قال الدكتور صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية فى حفل توقيع كتاب "الرائدة عفت وتلميذها عصمت" للسفير يسرى القويضى، والذى أقيم على هامش افتتاح معرض عصمت داوستاشى وعفت ناجى بمتحف الجزيرة، أمس، أن داوستاشى وأستاذته كنز من التجريب والتمرد والثقافة وحيوية الإبداع. وأكد المليجى، أن داوستاشى متمرد جدا وله رؤى مبتكره، فهو الفنان الذى استطاع أن يحول مجموعة من الأحذية إلى عمل فنى وخرج من شكل فنجان القهوة برؤى متعددة وواكب ثورة يناير بأعماله الفنية وكان بعضها إرهاصة ونبوءة بالثورة قبل وقوعها. واستعرض السفير يسرى القويضى، مؤلف الكتاب تاريخ حياة الفنانة عفت ناجى التى ولدت فى 1905 بأبو حمص وتوفت فى 1994وقال أن اسمها كان "عفيفة" وليس عفت وبدأت حياتها كأديبة ومؤلفة موسيقى، وكان الفن التشكيلى هواية ثانوية لها فى البداية، فقد كانت تقلد أخيها الفنان الكبير محمد ناجى، وكانت أعمالها الأولى تتسم بالسذاجة لكنها بعد سفرها لأوروبا ومشاهدتها للمعارض هناك ومتابعتها للحركة الفنية بدأت تنضج فنيا وحينما سافر أخوها الفنان الكبير محمد ناجى إلى إيطاليا وعمل مديرا لأكاديمية روما سافرت إليه وبدأت تدرس الفن دراسة حرة. وأضاف القويضى، أن التغيير الكبير فى حياة عفت ناجى حدث عندما تزوجت فى سن متأخرة "49" سنة من الفنان سعد الخادم، الذى كان مغرما بالسحر والفنون الشعبية والتعاويذ وتعرفت معه على عالم جديد وتغير أسلوب حياتها فجمعت شغلها القديم حتى عام 1957 وأقامت له معرضا وأعلنت عن بدأ مرحلة جديدة فى حياتها وكأنها ولدت من جديد بعد سن الخمسين. وبدأت مع سعد الخادم العمل على فكرة المجسمات الذى شاركها وساعدها فى أول لوحات مرحلتها الجديدة "برج الحمل " ونسب العمل لها وحدها , وبعد رحلة لها للنوبة تأثرت بالموتيفات الفرعونية والحفر البارز والغائر وشاهدت ملحمة ميلاد السد العالى وأثرت فيها كثيرا وغيرت أسلوبها. وأكد القويضى، أن النقاد تجاهلوا عفت ناجى طويلا، ولم يلتفتوا لقيمة إبداعها إلا بعد رحيلها بسنوات بعد أن أدركوا أنها من رائدات الحداثة لكن تلاميذها ومن بينهم عصمت داوستاشى، أحيوا ذكراها دائما. وأشار القويضى، إلى تعرف داوستاشى على الفنانة الكبيرة فى أتيليه الإسكندرية وتعاونه معها واشتراكه معها فى بعض اللوحات والآفاق الجديدة التى فتحها لنفسه بمزجه للقبطى والفرعونى والإسلامى فى لوحاته التى تبدو متنوعة وثرية الشخصية. ومن جانبه قال الفنان رضا عبد السلام، أن داوستاشى له مدرسة متميزة، وأنه اهتم دائما بنقل الفن من الصالونات إلى المجتمع وحافظ على ذاكرة الفن بقدرته على الأرشفة والتوثيق والتسجيل. وقال الفنان عصمت داوستاشى، إننا لا نختار فقط أصدقاءنا لكن أيضا نختار أساتذتنا وأنه تعلم من أساتذة كثيرين مع عفت ناجى من بينهم محمود موسى وحسن سليمان وأنهم احتضنوه ولم يبخلوا عليه وأنه يحاول دائما أن يكون مثلهم فى تعامله مع شباب الفنانين.