سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وادى الخيانة .. الحلقة الثامنة .. بالأسماء.. حاملو الرسائل السرية بين مبارك والإخوان أبرزهم «الفقى» و«الجمل» وحمدى السيد .. مصطفى الفقى توسط لدى الرئاسة للسماح لحفيدة حسن البنا بالسفر إلى الخارج
نقلا عن اليومى : أبوغزالة يتدخل لوقف تعذيب مختار نوح زوج ابنة شقيقته ويقول له بعد الإفراج عنه: لم أستطع أن آمر بأكثر من هذا قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير ضابط شرطة يصفع عصام العريان على وجهه وهو نائب برلمانى.. ورفعت المحجوب يتوسط للصلح بينه وبين وزير الداخلية لكن زكى بدر يسبه ويلعنه فى مكتب رئيس مجلس الشعب لم يغلق نظام مبارك الباب كلية فى وجه جماعة الإخوان المسلمين، كان يسمح بترك الباب مواربا بعض الشىء، حتى يخفف الضغط عليهم كى لا يحدث الانفجار الكبير، ومن مظاهر فتح هذا الباب، أن النظام كان يستقبل بعضا من الوسطاء الذين كانوا يحملون رسائل طلب التصالح بين الجماعة ومبارك، وهؤلاء كانوا يعملون فى المنطقة الرمادية بين النظام والمعارضة. كانت الجماعة تعتمد على شخصيات بعينها تعرف أنها ذات حيثية وأصحاب كلمة مسموعة وقادرة على التأثير، من بينهم مثلا الدكتور مصطفى الفقى السياسى والمفكر الكبير، الذى لجأت له عائلة حسن البنا مرتين عندما اعترضتها مشاكل كان جهاز أمن الدولة سببا فيها. الواقعة الأولى كانت عندما أرادت إحدى حفيدات حسن البنا أن تكمل دراساتها العليا فى الخارج، ولما أرادت السفر اعترض أمن الدولة على ذلك، فلم يجد سيف الإسلام حسن البنا إلا الدكتور الفقى أمامه، تحدث معه، وكانت الرسالة التى حملها أنه لا يليق عقاب أحفاد حسن البنا بهذه الطريقة، وتمت الاستجابة له، وسافرت حفيدة البنا بالفعل، وأكملت دراساتها العليا. الواقعة الثانية كانت عندما قررت جماعة الإخوان فى الأردن فى العام 2006 الاحتفال بمئوية حسن البنا، ودعيت أسرة البنا للاحتفال، لكن أمن الدولة عارض بشدة السفر، فقد كان هناك تخوف أن يتم استغلال أسرة البنا فى عمل دعاية لجماعة الإخوان، ورغم أن سيف الإسلام البنا حاول أن يستعين بمصطفى الفقى مرة أخرى كرسول أمين ومحايد لدى النظام، لكن أمن الدولة أصر على موقفه، ومنعت أسرة حسن البنا من المشاركة، رغم أن النظام سمح وقتها بسفر بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة، وبعد ثورة يناير عندما تحدثت الدكتورة استشهاد ابنة حسن البنا أشارت إلى أن الدكتور الفقى ساعد الأسرة كثيرا، وكان يحاول أن يرفع الظلم عنهم. وإذا كان مصطفى الفقى تدخل من أجل أسرة حسن البنا بعد أن طلب منه ذلك، فإن المشير عبدالحليم أبوغزالة تدخل من أجل أحد الإخوان دون أن يطلب منه أحد، تدخل من تلقاء نفسه لأن هذا الإخوانى كان هو المحامى الشهير مختار نوح، الذى تزوج من ابنة شقيقة أبوغزالة. كان ذلك فى العام 1981، عندما كان مختار نوح معتقلا، وتعرض لتعذيب بشع، فطلب أبوغزالة ألا يتم تعذيبه، وهو ما تمت الاستجابة له على الفور، وبعد أن خرج من السجن، قال له أبوغزالة: لم أكن أملك أكثر من أن آمر بوقف التعذيب فقط. لم يكن أبوغزالة بالنسبة لمختار نوح مجرد خال زوجته، ولكنه كما قال هو كان صديقا حميما لوالده، فلما توفى الوالد اهتم أبوغزالة بأسرة نوح اهتماما شديدا، وظل يتعامل معهم على أنه المسؤول عنهم، فكان يذهب إلى المدرسة ويطمئن على مختار وإخوته، وكان تعاطفه معهم واهتمامه بهم بعد وفاة والدهم أكثر منه فى حياته. فى العام 2005 عندما كان الحوار دائرا عن ترشيح أبوغزالة نفسه للرئاسة، تردد وقتها أن مختار نوح هو أحد الوسطاء بين الجماعة وبين المشير من أجل مساندة الإخوان له فى الانتخابات، لكن هذا لم يكن صحيحا بالمرة، من ناحية لأن مختار كان قد قام بتجميد عضويته داخل الجماعة قبل العام 2005، ولم تكن حبال الود موصولة بينه وبين مكتب الإرشاد، ومن ناحية ثانية أنه كان يعرف أن تدين أبوغزالة يقترب أكثر من التدين المصرى الوسطى، دون أن يتماس مع جماعة الإخوان، فليس معنى أن تكون متدينا أن تكون إخوان مسلمين. لقد كتب مختار نوح وقتها مقالا - قام بتطويره بعد ذلك ونشره على موقعه الخاص فيما يقترب من الدراسة عن الجوانب المجهولة فى حياة أبوغزالة - كشف فيه عن علاقته بالمشير أبوغزالة، وعن خيوط الاتصال التى امتدت بينهما لسنوات طويلة، ورغم أن مختار كان نافذة لوزير الدفاع على جماعة الإخوان وما تقوم به فى مصر، فإنه لم يتدخل إلا من أجله هو للتخفيف من التعذيب الواقع عليه، ولم يضبطه أحد وسيطا لتحصل الجماعة على أى مكاسب أو على الأقل من أجل تخفيف الضغط عليها. لم يكف الإخوان طوال عصر مبارك عن إرسال الرسائل لمبارك ولعدد من رجاله، وقد قام بذلك عدد من قيادات الجماعة، عبدالمنعم أبوالفتوح نفسه اعترف بذلك، كان موقعه كأمين عام لاتحاد الأطباء العرب يتيح له أن يلتقى برجال النظام بشكل عادى، وقد حرص على نشر صور له تجمعه مع عمرو موسى فى جامعة الدول العربية فى نهاية كتابه «عبدالمنعم أبوالفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر» الذى سجل فيه تجربته داخل جماعة الإخوان وسجلها له وحررها الباحث الراحل حسام تمام، وهى نفسها الصور التى واجهه بها عمرو موسى فى المناظرة الشهيرة بينهما أثناء فترة الدعاية للانتخابات الرئاسية 2012، وأوحى إلى أنه كان يتقرب منه ويتودد له، وكثيرا ما مدحه بما يمكن أن يشبه قصائد الغزل. أبوالفتوح قال إنه كان يجلس مع رجال مبارك، وكان يبعث معهم برسائل واضحة يطلب فيها أن يكون هناك حوار بين النظام وبين جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنه لم يكن يأتيه أى رد على أى رسالة من رسائله التى يبدو أنها كانت كثيرة جدا. عصام العريان قال لى ومبكرا جدا أنه فى السنوات الأولى من حكم مبارك كان هناك تواصل بدرجة كبيرة، وكان من المعروف أن أى إخوانى يتم الإفراج عنه بعد فترة اعتقاله أو سجنه، كان يجلس معه ضابط من أمن الدولة ليتم التنسيق فيما بعد الخروج، وأكد عصام أن الإخوان كانوا يتفاهمون مع ضباط أمن الدولة، ويطلبون منهم تحديد ما الذى يجب أن يفعلوه بعد الخروج من السجن، لكن فى سنوات مبارك الأخيرة كان يتم الإفراج عن الإخوان المسلمين دون أن يجلس أو يتفاهم معهم أحد، وكانوا يطلبون أن يجلسوا مع ضباط أمن الدولة، لكن لم يكن أحد يستجيب لهم. وهنا أسجل نصا ما قاله لى عصام العريان، قال: بعد أن خرجت من السجن فى العام 2000 بعد خمس سنوات قضيتها هناك، بادرت بالاتصال بجهاز أمن الدولة، وجلست بالفعل مع أحد قيادات الجهاز، ويومها سألته ما الذى يريده، وهل له ملاحظات معينة على نشاطى، كنت أريد أن أعرف ما الذى تريده الدولة على وجه التحديد، لأننى لم أعد أحتمل دخول السجن كل فترة، لكن فى سنوات مبارك الأخيرة حدث تحول، فعندما خرجت من السجن آخر مرة لم يتصل بى أحد، ولم ينبهنى أو يحذرنى أحد من شىء، وتأكدت أن الدولة لا تريد أن تسمع شيئا من الإخوان على الإطلاق وأنها لا تريدهم بأى صيغة من الصيغ. كان عصام العريان أكثر الإخوان الذين تعاملوا مع رجال الأمن ورجال السياسة داخل نظام مبارك، وقد يكون هذا تحديدا ما عرضه لموقف يجعله يخسر كثيرا داخل الجماعة وخارجها. الموقف جرى عندما كان العريان نائبا فى مجلس الشعب عن الجماعة فى العام 1987، وكان وقتها تقريبا أصغر نائب فى المجلس، كان زكى بدر بكل ما عرف عنه من حماس وعنف فى أداء عمله هو وزير الداخلية، وقعت أحداث فى مدينة السويس استدعت سفر مجموعة من نواب مجلس الشعب للوقوف على حقيقة ما جرى هناك، ومدى تورط وزارة الداخلية فيه، ورغم أن النواب يحملون حصانة برلمانية، إلا أنهم كانوا يخشون من سطوة وبطش ولسان زكى بدر، فذهبوا فى جماعات متفرقة. كان من نصيب عصام العريان أنه عندما نزل من الأتوبيس الذى يركبه أن قابله أحد ضباط زكى بدر، احتدم النقاش بينهما، فرفع الضابط يده وصفع العريان على وجهه، قامت الدنيا ولم تقعد، وتوسط رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وقتها للصلح بين النائب ووزير الداخلية، لكن زكى بدر لم يستجب للمحجوب، وبدلا من أن يعتذر للعريان سبه ولعنه على مرأى ومسمع من الجميع فى مكتب رئيس مجلس الشعب. تركت هذه الواقعة أثرا سيئا على موقع وموقعية عصام العريان داخل الجماعة، أصبح الانطباع عنه أنه رجل خفيف، فرغم أنه هو الذى تم الاعتداء عليه من قبل ضابط الداخلية، إلا أن قيادات الجماعة لامته هو وعابت عليه أن وضع نفسه فى مواجهة مباشرة، جعلته يتلقى الصفعة، وقد ظل العريان يدفع ثمن هذا الموقف طويلا داخل الجماعة.. وربما كانت هذه الصفعة تحديدا هى التى جعلت رجال النظام يستصغرون عصام العريان طوال الوقت، فلم يكن له الوزن الذى حظى به رجال آخرون داخل الجماعة لدى دوائر صنع القرار المحيطة بمبارك. فى العام 2008 كانت الجماعة قد وصلت تقريبا إلى مرحلة اليأس من التواصل مع نظام مبارك، كانت عبر مرشدها تعلن أنها مستعدة للجلوس والتفاهم والحوار، لكن لا أحد يستجيب أو يرد، فى نهايات العام كان مهدى عاكف يتحدث فى مكتبه بمقر مكتب الإرشاد، يجلس حوله ممثلون عن القوى السياسية المختلفة، ذهبوا إليه لمناصرة قطاع غزة، كانت إسرائيل وقتها تشن حربا شرسة على أهل القطاع. لكن عاكف وبدلا من أن يركز على نصرة غزة، إذا به يخرج عن النص المرسوم أو أنه فعل ذلك مع سبق الإصرار والترصد، قال لمن حوله: هناك رموز وشخصيات كبيرة عرضت على الجماعة مقابلة حسنى مبارك، لكن هؤلاء جميعا كانوا يذهبون دون أن يعودوا. وقتها لم يفصح مهدى عاكف عن حاملى الرسائل هؤلاء، ولم يحدد أسماء الذين قاموا بوساطات أو حاولوا على الأقل أن تجرى المياه بشكل طبيعى بين النظام والجماعة، رغم أن هذه نقلة فى علاقة الإخوان بمبارك، فمعنى أن يقوم بعضهم بعرض الوساطة أن هناك أملا فى التواصل، فقبل أن يأتى عاكف إلى مكتب الإرشاد كانت كل القنوات مغلقة، وقد سألت مأمون الهضيبى ساكن مكتب الإرشاد قبل عاكف: لماذا لا تتحاور مع النظام؟ فقال بصراحته التى كانت تكشف كثيرا من أوراق الجماعة السرية: يا ريت إحنا بس عاوزين أى حد يعبرنا، طلبنا كتير أن نجلس مع أى حد من النظام لكنهم يتعاملون معنا وكأننا لسنا موجودين. كان عاكف مختلفا تماما عن الهضيبى، كان يتحدث عما يجرى وما لم يجر، ولذلك لم يكن من السهل أن تصدقه طول الوقت، وهو ما جعلنى أصدق الوجه الآخر من العملة، الوجه الذى يقول إن الإخوان هم الذين طلبوا الوساطة والصلح مع النظام، لكن النظام فى كل مرة كان يرفض ويأبى. لقد كانت هناك بالفعل أكثر من واقعة أحاط بها الغموض، ولم يكن معروفا على وجه التحديد من يقف وراءها، هل أنتجتها الجماعة لإحراج النظام، أم أن النظام هو الذى أنتجها لإحراج الجماعة.. الغريب أن هذه الحكايات نشرت وبالأسماء دون أن يحتج أو يصحح أحد. الحكاية الأولى: اجتهد عدد من أعضاء جماعة الإخوان الذين دخلوا مجلس 2005 ضمن مجموعة ال88 أن يمدوا جسور الود مع بعض قيادات الحزب الوطنى، وكان على رأس هذه القيادات الدكتور زكريا عزمى، ليس باعتباره نائبا فى المجلس فقط، ولكن باعتباره رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وهو ما يجعله الأقرب إلى مبارك والأكثر ثقة ومصداقية لديه. لم يتحدث نواب الإخوان مع الدكتور زكريا فى مجلس الشعب، ولكن ذهبوا إليه فى مقره الانتخابى فى دائرة الزيتون، حيث كان يلتقى بشكل دورى مع أهالى الدائرة، تحدثوا إليه، طلبوا منه مباشرة أن يتوسط لدى الرئيس من أجل أن يجلسوا إليه، ومن أجل تصفية الأجواء بين النظام وبين الجماعة، استمع منهم زكريا جيدا، ولم يرد عليهم، دون أن يعرف أحد هل عرض الرسالة على مبارك الذى رفض رسالة الإخوان، أم أنه لم يعرض الرسالة من الأساس. الحكاية الثانية بطلها الدكتور يحيى الجمل الذى كان معروفا بعلاقته الطيبة بجماعة الإخوان المسلمين، أشارت المصادر إلى أنه بعد قضية غسيل الأموال التى اتهم فيها خيرت الشاطر وحسن مالك وعدد من قيادات الجماعة وأدانهم القضاء العسكرى، حمل الجمل رسالة من النظام إلى مهدى عاكف مضمونها أن تعقد الجماعة جلسات سرية مع قيادات الحزب الوطنى، للتفاهم من أجل تخفيف الحرب المتبادلة بين الطرفين، وقتها سمعت من نفس المصادر أن مهدى عاكف قال ليحيى الجمل: معاك كارت بلانش، فى إيحاء إلى أنه سيوافق على كل ما يقرره الجمل. كانت هذه رواية ساذجة للغاية، فبعد قضية غسل الأموال التى اتهم فيها الشاطر ومالك كانت الجماعة فى أضعف حالاتها، حيث كانت الأجهزة الأمنية توجه لها ضربات موجعة تستهدف تجفيف منابعها، ولذلك لم يكن من المنطقى أن يعرض النظام على الجماعة جلسات التفاهم والصلح، بل العكس هو الذى كان يجب أن يحدث، لكن يبدو أن مهدى عاكف خلط الأمور كلها دون أن يفرق بين المنطقى وغير المنطقى. الحكاية الثالثة يظهر فيها الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء، وهو الرجل الذى كان يتهمه البعض بأنه إخوانى الهوى، رغم أنه كان من بين أقطاب الحزب الوطنى، فبعد محاكمات الإخوان العسكرية فى العام 2000، وكان أهم نجومها مختار نوح، أخذ حمدى السيد المبادرة من تلقاء نفسه وتحدث مع حلمى نمر نقيب التجاريين وقتها وزكريا جاد نقيب الصيادلة، وعقد الثلاثة العزم على مقابلة الرئيس مبارك حتى يتوسطوا للإفراج عن الإخوان النقابيين المعتقلين، وعندما أبلغوا الرئاسة بغرضهم من المقابلة تم رفض طلبهم من الأساس. صمت حمدى السيد طوال عصر مبارك، لم يتحدث عن أى شىء يربط بينه وبين جماعة الإخوان، لكن بعد أن سقط مبارك تحدث، كان ذلك تحديدا فى إبريل 2011، كان يدافع عن نفسه فى مواجهة من يتهمونه بأنه من فلول النظام الذى أزاحته الثورة، وكان من بين ما قاله: كنت صاحب رأى مستقل، ودافعت عن جميع الفئات من أطباء اعتقلوا، إخوان وغير إخوان، ولم أوافق على ما يشيننى أو يسىء إلى تاريخى، وادعاءات البعض بأننى صديق مبارك كلها كاذبة، لأن آخر مرة قابلته فيها كانت فى العام 1999، وكنت وسيطا بناء على تكليف من الدكتور عصام العريان عضو مجلس الشعب للمصالحة بين النظام والإخوان وفشلت فى ذلك. ألم أقل لكم كانت الجماعة فى كل مرة هى التى تطلب الوساطة وتعرض الصلح، فمن كلام حمدى السيد يتأكد أنه لم يبادر من تلقاء نفسه، بل كانت الوساطة بطلب من عصام العريان... فلم يكن لأحد أن يتطوع للوساطة بين نظام مبارك والإخوان دون أن يطلب منه ذلك صراحة وبشكل واضح. الحكاية الرابعة دارت وقائعها فى العام 1995، فى هذا العام اعتقل النظام عددا كبيرا من قيادات جماعة الإخوان على ثلاث دفعات، وكان من بينهم مهدى عاكف وعصام العريان ومحمد حبيب، وهنا تدخل الدكتور أحمد كمال أبوالمجد الذى ظل يرتبط بعلاقات جيدة مع النظام والإخوان طوال الوقت، وكان من المفروض أن يجلس أبوالمجد مع مصطفى مشهور المرشد العام وقتها والمستشار مأمون الهضيبى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، لكن الجلسة لم تتم من الأساس، بسبب القبض على عبدالمنعم.. لتفشل الوساطة قبل أن تبدأ. الغريب أنه كانت هناك وساطة من نوع آخر بين جماعة الإخوان ونظام مبارك، نوع غريب قد يكون من الصعب أن تتصوره، فقد قام بالوساطة هذه المرة خيرت الشاطر نفسه لدى مهدى عاكف، ففى العام 2006 كانت جماعة الإخوان قد حشدت أعضاءها للقيام بمظاهرات تضامنا مع حركة استقلال القضاء، وكانت هناك فى الوقت نفسه مصالح مشتركة بين رجال أعمال بالحزب الوطنى وخيرت الشاطر وحسن مالك، وهمس رجال أعمال الحزب الوطنى فى أذن مالك والشاطر بأن هذه المظاهرات يمكن أن تؤثر سلبيا على المصالح المشتركة بينهم، طلب مالك من الشاطر أن يتحدث مع مهدى عاكف لتخفيف هذه المظاهرات أو على الأقل جعلها أقل حدة، استمع عاكف من خيرت الشاطر كل ما قاله، ولم يرد عليه إلا بعبارة واحدة، هى: «اللى خايف يروح». موضوعات متعلقة : وادى الخيانة .. الحلقة الأولى .. مبارك لم يذكر الإخوان صراحة إلا مرتين فقط.. الأولى فى 89 عندما قال للهضيبى: ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه والثانية عندما كشف علاقتهم بالأمريكان فى 2005 وادى الخيانة .. الحلقة الثانية ..عمر سليمان يكشف سر كراهية مبارك الشخصية لقيادات الإخوان ..الجماعة طلبت من هيكل التوسط لدى سليمان للجلوس معه أثناء محاكمة مبارك وادى الخيانة..الحلقه الثالثة..الإخوان اتفقوا مع أبوغزالة على دعمه فى انتخابات الرئاسة 2005 ثم باعوه لمبارك..يحيى الجمل لعب دور الوسيط بين «الجماعة» و«المشير» وادى الخيانة .. الحلقة الرابعة .. أسرار صفقة «العوا» مع «أمن الدولة» لمنح الإخوان 45 مقعداً فى انتخابات 2010..الاتفاق عليها جرى فى اجتماع ضم اللواء حسن عبدالرحمن و«بديع» و«العوا» و«الكتاتنى» و«مرسى» وادى الخيانة .. الحلقة الخامسة .. جواسيس خيرت الشاطر على جمال مبارك فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى.. وثيقة إخوانية من قيادى إخوانى لمبارك: انصح ابنك العزيز أن يجلس معنا حتى يسمع منا وادى الخيانة الحلقة السادسة .. خيرت الشاطر استعطف الجهات الأمنية فى 2005 حتى لا يحصل حزب الوسط على الترخيص وادى الخيانة ..الحلقة السابعة ..سر الاستقالة التى كشفت علاقة عصام سلطان بمباحث أمن الدولة ..«سلطان» وعدنى بصورة للمرشد الأسبق وهو يرتدى المايوه على البحر.. والهضيبى يتهم أبوالعلا ماضى بأنه خائن