في العام1954, شهد الدوري المصري الممتاز أول حالة إلغاء للمسابقة موسم1954-1955 بسبب مشكلة حدثت بين فريقي الأهلي والترام فلم يجد إتحاد كرة القدم وقتها مفر من إلغاء الدوري رغم أنه لم تمر عليه سوي بضعة أسابيع, وتكرر الأمر في الموسم1970-1971, وكان سبب الإلغاء وقتها هو العدوان الإسرائيلي علي مصر ومرور مصر بأصعب فتراتها السياسية علي الإطلاق وأجواء ما قبل الحرب, والحالة الثالثة التي تم فيها إلغاء الدوري ولم تستكمل مبارياته كان في الموسم1973-1974, والسبب معروف بطبيعة الحال وهو حرب أكتوبر المجيدة, ولحالات الثلاثة السابقة كانت كلها لظروف قهرية خارجه عن إرادة الجميع, وفي تاريخ الكرة المعاصر تم إلغاء الدوري مرتين, حيث كانت الأولي في الموسم1989-1990 بسبب مشاركة مصر في مونديال إيطاليا ورغبة محمود الجوهري مدرب المنتخب الوطني في هذا التوقيت ذ رحمة الله عليه- الحصول علي معسكر تدريبي طويل قبل المونديال, أما الثانية فكانت الموسم الماضي2011-2012 بسبب مجزرة إستاد بورسعيد والتي راح ضحيتها72 من جماهير الأهلي في أبشع جرائم الرياضة علي مدار تاريخها القديم والمعاصر. والتاريخ يقول أن إلغاء مسابقة الدوري المصري بعد خوض بضعة مباريات وجولات منها تكرر علي مدار تاريخ المسابقة منذ انطلاقها في العام1948 وتحديدا في22 أكتوبر1948 حيث اول مباراة رسمية في تاريخ الدوري المصري الممتاز وجمعت بين فريقي فاروق والمصري وانتهت5-.1 وهناك خمس مواسم أخري تم خلالها إلغاء وتجميد النشاط من الأساس ولم يكن هناك مسابقة وهي مواسم1951-1952 وكان بسبب مشاركة مصر في دورة الالعاب الاولمبية في هلسنكي بالدنمارك عام1952, وفي المرات الأربع الأخري مواسم1967-1968,1968-1969,1969-1971,1970-1972, فكان بسبب العدوان الثلاثي علي مصر وأجواء الحرب مع إسرائيل في هذا التوقيت. نقول هذا الكلام ونذكر القارئ العزيز بتلك الأحداث التاريخيه التي مرت علي الكرة المصرية ليتعرف ويعلم الأسباب التي كانت تؤدي إلي إلغاء المسابقة سواء انطلقت أو لم تقم من الأساس, وبمناسبة القرار الذي صدر بتأجيل مباريات الدوري لأجل غير مسمي وبسبب انشغال قوات الأمن بتأمين الشارع السياسي والأحداث الجارية حاليا في مصر وما سبقها من تهديدات جماهير الألتراس الأهلاوي والزملكاوي من اقتحام مباريات فرقها في هذه الجولة, وبدلا من المواجهة والتصرف بما لا يفقد المسابقة كيانها ووجودها, يصدر القرار الأسهل وهو التأجيل, ولكن ماذا بعد التأجيل فسيظل الأمر علي ما هو عليه سواء في موقع الألتراس الذي يرغب في حضور مباريات فريقه أو رفض الأمن الدخول في صدام مع الجماهير فبالتالي ترفض التأمين ويتم التأجيل مرة ثانية. لا ندافع عن موقف الألتراس فهو بطبيعة الحال خاطئ خاصة في لهجة الاستعلاء التي يتحدثوا بها مع الجميع ولغة التحدي وكان الأحري بهم أن يطلبوا ذلك من قوات الأمن بشكل ودي ووقتها كان من الممكن أن يتغير القرار الأمني ويتم السماح للجماهير بالحضور بل والمساعدة في تأمين المباريات حتي تتغير اللغة السائدة بين الأمن والجماهير وتعود الكرة المصرية إلي ما كانت عليه من استقرار. قرار التأجيل أصاب الجميع بالإحباط وتسلل للأخر شعور باليأس من استكمال مسابقة الدوري هذا الموسم, فالجميع أصبح لديه حالة من الزهق والتعب من تكرار التأجيلات ومن تكرار شعور الخوف من الإلغاء وإهدار جهد موسم كامل وتعب وتدريبات ولا يخفي علي أحد أن ذلك سينعكس بصورة سلبية علي الكرة المصرية سواء المنتخب الوطني أو حتي الفرق التي تمثلنا في بطولة أفريقيا لا سيما الأهلي والزمالك.