الزبالة مصرية

تنص كل الأديان وكل العقائد أن النظافة هى السمة الأولى والشاكلة الأساسية لرقى أى مجتمع، كما تنص كل القوانين وكل الدساتير على أن النظافة هى العامل الأساسى فى نقل الصورة الحضارية لأى دولة على الإطلاق، ولكن لننظر إلى مصرنا وما آلت إليه الشوارع الآن من مناظر لا تتحملها عين بشرية ولا يتحملها مار فى طريق ولا يتحملها أى إنسان طبيعى على الإطلاق، يوميا نتحدث عن التطور التكنولوجى والفضائيات والطفرة الإعلامية والطاقات الذرية وآخر المؤتمرات العالمية وما إلى ذلك ونحن كشارع مصرى غير نظيف على الإطلاق.
الأمر الذى جعل قلمى يفتح ذلك الملف هو وصول تلك الظاهرة إلى المناطق الراقية فى مصر من مدينة نصر إلى المهندسين وصولا إلى الزمالك، وما إلى ذلك، وما يزيد الأمر سخرية أن لا أحد يعلم على الإطلاق لما لا تُرفع القمامة، والأكثر سخرية هو عدم الاهتمام غير الطبيعى بعدم رفع تلك القمامة من الشوارع التى تتراكم يوميا لتعمل على تكوين جبال من القمامة التى تتحول إلى ملجأ الباحثين عن ثروات الزبالة ( تاجرى القمامة ) مما يؤدى إلى بعثرتها ليتحول الأمر من السيئ إلى الأسوأ، وكذلك أيضا جذب الحيوانات والحشرات كالكلاب والقطط والذباب لتتحول القمامة ( مقالب الزبالة ) إلى بيت غير شرعى لعالم من الحيوانات.
المثير للجدل هو عدم اهتمام المسئولين على الإطلاق ليتحول الأمر إلى أمر اعتيادى فما أعلمه جيدا أننا نقوم بدفع الأجر للمسئول عن القمامة كما أن كل مواطن مصرى يقوم بتسديد تلك الرسوم على فاتورة الكهرباء الشهرية والأهم هو أن كل مواطن مصرى يقوم بتسديد الضرائب إلى الحكومة صاحبة القرار فى رفع القمامة من الشوارع.
السؤال المثير جدا للجدل: ما السر الخفى وراء عدم رفع القمامة من شوارعنا المصرية وخاصة القاهرة؟ نتحدث عن أنفلونزا الطيور والخنازير واحذروا الإعلانات يوميا على جميع شاشات التلفزيون، ولكن كيف نعالج وليس هناك أى نوع من الوقاية فما نعلمه جيد أن الوقاية خير من العلاج .
اتقوا الله يا أصحاب القرار فمصر قديما كانت باريس أخرى أما الآن فمصر صارت عالما من القمامة المطلة على ضفاف الشوارع فى تناغم غير بشرى على الإطلاق، أطرح السؤال مرة أخرى: ما السر الخفى وراء عدم رفع القمامة من الشوارع ؟ ولننتظر الإجابة ربما يأتى من يجيب ذلك السؤال المبهم جدا !!