ساد الهدوء جوبا عاصمة جنوب السودان اليوم الأحد "22 ديسمبر"، فيما مارس السكان أمور حياتهم اليومية بصورة طبيعية، وقتل المئات فى الاشتباكات بين الموالين للرئيس سلفا كير من قبيلة الدنكا ومؤيدى نائبه السابق ريك مشار من قبيلة النوير الذى أقيل فى يوليو وتتهمه الحكومة بمحاولة الاستيلاء على السلطة. وامتد القتال من العاصمة جوبا إلى حقول النفط، وقالت الحكومة إن قائدا كبيرا بالجيش انشق وانضم إلى صف مشار فى ولاية الوحدة المنتجة للنفط، وقال وزير خارجية جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين إن من واجب بلاده تأكيد سيادتها، ولهذا تم إرسال قوات إلى بور أمس السبت، وأضاف أن نائب الرئيس السابق ريك مشار تمكن من الهرب باستخدام زورق إلى قريته ادوك. ومضى يقول "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين فى مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث أمس، وفى الحقيقة يجرى تطهير المدينة التى يحتلونها منهم، والحكومة الآن أرسلت قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد، بالطبع تمكن ريك من الهرب استخدم زورقه فى النيل، ووصل إلى قريته ادوك وذهب إلى بنتيو، حيث هاجم مؤسسات حكومية فى الليلة السابقة". وبعد اجتماعه مع وسطاء أفارقة يوم الجمعة قال بنجامين إن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع أى جماعة متمردة، وإن الحكومة أبلغت الوسطاء موافقتها على مقابلة خصوم كير ومنهم مشار وحلفاؤه، وأضاف "جاء وفد من 25 شخصا إلى هنا وقضوا ليلتين واجتمعوا مع الرئيس سلفا كير، وكانت مهمتهم السعى لمضى عملية الحوار قدما، والرئيس سلفا كير قال إنه مستعد للحوار دون شروط، ومنذ عام 2005 حين تم توقيع اتفاق السلام كان الرئيس سلفا واضحا جدا، وقال "لا للحرب ونعم للسلام وهو لن يعيد شعبه إلى الحرب مرة أخرى". ويقول موظفو الأممالمتحدة إن المئات قتلوا فى أنحاء البلاد، وإن نحو 40 ألف مدنى لجأوا إلى قواعد المنظمة الدولية، وقالت الأممالمتحدة يوم الجمعة إن 11 مدنيا على الأقل من قبيلة الدنكا قتلوا خلال هجوم شنه نحو ألفى شاب مسلح من مجموعة عرقية أخرى على قاعدة لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى ولاية جونقلى، وقتل هنديان من قوة حفظ السلام أيضا.