شتَّان الفارق بين أيادى مرسى وجماعته وأيادى الوطنيين من المثقفين والعلماء، من الفنانين والأدباء ومن السياسيين والشيوخ العظماء. فقط استمع للتحفة الموسيقية للرائع عمر خيرت مع الكلمات البديعة للشاعر أيمن بهجت قمر فى أغنية "فيها حاجة حلوة" وغيرها من المعزوفات الوطنية الجميلة مثل "مصر يا أطهر قلب" والكثير وأنت تعرف الفرق وقِس على ذلك باقى المجالات فستجد من يعبِّر عن مصر إن لم يكن بآلته الموسيقية أو بقلمه فبعلمه أو وسطية دينه أو إيثار مصلحة بلده على مصلحته. نعم الفارق كبير سيدى القارئ بين هؤلاء وبين جماعة الإخوان التى امتلكت كل شيء ولم تعبر عن مصر بأى شيء بل بالعكس خلال عام من حكمهم استهانوا بتاريخها وقللوا من شأنها فحاولوا أن ينزعوا عن مصر ثيابها ويلبسوها ثيابًا لا تليق بها، أرادوا أن يبدِّلوا وجهها ويخرجوها من شكلها ويجردوها من معانيها، أرادوا أن يرسموا لها صورة لا تشبه أبدًا ملامحها. هم لم يعرفوا قدرها ولم يعطوها أبسط حقوقها فلو كانوا عرفوها ما قبَّحوها، لو عرفوها ما أنكروا عليها تديُّنها ولا بثّوا الفرقة بين أبنائها، لو عرفوها ما استغلوا حاجة فقرائها ولا تاجروا بدماء شهدائها، لو عرفوها لتيقّنوا أنها بالتأكيد ستلفظُهم وما زال المغيب عقولهم والمسلوب فكرهم وإرادتهم يحاولون أن يجعلوا منها لقمة سائغة فى أفواههم وأفواه أعدائها ولكن بعدًا لهم.. ما زالوا لم يتعرّفوا على مصر. مصر المعقّدة فى بساطتها، الأبيَّة رغم طيبتها, الشامخة مع تواضعها الغنيّة بحب أبنائها ووطنية شعبها لا ولن تنكسر. وليعلموا أن صفحتهم لم تطو من دفاترنا فحسب بل مُزِّقت منها وإذا كانت براثنهم ومخالبهم ما زالت تنهش وتجرح فهناك ملايين الأنامل الرقيقة التى تداوى.