أخيرا وجدته تنفست فى حضرته هواء نقيا.. تغزلت عينيه بكلمات لم أسمعها من قبل لا يريد أن يطلع على حبنا أحد، حتى ولو كانت أمى أعز إنسانة على قلبى حتى ينتهى من إعداد كل شىء للزواج!! كتمت فرحتى عن أمى أمسكت آهات حبى بين شفتى.. لا أعرف ما يحدث لى عندما تتلبسنى حالته.. مجرد النظر فى عينيه يتلاشى معها الزمن لا أفكر متى سينتهى لقاؤنا.. حتى حروف اسمى لم أبحث عنها وأنا معه.. يومى كله أعيشه له ومعه.. لا يفرقنا سوى عمله كطبيب فى قرية أخرى بجوار قريتى أعشق هيئته فى البالطو الأبيض .. حتى رائحة المطهرات والبنج أصبحت تغرينى.. استنشقها فى كل يوم ألاقيه ممزوجة برائحة عرقه. لم ألتزم بعهدى معه على الكتمان، فبحت لأعز صديقاتى (هناء) بمشاعرى..رنت ضحكتها منطلقة لتبارك حبى، وتشاركنى سرا بسر.. فهى مثلى لديها حبيب يعمل مهندسا فى البحر الأحمر.. لا تراه إلا مرتين أو ثلاثة بالكاد كل أسبوعين، لكنها بمثابة أيام السنة!! وقتها أحسست بالأمان مرت أيام كثيرة وحبيبى غائب عنى ،لا يرد على هاتفه المحمول، لا أعرف مكانا له.. تملكنى الفزع عليه.. بحثت عن أرقام أخرى له فلم أجد.. فتشت فى ذاكرتى عن أسماء أصدقاء له فى المستشفى المركزى الذى يعمل به فلم أتذكر.. اكتشفت فجأة أننى لا أعرف عنه إلا هو.. اسمه الأول فقط! قررت عندما أراه أن يدخلنى إلى عالمه، طالما يرفض الدخول لعالمى الآن!! عندما عاد نسيت كل وعودى لنفسى تنصلت روحى من كل ما عزمت عليه، ما إن وقعت عيناه على وجهى حتى تبخر كل الألم، كل القلق أحيانا أؤمن أن (حسن حبيبى) يمتلك موهبة التنويم المغناطيسى لكن شيئا ما فى نظراته شارد زائغ تملأ الدموع مقلتيه احتضنته بين عينى واستحلفته أن يبوح بما يعانيه، أن يشكو محنته فأبى قبلت يديه.. كدت أن أقبل قدميه حتى وافق وصارحنى بأن ديونه من أجل زواجنا قد بلغت الحلقوم فالشقة وطلباتها لا تنتهى الدكتور حسن الصرح الذى أحببته ينهار ويبكى تركته ورجوته أن ينتظرنى أحضرت كل مصوغاتى الذهبية وما أملكه من أموال، وضعته بين يديه تذللت له أن يقبل مساعدتى البسيطة له، فسأصبح زوجته قريبا فلا فرق بيننا كتمت ما فعلته حتى عن أمى وصديقة عمرى هناء لم أجرؤ على فضح حبيبى وإهانته تحملت من أجله الكثير لكنه يحبنى، أنا واثقة منه، كيف تتسلل الهواجس إلى نفسى هو دائم الاختفاء لماذا أحسابه هذه المرة؟ وأنا غارقة فى حيرتى رن تليفونى لم أشك أن حسن هو المتصل لكن صوت هناء يأتينى فرحا تبشرنى.. بعد غد خطبتها على الباشمهندس لكن فى القاهرة حيث تسكن أسرته، تسرب إحساس الحسرة إلى نفسى لكننى قاومته فهى صديقتى الوحيدة سافرت إلى القاهرة لحضور خطبة هناء وعلى، لم أصدق نفسى الدكتور (حسن) هو نفسه المهندس (على) لم أتمالك نفسى من الصراخ أمسكت بتلابيبه وأمام وكيل النيابة اعترفت بما أعرف واكتشفت أن حبيبى نصاب