أكد الكاتب وحيد حامد أثناء وجوده فى ندوة الهيئة العامة للكتاب بمعرض القاهرة الدولى، أنه هوجم بعد مسلسل الجماعة من قبل الثوار والإخوان وأنصار الحزب الوطنى السابق، مؤكدا أن الثوار وأنصار الحزب الوطنى اتهموه بأنه حسن صورة الإخوان وجعل الناس تتعاطف معهم، والإخوان اتهموه بأنه فلول ولكنه تحداهم بأن يرفع أحدهم دعوى قضائية إذا كان يرى أن ما قام به فى العمل غير صحيح، ولكنهم تراجعوا ولم يلجأ أحد للقضاء حتى ابن حسن البنا نفسه، موضحا أن كل المراجع التى اعتمد عليها موثقة، وهى من مراجع جماعة الإخوان أنفسهم، مضيفا أنه حاول الابتعاد قدر الإمكان عن فضائح أعضاء الجماعة الأخلاقية. وتابع "كانت تربطنى من قبل علاقة صداقة بينى وبين عصام العريان، واتصلت به أثناء كتابة الجماعة للتأكد من معلومة أن حسن البنا أنشأ مسجدا على مساحة 180 مترا، وهى مساحة صغيرة فتوهمت أن تكون 1800 متر فى الإسماعيلية ولم يفدنى، وأرسلت أحد تلامذتى للتأكد وكان 180 مترا، وأصر البنا على بنائه رغم أنه قريب من بيت دعارة وعندما اقترح مساعده إنشاء المسجد فى مكان آخر، اعترض البنا وأصر على أن يبنيه لأن الحق يذهب الباطل وليس العكس وفعلا صوت الأذان أصاب بيت الدعارة بالكساد، وذكرت ذلك فى العمل، ولكن الحق لم يعجبهم. وأضاف أن الحل الأمنى لن يجدى مع الإخوان، لأنهم يتبنون نفس المبادئ من سنة 1928 وحتى الآن وكل عام يقومون بتجنيد جيل جديد يحمل أفكارهم، والأجيال تتوالد، ولذلك فهى حلقة مفرغة، وما يحدث الآن فى مصر هو صورة طبق الأصل مما حدث فى الأربعينيات، وخاصة سنة 1946، وأحداث تفجير مديرية الأمن حدثت كاملة فى الأربعينيات بنفس السيناريو، والكتائب الإرهابية موجودة من سنة 1942 وليست وليدة اللحظة، وتتطور بتطور العصر. واستنكر الكاتب محاربة الجماعة لشعبها، قائلا"عمرى ما شفت جماعة تحارب شعبها فالملك فاروق عندما قامت ثورة يوليو رفض أن تراق دماء أى مصرى وعندما قامت ثورة يناير رحل مبارك غير مأسوف عليه، ولكن السنة السودة التى عشناها فى حكم الإخوان زرعت بذورا خبيثة فى الوطن بأكمله". وأضاف أننا أمام فصائل تسعى لمصالحها الخاصة، قائلا "الذين كانوا مع مبارك والحزب الوطنى وبعدها مع مرسى والإخوان وبعدها مع السيسى والثوار يجب أن يتواروا الآن من المشهد، ويتخلوا عن هذا النفاق، ألا يخجلون من أنفسهم، ألا يخافون من الله، من كان معتصما فى رابعة كان خارجا عن القانون، وكانوا مسلحين ومن يضع نفسه فى موقف خارق للقانون عليه أن يتحمل تبعاته". ونفى الكاتب أنه يقوم بكتابة عمل لفنان بعينه، مثل عادل إمام، أو أنه يقحم إشارات أو إيحاءات جنسية فى أعماله لإرضائه بدون ضرورة درامية، كان ذلك ردا على سؤال أحد الحاضرين، قائلا "السؤال يعتبر إهانة للكاتب لأنى لا أكتب لممثل، وعادل إمام وهو صديق يعلم ذلك جيدا، ولكن الإيحاءات الجنسية تكون ضرورة درامية، ولا أخجل من ذلك لأن مجتمعاتنا الشرقية دائما تحاول التعتيم على الجنس، وفى ظنى أنهم يرون أن هذه المسألة ربما تكون فيها جرح للتقاليد، ولكن المهم طريقة التناول للجنس طالما لا يخدش الحياء، فهى مباحة والعلاقة بين الجنس والأدب موجودة من أيام نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوى ويوسف إدريس". ودافع الكاتب عن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية قائلا "إنه لا يرى أن الرقابة تشكل عبئا على الإبداع مطلقا، وإنها لا يجب أن تلغى أو أن تنحى جانبا لأنها تلعب دورا مهما فى مواجهة الإسفاف، من خلال تجربتى الرقابة لا تصادر الفكر وأعمالى كانت تجاز لأننى كنت قويا بقانون الرقابة ومتمسكا به". وأوضح أن مشكلة فيلم البرىء لم تكن مع الرقابة لأن السيدة نعيمة حمدى رئيسة الرقابة آنذاك أجازته من دون أى حذف، ولكن عندما قمت بعمل عرض خاص للمثقفين والصحفيين قام أحدهم بنقل صورة خاطئة عن الفيلم للجهات الأمنية، وقال إن نهاية الفيلم يقوم فيها عسكرى الأمن المركزى سبع الليل بقتل الضابط، مضيفا وما الذى يمنعه فكل عسكرى فى يده بندقية. وبناءً على هذه الإخبارية طلبت أجهزة الأمن الفيلم لمشاهدته وتم تغيير نهاية الفيلم وحذف مشهد منه، بعدها تم خداعى أنا والمخرج عاطف الطيب من قبل المنتج الذى قام بإبلاغنا بموعد خاطئ للعرض الخاص الذى حضره وزير الداخلية أحمد رشدى وقتها والمشير أبوغزالة، وقام المنتج من تلقاء نفسه بحذف كل المشاهد التى قد تثير غضب الأمن، الأمر الذى اندهش له الوزير، وقال ما الفيلم ما فيهوش حاجة طيب ليه خلونا نتفرج عليه". وطالب الكاتب من القنوات الفضائية الراغبة فى عرض الفيلم طلب النسخة الكاملة له من الجهة المنتجة. وتابع أن أزمة فيلمه "الغول" كان ضحية عمل فردى من قبل رقيب واحد فقط، كان يدعى أنه على صلة بأمن الدولة وكان مدعى ثقافة، قام بكتابة تقرير سيئ جدا عن الفيلم ونقله منه زملاؤه وصعدت التقارير لرئيس الرقابة كلها سيئة، وعليه تم إيقاف الفيلم ومنع عرضه، وبما أن قانون الرقابة ينص على أن من حق أصحاب الفيلم أن يعرضوه عرضا واحدا فقط غير تجارى قمت بعمل ذلك ودافع المثقفين والصحفيين عن العمل وتم عرض الفيلم". وعن تكليف وزير الإعلام صفوت الشريف بعمل مسلسل أوان الورد ومسلسل الجماعة، قال "أنا أحزن من الانسياق وراء الشائعات وما حدث أنى قابلت صفوت الشريف فى عيد الإعلاميين، وقال لى أنت شامم ريحة الدخان وواجبنا كإعلاميين أن نواجهه وكان يقصد الفتنة الطائفية، وبعد سنة من هذه الواقعة جاءت فكرة "أوان الورد" والذى قام بإنتاجه لم يكن التليفزيون المصرى، ولكن كانت مدينة الإنتاج، ومسلسل الجماعة كتبته من تلقاء نفسى، ورفضت أن أسند مهمة إنتاج العمل الكامل أبوعلى، لأنه يعمل بالسياحة ومن السهل أن يتم إرهابه من قبل الموالين للإخوان بدس أى مفرقعات فى أحد فنادقه ولكنه أصر على إنتاجه".