تحل اليوم الذكرى ال20 على رحيل الفنان القدير صلاح ذو الفقار الذى رحل عن عالمنا يوم 22 ديسمبر عام 1993 عن عمر يناهز 67 عاماً أثناء تصويره المشهد الأخير من فيلم "الإرهابى" على إثر أزمة قلبية مفاجئة، ورغم أن صلاح ذو الفقار لم يبدأ حياته العملية كممثل بل بدأها كضابط شرطة إلا أن قليلين من يعرفون أنه قام بالتمثيل وهو فى سن التاسعة من عمره، حيث تم ترشيحه من خلال شركة أمير فيلم للإنتاج والمخرج نيازى مصطفى من خلال فيلم "حبابة" عام 1944، حيث قام بدور الابن الأصغر ليزيد بن عبد الملك الذى كان يقوم بشخصيته الفنان سراج منير، وشارك فى بطولة الفيلم يحيى شاهين، ومحمود ذو الفقار الشقيق الأكبر لصلاح، وفردوس محمد، وعزيزة أمير. تخرج صلاح ذو الفقار من كلية الشرطة، ثم عمل فيها مدرسا ولم يعلم وقتها أنه ينتظره مستقبل باهر فى التمثيل والسينما وأنه سيقدم العديد من أدوار البطولة مع أهم نجمات السينما فى تاريخ السينما المصرية، فاتجه بعد ذلك إلى السينما بعد تقديم استقالته من العمل فى البوليس، حيث بدأ مشواره السينمائى فى منتصف الخمسينيات وكان أول أفلامه "عيون سهرانة" مع الفنانة الكبيرة شادية أكبر حب فى حياته، ثم قدم بعدها فيلم "رد قلبى" فى دور حسين ضابط الشرطة، لتكون انطلاقته الفنية وطريقه للنجومية من خلال فيلم "الرجل الثانى" عام 1959، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة وهامة فى حياته وهى مرحلة الستينيات والتى قدم بها أهم أعماله الفنية منها فيلم "الناصر صلاح الدين" والذى قدم به أهم أدواره عيسى العوام، ثم قدم بعدها مجموعة من الأفلام مع زوجته شادية منها "عفريت مراتي"، و"مراتى مدير عام"، و"أغلى من حياتى"، و"كرامة زوجتى"، و"لمسة حنان"، وحقق خلالها نجاحا جماهيريا كبيرا، ليقدم بعدها مجموعة أخرى من الأعمال المميزة منها "صباح الخير يا زوجتى العزيزة"، و"موعد فى البرج" مع سعاد حسنى، و"زوج فى إجازة" مع ليلى طاهر. وتزوج ذو الفقار أربع مرات 2 من خارج الوسط الفنى و2 من داخل الوسط الفنى وهما الفنانة زهرة العلا والمطربة شادية، حيث كانت تجمعه بالأخيرة قصة حب شهيرة خسر بسببها صديق عمره الفنان الكبير فريد الأطرش والذى فوجئ بزواجهما فقطع علاقته مع صديق عمره صلاح ذو الفقار، ومن أطرف المواقف التى حدثت لذو الفقار بسبب شادية أنها اعتادت أن تبدع فى الطعام، وتعد الكثير من الوجبات الشهية فكان يقبل عليها ذو الفقار بنهم شديد دون توقف، وبمرور الأيام اكتسب مزيدا من الوزن، والذى من الصعب خسارته، فكان يحاول دائما أن يحول بينها وبين أى محاولة لدخول المطبخ، ولكن فى إحدى المرات ضعف ذو الفقار أمام وجبات شادية التى قدمتها له على مدار أسبوعين لم يستطع المقاومة خلالهما ما تسبب فى تعطل تصوير أحد أفلامه، فحين عاد ذو الفقار إلى الأستوديو أخذ المخرج ينظر إليه ثم خاطبه بعصبية: "لا يا أستاذ صلاح، إحنا منقدرش نكمل الفيلم بالشكل ده، الناس مش هيعرفوك وهيقولوا ده صلاح تانى، لقد زدت 3 كجم"، وتم تأجيل تصوير باقى لقطاته حتى يعود إلى طبيعته، واتبع ذو الفقار نظاما قاسيا فى الريجيم حتى عاد إلى وزنه الطبيعى، وعاد إلى التصوير من جديد. كان صلاح ذو الفقار شديد المصرية وله طقوس خاصة به فى شهر رمضان تحديدا، حيث كان يحب قضاء ليالى رمضان على "قهوة الفيشاوى"، والتى جلس عليها سنوات طويلة، وغضب كثيرا عندما علم أنها ستنتقل إلى منطقة الهرم، وتساءل "كيف هذا وهى تستمد قيمتها الحقيقية من الحى الشعبى الذى تتواجد به" وهو حى الحسين. رحل صلاح ذو الفقار لكن ترك لنا رصيد كبير من الأعمال الهامة التى مازالت تمتعنا حتى الآن، حيث قدم لنا ما يقرب من 135 عمل ما بين سينما ومسرح وتليفزيون، كما عمل منتجا فى فيلم "أريد حلا" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وحصل من خلاله على جائزة أفضل منتج.