"سينطلق قريبًا".. "لن يقام هذا الموسم".. "عائد لا محالة".. "مستحيل".. "الأمن وافق".. "بدون جماهير".. عاصفة من التصريحات والقيل والقال يعيش فى رحاياها كل عناصر منظومة كرة القدم المصرية، خلال آخر عامين فى انتظار انطلاق أكسير الحياة المعروف باسم "الدورى الممتاز". لاعبون وأجهزة فنية وحكام وعمال ونقاد وإعلاميون جميعهم فى انتظار الضوء الأخضر لكى تعود الساحرة إلى الدوران، بعد أن أصاب كل هؤلاء العطب جراء توقف النشاط الكروى المحلى على مدار عامين متتاليين، فيما عدا محاولات يائسة لتحريك المياه الراكدة من خلال موسم استمر لمدة أربعة أشهر ثم توقف، وتم إلغائه على خلفية ثورة 30 من يونيو أو كأس مصر الذى لعب على مرحلتين فكان بمثابة مسكن وقتى لم يشف جسد الكرة المصرية العليل منذ أحداث مجزرة استاد بورسعيد. الموسم الخامس والخمسين من عمر مسابقة الدورى الممتاز، ينطلق اليوم بعد عملية ولادة متعسرة كاد أن يفقد فيها الموسم حياته قبل أن يخرج إلى النور، فالموافقات الأمنية تتأخر وجماهير الأهلى تتوعد المصرى العائد للدورى، ولجنة الأندية تعادى الأهلى، والبث أزمته مستمرة، والأحداث السياسية.....إلخ ، كلها أسباب كانت كفيلة بكتابة مشهد النهاية قبل سطر البداية، وبالتالى لن يصدق أحد أن الدورى سينطلق اليوم إلا مع سماع أول صفارة على استاد الجيش الثالث بالسويس فى مواجهة تجمع ناديى بتروجيت وطلائع الجيش فى افتتاح مباريات المجموعة الثانية التى تستكمل مواجهاتها فى اليوم التالى بلقاءات المنيا مع حرس الحدود والقناة مع الإسماعيلى واتحاد الشرطة مع وادى دجلة فى تمام الثانية ظهرًا على ملاعب سوهاج والإسماعيلية والشرطة على الترتيب، وتنتظر الزمالك حامل لقب كأس مصر، مواجهة هى الأهم والمرتقبة مع العائد للدورى هذا الموسم فريق المصرى البورسعيدى فى استاد الجيش الثالث بالسويس. على الجانب الآخر، تنطلق مباريات المجموعة الأولى فى الثانية ظهر الخميس بلقاء المقاصة مع الجونة وإنبى مع المقاولون والداخلية مع المحلة والرجاء مع الاتحاد، وفى الخامسة يختتم الأهلى مباريات الجولة الأولى، حينما يحل ضيفًا على الإنتاج الحربى باستاد السلام. حقًا "أكسير" الحياة يعود لجسد الكرة المصرية اليوم بانطلاق الدورى، إلا أنه لم يشف بعد من الأمراض والأورام لم تستأصل منه، وأى انتكاسة وإهمال فى العلاج سيودى بحياته فى أى لحظة ليبقى الموسم الحالى هو أكسير الحياة على حافة الموت!!.