استضافت دار"العين" للنشر أمس الخميس المفكر الاقتصادى الماركسى الكبير سمير أمين لتوقيع كتابه "فى نقد الخطاب العربى الراهن" الصادر عن الدار مؤخرا، ضم الحفل حشدا كبير من المثقفين و الأكاديميين فحضر كل من المفكر الكبير السيد يس والكاتب حلمى شعراوى وعيداروس القصير والدكاترة حامد عمار وسيد البحراوى وعواطف عبد الرحمن وشهيدة الباز وسهير مرسى وأحمد شوقى ونبيل على وسيد البحراوى وأيمن عبد الهادى، فيما ناقش الكتاب المفكر الاقتصادى الدكتور جلال أمين والدكتور محمود عبد الفضيل، وأدارت اللقاء الدكتورة فاطمة البودى مدير الدار. افتتح سمير أمين النقاش قائلا:حاولت فى هذا الكتاب أن أقدم نقد للخطاب الرأسمالى السائد وقراءتى لهذا الخطاب الأيديولوجى البحت الذى يسعى للهروب من التحديات الثقافية وإحلال محله خطاب عام مجرد حول الرأسمالية الخيالية المرادفة لنظرية الأسواق المعممة، وأضاف: وظيفة هذا الخطاب هو الهروب من هذه التحديات، والخطابات العربية مثل الإسلام السياسى والقومية العربية تهرب أيضا لذلك يتماشوا معا فى خط متواز. انتقد الدكتور جلال أمين الكتاب قائلا: يساورنى شعور بعدم الارتياح إزاء كتابات سمير أمين" لسببين الأول: أن هذه الكتابات ترغم كل ما يحدث من تغيرات للخضوع للأفكار الماركسية ومن ثم تفقد الظواهر ثراءها وغناها، واستكمل "هذه الأفكار عندما صكها ماركس وإنجلز كان لها دلالة أكثر منها الآن"، والسبب الثانى هو أن الجرعة الأخلاقية فى الكتاب زائدة عن الحد فجميع الماركسيين يستعجلون النهاية السعيدة للرأسمالية وأن الاشتراكية ستحل محلها قريبا. أشار الدكتور محمود عبد الفضيل إلى أن الكتاب، على الرغم من حجمه الصغير يلخص فكر سمير أمين، ولكن هناك بعض القضايا تحتاج إلى تمحيص مثل الخطاب الدينى ودوره فى الثورة الجزائرية، إضافة إلى أن "أمين" يعطى بعض التعميمات المتسرعة. المفكر الكبير السيد يس قال: القضية الأساسية التى لم أراها فى الكتاب هى توصيفه للتحديات الراهنة والنقطة الحاسمة هى تحول المجتمع الصناعى إلى المجتمع المعلوماتى العالمى والآثار الكبرى التى ترتبت على هذا التحول وهو ما يحتاج إلى المزيد من التأمل. فيما لاقى كلام الدكتور جلال أمين معارضة كبيرة من الحضور فأختتم اللقاء ضاحكا "يبدو أننى وقعت فى عش الدبابير الماركسيين".