جوبا (رويترز) - سعى وسطاء أفارقة يوم السبت للاجتماع مع خصوم رئيس جنوب السودان في محاولة لوقف الاشتباكات التي تهدد بانزلاق أحدث دولة في العالم الى حرب أهلية قبلية. وقتل مئات الأشخاص في نحو أسبوع من الاشتباكات التي اتسع نطاقها من العاصمة جوبا ووصلت الى حقول النفط الحيوية مما يعمق أخطر أزمة داخلية منذ حصول جنوب السودان على استقلاله قبل عامين. واتهم الرئيس سلفا كير وهو من قبيلة الدنكا نائبه السابق ريك مشار المنتمي لقبيلة النوير والذي أقاله في يوليو تموز الماضي بالسعي للاستيلاء على السلطة. ورغم الهدوء الذي يخيم على جوبا يوم السبت إلا ان الأممالمتحدة قالت ان مئات الأشخاص قتلوا في أنحاء البلد الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا وأن 35 ألفا آخرين لجأوا الى قواعدها. وفي مؤشر على قلق الولاياتالمتحدة التي لعبت دورا مؤثرا في انفصال جنوب السودان قال وزير الخارجية جون كيري انه أوفد مبعوثا للمساعدة في المحادثات. والتقى الوسطاء الأفارقة يوم الجمعة مع الرئيس سلفا كير وأجروا معه محادثات وصفوها "بالمثمرة". وقالت حكومة جنوب السودان على حسابها على تويتر انها ترغب في اجراء حوار مع أي مجموعة متمردة. وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين ان الوسطاء حصلوا على الموافقة للمضي قدما والاجتماع مع خصوم كير بمن فيهم مشار وحلفاؤه. وابلغ بنجامين رويترز عبر الهاتف "دعهم يحصلون أيضا على تأكيد منهم بأنهم يرغبون في الحوار". واضاف ان كير ليس لديه أي مشكله في الحوار مع مشار. وقال وزير الاعلام ميشيل ماكوي لوث لرويترز ان مشار موجود في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط حيث اشتبك جنود من فصائل متنافسة عند ثكنة عسكرية قبل بضعة ايام. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات من جهة مستقلة. ومن المقرر أن يغادر الوسطاء وبينهم وزراء أفارقة ومسؤول من الاتحاد الافريقي في طريقهم الى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا يوم السبت. وأوفدت الولاياتالمتحدة مبعوثها للسودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث للمساعدة على دفع المحادثات. وقالت الأممالمتحدة يوم الجمعة ان 11 مدنيا من قبيلة الدنكا قتلوا في هجوم شنه آلاف من الشبان المسلحين من قبيلة أخرى على قاعدة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية بولاية جونقلي. وقتل جنديان هنديان من هذه القوات. وقال المتحدث باسم الجيش في جنوب السودان فيليب أقوير يوم السبت ان طائرات هليكوبتر عسكرية أغارت على بلدة بور التي يسيطر عليها المتمردون والواقعة على بعد 150 كيلومترا شمالي جوبا. ولم يذكر مزبدا من التفاصيل. (اعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)