داخل الحدث بحكم الوظيفة والانتماء. وأضاف "عمار" بأن الكاتب جمع مجموعة من الوثائق من أضابير المحاكم، يحُمد لهذه الموسوعة ذلك العنوان أنه أسماها "موسوعة العنف" وأنا أرى أن العنوان غاية فى الدقة. مؤكداً أن القاسم بين كل الجماعات المسلحة أنها ترتكب العنف. وأوضح "عمار" أنه حين يتحدث مختار نوح عن العنف، هو يقصد كل أشكال العنف التى تبدأ بالشغب وتنتهى بالقتل، وأشاد بنوح وقال لقد أحسن صنعاً فى المقدمة حين تحدث الانقلابات، يمكن أن نقول بأن الجسم الأكبر ينضم لهذه المصطلحات الانقلابية ولا ينضم إلى الإصلاح المتدرج الذى انطلقت منه الجماعة. وأضاف "عمار" بأن هناك ستة عناصر تجعل العمل مهما، الأول أن مختار يجمع وثائق ومستندات عن أشياء كانت مختفية، كما استشهد عمار بأحد الأمثلة وهى عندما عثر المركز القومى للبحوث على نص التحقيق مع شكرى مصطفى كان هذا النص أمراً محموداً للمركز وتفاخر بذلك. وأضاف الأمر الثانى، أننا فى البحث العلمى نتحدث عن المصدر الميدانى والذى يقوم على الاستفتاء، وها هو قد طبقه. الثالث أنه يكتب عن مصادر أولية لجماعات سرية، أما الرابع يتحدث عن وضع القضاء فى مصر وفنية التقاضى والجوانب المرتبطة بالمحقق، مشيراً إلى مهارة المحققين فى السبعينيات. وبالنسبة للعنصر الخامس قال "عمار" إنه يكمن فى دراسات المستقبل والتى تقول بشكل واضح وصحيح أننا لايمكن أن نعرف الآتى إلا إذا عرفنا ما مضى. والعنصر السادس تأت أهميته من أن هذا الكتاب يؤكد ما نقوله دائما من أن مواجهة هذه الجماعات لايجب أن يقتصر بأى حال من الأحوال على الجانب الأمنى فقط، ولكن هذه معركة فكرية وهذه مهمة المبدعين وكل مواطن غيور على وطنه ودينه أو راغب فى حياة أفضل. وفى السياق نفسه تحدث جورج إسحاق، وأشار بأنه لم يتعامل أو يقترب مع مختار نوح إلا بعد أن تزاملوا فى المجلس القومى لحقوق الإنسان، فقد شاهدته محققا ومدققا ومحايداً لذا أثق فيما جاء بهذا الكتاب. وأضاف "جورج إسحاق"، لا أنسى عندما تم حرق الإخوان لكنيسة فى السويس عام 1951، ثم توالت الحوادث، أرى أن الإرهاب يبدأ بفكرة، لذا رصد "نوح" هذه الخلفيات، ومن هنا أتفق مع عمار فى أن الحل الأمنى لا يكفى ولكن لابد من تكاتف جهود عديدة، من أجل تغيير الثقافة الأحادية. وأوضح "جورج إسحاق" بما أنى رجل تعليم لابد من تغيير مناهج التعليم. وأطالب نوح بتطبيق المعايير التى عمل بها فى هذا الكتاب فى لجان تقصى الحقائق، وأن تكون نبراساً له فى العمل، مؤكداً أن هذا الكتاب إضافة للمكتبة المصرية، بالإضافة لأنه صدر فى مرحلة خطيرة.