تحتفى مجلة العربى الكويتية الشهرية، بقراءة لنصوص مميزة لمؤلفين بارعين، وطرحت ملفًّا أدبيًّا بعنوان "تيارات السرد فى الرواية العربية المعاصرة" لأبرز كُتَّابِهَا فى المملكة المغربية وسوريا ومصر والكويت، عن طريق أسئلة وضعها محللو النصوص على عتبات الكتابة، منها: كيف يمثل النص الروائى صورة المجتمع؟ وأى الدروب أسلم لكتابة التاريخ؟ ومتى تخرج الرواية من عباءة الهروب بالرمز؟ وما هى المساحة المتاحة للناثر للمزج بين السيرة الذاتية والمُخيّلة الأدبية؟ تناولت "العربى" كلاًّ من الروائى المغربى "الطاهر بن جلون" وروايته "المرتشى" عن طريق التجربة الاجتماعية والنفسية التى تقدمها شخصية البطل "مراد"، وكيف تناول "بن جلون" موضوع الرشوة من منظور التحليل النفسى؟ وعلاقة بطل الرواية بالواقع، وأهم الأصوات التى تجسد الرؤية السردية عن "الطاهر بن جلون". تعانق "المرتشى" موضوعات مهمة من وجهة نظر الدكتور عبد الجليل غزالة، فهو يرى أنها تتناول نفسية الموظف المغلفة بالخزى، ونقد السينما المصرية المعاصرة، وتسكع الموظف المرتشى عند العاهرات، وعلاقة مديرى الشركات بفتيات المدارس الثانوية اللواتى تقل أعمارهن عن عشرين سنة، كما يتناول تجربة "بن جلون" التى تدل على أنه روائى مجرب، يجعل المتلقى يتمتع بعمله ويتأثر به، كما أنَّ الرواية تتسم بالمظهر التخيلى والواقعى. كما يعرض الملف لأدب السيرة الذاتية، من خلال رواية "الثوب" للروائى الكويتى "طالب الرفاعى" والتى تتناول جزءًا من سيرته الذاتية، حيث يشكل هو وأفراد أسرته وأصدقاؤه بأسمائهم الحقيقة- وبنبض عواطفهم واقتناعهم واختلافاتهم- شخصيات الرواية إلى جانب أبطالها المتخيلين. وعن الحملة الفرنسية على مصر وملابساتها والسياق الذى وقعت فيه، جاءت رواية "العمامة والقبعة" للكاتب الكبير "صنع الله إبراهيم"، يقول الكاتب "خالد سليمان" راعى المؤلف توخى الموضوعية، كما عكست هذه الرواية روح المؤلف من خلال اللقطات الطريفة التى أعاد صياغتها داخل السياق، كما أنَّ الرواية تزخر بشخصيات مبتكرة من خيال المؤلف لها أصول تاريخية، تحمل رؤية مغايرة هى مجموعة من الرؤى المتباينة التى شكل منها المؤلف نسيج شخوصه فى العمل.