جرت العادة، أن يجوب المسئولون التنفيذيون بشركات النفط، أنحاء العالم، للفوز بالعقود الكبيرة، بينما كان من النادر أن يسافر المسئولون الحكوميون للقاء الشركات. لكن فى منتجع دافوس بسويسرا الأسبوع الماضى، وجد الرؤساء التنفيذيون لبعض أكبر شركات النفط فى العالم أنفسهم، أمام وفرة من العروض على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى. وبينما استحوذ ظهور الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى، ووزير النفط بيجن زنغنه، أمام رؤساء بى. بى وإينى وتوتال ولوك أويل، على عناوين الأخبار، فقد استمع المسئولون التنفيذيون أيضا لعروض من كندا وموزمبيق والمكسيك. وقال بوب دادلى، الرئيس التنفيذى لشركة بى. بى: "ما حدث يظهر ببساطة حجم التحولات الكبيرة فى القطاع". كانت أسعار النفط قد سجلت ذروتها، عندما بلغت 147 دولارا فى 2008، وسط تنامى المخاوف من نفاد النفط فى العالم، لكن الآن وبعد خمس سنوات، توجد وفرة بفضل ثورة النفط الصخرى فى الولاياتالمتحدة، واكتشاف حقول نفط وغاز ضخمة فى أماكن أخرى. وبدأ بعض المسئولين التنفيذيين، يتحدثون عن انحسار الاتجاه، لتأميم الموارد، وهو أحد الموضوعات الأشد حساسية فى الصناعة، على مدى العشر سنوات الأخيرة، فى ظل حرص دول مثل روسيا وقازاخستان على تطوير مواردها بنفسها. وقال وحيد على كبيروف، رئيس لوك أويل "بدأت دول لديها احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، تقول إنها تريد استثمارات لتطويرها". لا يتعلق الأمر بإيران فحسب، فهناك المكسيك وشرق أفريقيا، شهدنا فترة من إجراءات الحماية الوطنية فلم نستطع لسوء الحظ، دخول بعض الدول، لأن مواردها تدار بالكامل عن طريق شركات وطنية "لكن الوضع يتغير". وفى الأسبوع الماضى، وقعت لوك أويك، المملوكة للقطاع الخاص، ولا يسمح لها بأكثر من حضور محدود فى الحقول العملاقة بسوقها المحلية روسيا، مذكرة لدراسة مشروعات فى المكسيك، مع شركة الطاقة الوطنية بيمكس، حيث تقوم المكسيك بفتح قطاع الطاقة لديها من أجل زيادة الإنتاج. وصدق الرئيس المكسيكى إنريك بينينا نييتو، الأسبوع الماضى، على قانون ينهى احتكار بيمكس لمشروعات النفط والغاز فى المكسيك والذى استمر 75 عاما. ودعا الرئيس الإيرانى شركات النفط فى دافوس، إلى العودة إلى بلاده فى إطار خطوة للتقارب مع الغرب، وفى غضون ذلك، تستغل كندا وموزمبيق بعضا من أكبر حقول النفط والغاز فى العالم. وبالنسبة لشركات النفط الكبرى، يعنى ذلك شيئا واحدا: أن وزنها التفاوضى أكبر من أى وقت مضى بفعل تنافس مشاريع كبيرة على أموالها. وقال باولو سكارونى، الرئيس التنفيذى لإينى الإيطالية: "أوضحت منذ وقت مضى أننى لن أعود إلى إيران بشروط التعاقد القديمة حتى إذا رفعت العقوبات بالكام". ويتزامن احتدام المنافسة بين المشروعات، مع قيام شركات النفط الكبرى، بتقليص ميزانياتها، استجابة لطلبات مساهميها، بوقف زيادة الإنفاق ورفع توزيعات الأرباح. وقال الرئيس التنفيذى لشركة نفطية كبرى: "نقتصد جميعا فى إنفاق رأس المال، ويعنى ذلك أن بعض تلك المشروعات لن يجرى تطويره، ما لم تكن الشروط مغرية "وينطوى هذا على فرصة للشركات التى كانت تخسر فى السابق، عندما تدخل فى منافسة مع الشركات الكبرى. وقال مسئول تنفيذى آخر: "لن تستحوذ شركات النفط الكبرى على نصيب الأسد من المشروعات العملاقة فى أنحاء العالم، لكن تلك المشروعات لن تظل بالضرورة بدون تطوير"، أتوقع أن تتقدم شركات نفط وطنية مثل سى. إن.بى. سى الصينية، وحتى شركات مستقلة متوسطة الحجم لتملأ هذا الفراغ". لمزيد من أخبار البورصة.. ◄ جوبا تدعو الخرطوم لزيادة وتفعيل الاستثمارات بجنوب السودان ◄ "النيل للأقطان": نتجه للتحكيم الدولى بعد ترجمة حكم بطلان بيع الشركة ◄ الجمارك: استيراد 271 مقطورة ثلاجة بقيمة 57 مليونا خلال 2013