على الرغم من أن شهادة ميلاد الدورى المصرى عمرها 65 عامًا، وتحديدًا منذ أن عرفت تلك المسابقة العريقة طريقها للنور فى عام 1948، إلا أن العمر الفعلى لهذه المسابقة يقتصر على 54 موسمًا فقط، وذلك بعد أن شاءت الأقدار أن تكتب شهادة وفاة 11 موسمًا كاملًا ما بين إلغاء المسابقة فى وسطها أو عدم إقامتها من الأساس ، ويخشى الشارع الكروى المصرى أن يكون موسم 2013/2014، المقرر انطلاقه خلال ساعات هو الموسم الثانى عشر، الذى يلقى فى "غيابة الجب" ويتعرض للإلغاء. "تعددت الأسباب.. والموت واحد" هكذا كان الحال فى أحد عشر موسمًا تم إلغائهم بفعل أسباب جاءت أغلبها سياسية، وفى بعض الأحيان كروية نتيجة لأحداث شغب نستعرضها خلال تلك السطور. 1- موسم 1951/1952 (أولمبياد هلسنكى) لم يقم هذا الموسم من الأساس بسبب مشاركة المنتخب المصرى فى دورة الألعاب الأولمبية بهلسنكى بالدانمارك عام 1952، فاتخذ اتحاد الكرة آنذاك بوقف النشاط الكروى المحلى لمدة عام للاستعداد لخوض غمار الأولمبياد. 2- موسم 1954/1955 (الأهلى والترام) خاض الأهلى مباراة الأزمة الشهيرة فى هذا الموسم أمام الترام السكندرى قبل نهاية الموسم بأسبوعين فقط، وكان الأهلى فى حاجة للفوز فى إطار منافسته على لقب البطولة مع الزمالك وانتهى اللقاء بنتيجة 3 / 2 قبل أن يقرر اتحاد الكرة إلغاء نتيجة اللقاء، وإعادته بدون جمهور على ملعب طنطا على خلفية أحداث الشغب التى دارت بين لاعبى الفريقين فى الشوط الثانى.. فرفض الأهلى الانصياع لقرار إعادة اللقاء وأعلن انسحابه من البطولة والاتحاد .. ومع تصاعد الأزمة وإعلان الترام الانسحاب بدوره بسبب تغيير اتحاد الكرة قراره واحتساب النتيجة لصالح الأهلى .. قرر مجلس اتحاد الكرة على إثرها إلغاء المسابقة تمامًا. 3 – موسم 1967/1968 4- موسم 1968/1969 5 – موسم 1969 / 1970 6- موسم 1970 / 1971 ( نكسة يونيو 1967 والاحتلال الإسرائيلى للأراضى المصرية كان كفيلًا بإلغاء المسابقة على مدار 4 مواسم متتالية) 7- موسم 1971 / 1972 ( مروان والديبة) تسبب لقاء القمة بين الأهلى والزمالك فى ديسمبر 1971 فى إلغاء الموسم السابع فى تاريخ الدورى المصرى، وذلك بعد أن احتسب الحكم الديبة ضربة جزاء للزمالك ضد الفلسطينى مروان كنفانى حارس الأهلى آنذاك، فاعترض مروان ولاعبى الأهلى بشدة، وبعد تنفيذ الركلة وتقدم الزمالك بهدفين مقابل هدف عن طريق فاروق جعفر اشتعلت نيران الغضب فى مدرجات جماهير الأهلى التى اقتحمت الملعب مع مواصلة لاعبى الأحمر اعتراضهم فما كان من الديبة إلا أن ألغى اللقاء، وما كان من اتحاد الكرة إلا أن قرر تأجيل مباريات الدورى لأجل غير مسمى تمهيدًا لاتخاذه قرارًا بإلغاء المسابقة. 8- موسم 1973 / 1974 ( لم تكتمل المسابقة بسبب اندلاع حرب أكتوبر المجيدة) 9- موسم 1989/1990 (الجنرال والمونديال) فى نوفمبر 1989 نجح المنتخب الوطنى فى التأهل لكأس العالم للمرة الثانية فى تاريخه تحت قيادة الراحل محمود الجوهرى، وكان من الطبيعى أن تتحول مطالبه وقتها لفرمانات، فوافق اتحاد الكرة على قرار الجنرال بإلغاء مسابقة الدورى ليتسنى له إعداد الفراعنة لخوض غمار كأس العالم بإيطاليا 1990. 10 – موسم 2011/2012 ( مجزرة بورسعيد) سيبقى الموسم العاشر الملغى فى تاريخ الدورى المصرى هو الأصعب والأكثر قسوة على مدار تاريخ الكرة المصرية .. حيث حمل الأول من فبراير للعام 2012 الحدث الأسوأ فى تاريخ الكرة فى مصر والعالم بعد اقتحام جماهير المصرى البورسعيدى ملعب استاد بورسعيد، عقب انتهاء مباراة فريقهم أمام الأهلى وتوجهوا إلى مدرجات الضيوف عن عمد للاعتداء عليهم مما أسفر عن مقتل 72 من مشجعى الأهلى فيما عرف إعلاميًا بمجزرة بورسعيد، وكان الإلغاء هو القرار الحتمى والمنطقى لهذا الموسم الأسود. 11- موسم 2012 / 2013 ( 30 يونيو ) عانى هذا الموسم الأمرين من أجل الخروج للنور .. وبعد تأجيله لأكثر من مرة بسبب رفض رابطة ألتراس اهلاوى انطلاقه قبل القصاص لزملائهم القتلى فى مجزرة بورسعيد .. انطلقت المسابقة فى الثانى من فبراير لعام 2013، إلا أن الظروف السياسية وأحداث 30 يونيو التى أسفرت عن عزل الرئيس محمد مرسى وإسقاط جماعة الإخوان المسلمين من نظام الحكم كانت كفيلة أيضًا بعدم استمرار المسابقة.