البليهي يرحب بالرحيل عن الهلال    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس الجامعات الأهلية ويوجه بسرعة إعلان نتائج الامتحانات    جامعة القاهرة تحتفل بتخريج دفعة جديدة من كلية حقوق السوربون ( صور)    وفد البنك الدولى والبنك الآسيوى تفقد المشروعات الجارى تنفيذها بتلا فى المنوفية    سعر الدولار اليوم الأربعاء 28-5-2025 أمام الجنيه المصرى فى منتصف التعاملات    الإحصاء: ارتفاع العمر المتوقع عند الميلاد للإناث في مصر إلى 74.4 سنة عام 2025    افتتاح مسجد جديد بالمنطقة السكنية 26 واسترداد وحدات متعدى عليها بمدينة السادات    صندوق النقد يحث مصر بتقليص دور القطاع العام في الاقتصاد بشكل حاسم    إعادة فتح باب تلقي طلبات توفيق الأوضاع بمنطقة الحزام الأخضر ب 6 أكتوبر    نائب وزير الإسكان يتابع مشروع إنشاء محطة مياه منشأة القناطر    لافروف يلمح بإجراء جولة جديدة من المحادثات الروسية الأوكرانية "قريبا"    تصعيد إسرائيلي يهدد مسار التفاوض في الملف النووي الإيراني    زيلينسكي يقترح عقد اجتماع ثلاثي مع ترامب وبوتين    رئيس وزراء إسبانيا: سنواصل رفع صوتنا بقوة لإنهاء المجزرة في غزة    الحوثيون: إسرائيل شنت 4 غارات على مطار صنعاء    18 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم    وزير التعليم: إطلاق مبادرة لفحص نظر 7 ملايين طالب    انطلاق دورى مراكز الشباب النسخة الحادية عشر بجنوب سيناء    مصدر ليلا كورة: تريزيجيه وحمدي فتحي وديانج يحصلون على تأشيرة أميركا للمشاركة بمونديال الأندية    شبكة أمريكية: الأهلي والهلال أبرز الأندية الراغبة في ضم رونالدو    قبل مواجهات حسم الدوري.. كواليس تحركات فريق بيراميدز فى المحكمة الرياضية الدولية    هدف الهلال.. عرض مرتقب من إنتر لاستمرار إنزاجي    على فرج المصنف الثانى عالمياً يعلن اعتزال الاسكواش    صحة المنوفية: خروج بعض حالات المصابين فى انقلاب سيارة ميكروباص على طريق الخطاطبة    حفيد نوال الدجوي يكشف تفاصيل صادمة قبل وفاة شقيقه، وزوجته: الشيلة تقيلة    محافظ المنوفية: تحرير 314 محضر مخالفات مخابز وأسواق وضبط 4 أطنان مواد غذائية    "أدهم ضحية بلا ذنب".. مقتل بائع متجول تصادف مروره قرب مشاجرة بسوهاج    رئيس بعثة الحج المصرية: استعدادات مكثفة لمخيمات منى وعرفات وخدمات مميزة في انتظار ضيوف الرحمن (صور)    وزير الثقافة يجتمع بقيادات الوزارة لاستعراض خطة العمل والمبادرات المنتظر إطلاقها بالتزامن مع احتفالات 30يونيو    47 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية لمهرجان منصات    15 شهيدا وسط تصاعد استهداف الاحتلال لمراكز توزيع المساعدات فى غزة    هل نجح فيلم نجوم الساحل في تحقيق إيرادات قوية.. شباك التذاكر يجيب؟    الشركة المتحدة تفوز بجائزة أفضل شركة إنتاج بحفل جوائز قمة الإبداع.. لام شمسية يحصد نصيب الأسد من الجوائز ويفوز بأفضل مخرج وممثلة ومسلسل اجتماعي ومونتاج وعلي البيلي أفضل ممثل طفل ويغيب بسبب وفاة جده    ما بين القاهرة وهلسنكى: الفنانات المصريات وهموم الإنسانية    دليلك الذهبي في أعظم 10 أيام: كيف تغتنم كنوز العشر الأوائل من ذي الحجة؟    60 نصيحة من دار الإفتاء لاغتنام أكبر ثواب فى العشر الأوائل من ذى الحجة    أول أيام ذي الحجة 2025.. كيف نستعد؟    مسئولى الرعاية يتابعون العمل وخدمات المرضى بمركز الشهيد محمود ناصر الطبى.. صور    نائب وزير الصحة: إنشاء معهد فنى صحى بنظام السنتين فى قنا    طريقة عمل قرع العسل، تحلية لذيذة بخطوات بسيطة    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    وزير الثقافة: ملتزمون بتوفير بنية تحتية ثقافية تليق بالمواطن المصري    الأنباء السورية: حملة أمنية بمدينة جاسم بريف درعا لجمع السلاح العشوائى    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    مصر وتشاد تبحثان مستجدات إقامة مشروع متكامل لمنتجات اللحوم والألبان    صحة أسيوط تساهم بالحملة القومية للقضاء على «التراكوما»    رابط نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2025 برقم الجلوس فور ظهورها في بورسعيد    أسعار الذهب اليوم بعد الهبوط الكبير وعيار 21 يصل أدنى مستوياته خلال أسبوع    محامي نوال الدجوي يروي تفاصيل محاولة الحجر على موكلته وطلب حفيدها الراحل الصلح    عبد الله الشحات: بيراميدز كان يستحق الدعم من رابطة الأندية وتأجيل لقاء سيراميكا.. وهذا سبب تقديمي شكوى ضد الإسماعيلي    العيد الكبير 2025 .. «الإفتاء» توضح ما يستحب للمضحّي بعد النحر    مصطفى الفقي: كنت أشعر بعبء كبير مع خطابات عيد العمال    وزير الأوقاف يهنئ الشعب المصري والأمة العربية بحلول شهر ذي الحجة    البلشي يدعو النواب الصحفيين لجلسة نقاشية في إطار حملة تعديل المادة (12) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام    ألم في المعدة.. حظ برج الدلو اليوم 28 مايو    حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل بأمانة التعليم (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(افتح قلبك مع د. هبة يس).. يا تلحقونى يا متلحقونيش!!
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 12 - 2013


أرسل (...) إلى "افتح قلبك" يقول:
أنا شاب فى منتصف الثلاثينات, متزوج ولى طفلان, كليتى لها علاقة بالكمبيوتر والإنترنت, لهذا بدأ اهتمامى بهما مبكرا جدا, وبشكل مكثف, فى البداية لم يكن بحثا عن شىء محدد, لكن وبعد فترة اشتغلت فى شركة صيانة أجهزة كمبيوتر, وعن طريقها بدأت معرفتى بالأفلام والمواقع إياها, لأنه كان يقع تحت يدى جهاز (معبأ) بمثل هذه المواد يوميا, كنت أنقل الأفلام من كل الأجهزة حتى أصبحت عندى مكتبة كبيرة, وتطور الأمر بأنى أصبحت أبادلها بأخرى جديدة مع أصحابى, لأننا جميعا كان لدينا فضول غير عادى لمعرفة مثل هذه الأمور, ثم انتقلت بعد ذلك لمرحلة الشات, فى الأول كنت أقوم به لأكسر حاجز الخجل بينى وبين البنات, لأنى كنت خجول جدا فى الواقع وأخاف أن أتكلم مع أى بنت خوفا من أن تصدنى, وشيئا فشيئا تحول الموضوع من مجرد شات عادى إلى آخر غير عادى نهائيا, وأصبح الدخول إلى مثل هذه الغرف من الشات هو هوايتى المفضلة.
جاءت لى فرصة عمل فى بلد سياحى داخل مصر, وسافرت لأبدأ مرحلة جديدة من حياتى ومن إدمانى أيضا, فقد كنت وحيدا تماما فى هذه الفترة إلا من الشات والأفلام, وزاد عليها سجائر ومخدرات وغيرها, كنت أسوأ ما يكون فى هذه الفترة التى استمرت لوقت ليس بالقصير, إلا أننى قرفت من نفسى, وقررت أرجع القاهرة وأحاول اضبط نفسى, وأول حاجه عملتها إنى تزوجت, اعتقادا منى أن ما كنت أفعله كان لأن شهوتى زيادة أو شىء من هذا القبيل, لكنى لم أكن أعرف حتى وقتها أن هناك ما يسمى بإدمان الشات, ولكنى تأكدت من أنى أعانى من هذا الأمر بعد أن قرأت مقالك (جوزى والشات والبنات), لأن كل ما قلتيه ينطبق على حياتى تماما.
زوجتى كويسة جدا, تحاول إرضائى بكل الأشكال, وخاصة فى العلاقة الحميمة, فهى تشعر بأنى لست سعيدا أو مستمتعا معها, وكانت تعتقد أن السبب منها أو أن التقصير من عندها, ولم تكن تعرف أنى كنت طوال الوقت أفكر فيما كنت أراه وأنا معها, فلا أشعر بأى شىء, فقد كنت أتوقع منها محاكاة ما كنت أراه دائما, ولكنى فهمت مؤخرا أنى كنت أنتظر وهما كبيرا لن يتحقق أبدا.
عدت إلى الشات والأفلام من جديد, كان يومى مقسما بين شغلى الذى يأخذ وقتا طويلا من اليوم, وبين متعتى السرية, لذلك كنت مهملا لزوجتى جدا, وكنت مقصرا فى حق أولادى وأهلى بشكل كبير وأعترف, حتى حدث واكتشفت زوجتى الحقيقة, وأكثر من مرة, وكانت تسامحنى فى كل مرة بعد أن أنهار وأؤكد لها أنى نادم وأنى لن أعود مرة أخرى, ولكنى أجد نفسى أضعف بين الحين والآخر وأعود إلى حيث كنت.
الآن زوجتى طلبت منى الطلاق, لأنها فاض بها من كثرة سقطاتى, قالت لى إنها لا تستطيع العيش معى وهى تعلم أنى أخونها, أكدت لها أكثر من مرة أنى لم أخونها أبدا, وأن الموضوع مجرد إشباع لرغباتى القذرة بأسلوب سهل ورخيص فقط, لكنها مصممة هذه المرة, ولن تتراجع عن رأيها إلا فى حالة أن استجبت لها وذهبت لطبيب نفسى لطلب العلاج.
أشعر باكتئاب مزمن, وغير راض عن نفسى, وأخاف أن أخسر زوجتى وأولادى, فأنا لا أتخيل الحياة بدونهم.. أنا أقرأ مقالاتك باستمرار, ويعجبنى أسلوب تناولك للأمور, فهل لك أن تنصحينى ماذا أفعل؟, فلا أحد يعرف بهذه المشكلة غير زوجتى وحضرتك حتى الآن, على أمل أن أغير من نفسى وتنصلح الأمور قبل أن يفتضح أمرى ويعرف الآخرون, ولكن رجاء أريدك أن تردى على فى شكل (برنامج) أو خطوات واضحة حتى يمكننى إتباعها وتنفيذها بإذن الله.
وإليك أقول:
فى البداية أحب أن أشكرك بشدة..على أكثر من شىء, أولا على رسالتك القوية والصادقة التى هى لسان حال الكثيرين غيرك هذه الأيام, وثانيا على شجاعتك وصراحتك فى الاعتراف بمعاناتك, وثالثا وهو الأهم على ضميرك اليقظ الذى يأبى أن يموت حتى وإن نجحت أنت فى تخديره لسنوات.. سيدى أنا متأكدة أنك ستعافى بإذن الله, لأن الأمر كله ليس إلا إرادة ورغبة مخلصة, وها أنت ترغب بصدق فى تغيير حالك, إذا اطمئن لقد بدأت طريقك للخلاص, وخطت قدمك أول خطوة بالفعل, وأتمنى من الله أن تكون رسالتى هذه هى الشمعة البسيطة التى ستنير لك الطريق.
بداية تكرار ممارسة الشات أو مشاهدة المواقع الإباحية قد يكون لأحد 3 أسباب:
1) الفراغ, وهو أشهر الأسباب وأكثرها شيوعا, فأغلب من يقوم بهذه الأفعال من الشباب الذين لا يعملون, أو ممن ليس لديهم أى اهتمامات فى الحياة, أو ممن ليس لديهم حياة اجتماعية, وبالتالى فماذا يفعل حتى يقضى وقته؟ ويحاول الاستمتاع به؟ ليس أسهل من ضغط زر التشغيل.. ليس إلا, وهذه النوعية من ممارسى هذا الموضوع تحل مشكلتهم بمجرد أن يجدوا أمرا مهما يفعلونه بوقتهم وصحتهم وطاقتهم.
2) السبب الثانى هو الإدمان, وهو الدرجة التى تلى الاعتياد الناتج عن مجرد الفراغ, لكن ما معنى إدمان؟ عندما يدمن الإنسان أى شىء فإن تعرضه لهذا الشىء يسبب له إفراز مواد كيميائية معينة فى المخ تسمى (الناقلات العصبية), والناقلات العصبية المسئولة عن المتعة والاسترخاء بالتحديد, ومن أشهر أمثلتها مادة (الدوبامين), والتى تحفز بدورها إفراز ناقل عصبى آخر يسمى (السيروتونين), وهو المادة التى تجعل الشخص المدمن يشعر بالنشوة والراحة والسعادة عند التعرض إلى سبب الإدمان, ويختلف الناس فيما يدمنون, فهناك من يدمن مشروبا أو مخدرا أو عقارا معينا, ومنهم من يدمن سلوكا أو فعلا كالأكل أو الشراء أو الممارسات الجنسية بمختلف أنواعها ودرجاتها, والتى يندرج تحتها الشات والمواقع الإباحية.. قد يكون الشرح تفصيليا أو علميا بعض الشىء، لكن كل ما أردت قوله إن ارتباطك بالفعل ليس لأنه هو نفسه لا يقاوم, ولكن لأنك أنت ربطته بالمتعة والسعادة التى تبحث عنها طوال الوقت, وبالتالى فقد أقنعت نفسك بشكل أو بآخر أنه لا شىء أخر سيجلب لك السعادة غير هذا, فاندمجت فيه أكثر وأكثر.
3) السبب الثالث هو مرض نفسى, وهو نوع من أنواع (الوسواس القهرى), فكثير منا لا يعرف أن مثل هذه الأفعال (الإباحية بمختلف أشكالها) هى إحدى الأفعال التى قد يمليها الوسواس القهرى على المريض, وفى هذه الحالة يصعب جدا على الشخص مقاومة الأمر بمفرده, والحل الأيسر والأصوب هنا هو اللجوء إلى طبيب نفسى يأخذ بيد المريض, ويساعده ببعض العقاقير على امتلاك زمام نفسه من جديد.
شرحت هذا بالتفصيل حتى يعرف كل شخص أين هو بالتحديد, فلو كنت عزيزى القارئ من النوع الأول فعليك بشغل نفسك بأى شىء مفيد, وفورا, فهذا من شأنه القضاء على معاناتك نهائيا, ولو كنت من النوع الثانى فأنت بحاجة إلى علاج (لإدمانك) وهذا ما سأستفيض فيه حالا, أما إذا كنت من النوع الثالث, والذى تشعر فيه أنك أصبحت تفعل الأمر رغما عن إرادتك وكأنك مجبر عليه, فصدقنى حلك بسيط ولكنك بحاجة إلى مساعدة طبية فعلا, فلا تتردد عنها.
مشكلة الإدمان يا سيدى هو أنه يصور لك أنه لا متعة غير فى الشىء الذى أدمنته, وشيئا فشيئا تجد نفسك تتوقف عن فعل أى شىء آخر حتى تفسح المجال والوقت للشىء الذى أدمنته, وبالتالى فإن الشخص المدمن يجد نفسه وقد أصبح شخصا منعزلا عن كل شىء تقريبا فى نهاية المطاف, لا أهل ولا أصدقاء ولا اهتمامات أخرى بأى شىء, يجد نفسه وقد أفرغ حياته تماما من كل شىء حتى يستمتع بإدمانه, وبالتالى ومع الأيام لا يصبح فى حياته أى شىء ممتع فعلا غير هذا الشىء, فيتأكد إحساسه بأنه لا متعة غير فى هذا الأمر, فيكرر فعله كثيرا وكلما استطاع, فكلنا نسعى وراء السعادة, ونعيد ونزيد أى شىء يجلب لنا المتعة.
هذا بالنسبة للإدمان بصفة عامة, أما إدمان الإباحية بشكل خاص فله المزيد من الآثار النفسية على ممارسيه, أهمها:
1) الشعور بالخزى والعار, وهو أمر مختلف عن الشعور بالذنب, فالإنسان يشعر بالذنب إذا ارتكب فعلا خاطئا, لكنه يتحرر منه إذا رجع أو أصلح هذا الخطأ, أما الشعور بالخزى فهو شعور يلازم الشخص نفسه, يجعله يشعر أنه هو نفسه شخص سيئ وغير جدير بالاحترام أو التقدير أو حتى الآدمية, وبالتالى يحط من معنويات الإنسان جدا, ويحطم صورته عن ذاته, ويزلزل ثقته بنفسه, وتلك هى كل (الخلطة) المطلوبة لمنع أى شخص من تغيير نفسه إلى الأفضل.
2) "لو عرف الآخرون حقيقتى سينفرون منى بالتأكيد".. هذا هو المعتقد الشائع الذى يعتقده مدمن الإباحية عن نفسه, وبالتالى فإنه يبعد نفسه باستمرار عن من حوله, ويمزق روابطه السابقة بالآخرين, ويعزل نفسه خوفا من فضح أمره, ومن أن يعرف الناس حقيقته, فيرمى بنفسه فى أحضان إدمانه بشكل أقوى, ويرسخ فى ذهنه فكرة أنه لا ملجأ له غيره.
3) "الإباحية أو _الجنس بشكل عام_ هو أهم احتياجاتى على الإطلاق".. هذا أيضا من أهم معتقدات مدمن الإباحية عن نفسه, الأمر الذى يزداد تصديقا له مع الأيام, وبالتالى فهو يصرف ذهنه عن أى شىء آخر فى الحياة.
4) "لا شىء ممتع مثل هذا".. يظل المدمن معتقدا فى هذا الأمر لفترة طويلة, ثم يكتشف بعدها أن المشاعر التى تنتابه لم تعد متعة خالصة, فقد أصبح يلازمها ضيق واكتئاب وخوف وشعور بالدونية, بل إنه أحيانا وفى الأحوال المتقدمة من الإدمان يجد الشخص نفسه يمارس إدمانه دون أن يشعر بأى متعة, إنما هو يفعل ذلك بعد أن أصبحت عادته, وبعد أن أصبح لا يعرف غيرها فى استجلاب المتعة والسعادة.
كل هذه المعتقدات والأفكار التى يزرعها إدمان الإباحية فى نفس الإنسان هى لب المشكلة, وهى نفسها مفتاح الحل, فعندما نعرف أن كل هذه الأفكار ليست حقيقة مطلقة, وأنها قابلة للزعزعة يل والنسف, وأنها ليست من أنفسنا أساسا وإنما هى بوازع من الإدمان وحيله وألاعيبه.. كل هذا سيجعلنا نغير من نظرتنا إلى الأمر وإلى أنفسنا بكل تأكيد.
حضرتك طلبت منى فى رسالتك حل عملى, وخطوات واضحة يمكنك إتباعها للخلاص مما أنت فيه, ولأنفذ لك طلبك سأتحدث إليك فى نقاط محددة أسأل الله أن يجعلها سببا لنجاحك:
1) الدعاء الدعاء الدعاء.. اعتبره دواء يجب أن تلتزم بمواعيده وبالمواظبة عليه, خلينى أقولهالك من الآخر.. (ما يقدر على القدرة إلا ربنا), وعشان كده محدش بينجح فى حاجة مهمة زى مهمتك دى إلا لما يكون ربنا معاه, غير كده انسى, حتى لو كان أعظم دكاترة الدنيا معاك... ادعى (اللهم عافنى واعفو عنى وتب على) _ دعاء بسيط وصغير أهوه_كل يوم أول ما تصحى وقبل ما تنام, وبين الآذان والإقامة فى كل صلاة, وقبل الإفطار لو كنت صائم, وفى كل مناسبة تحس فيها إنها ممكن تكون ساعة إجابة, الخطوة دى مبدأ لا غنى عنه , أرجوك اثبت عليها.
2) خد القرار, قول لنفسك أنا بنى آدم.. إنسان.. ربنا كرمنى وأعزنى, وحتى لو غلطت وقللت من نفسى قبل كده, لكن آن الأوان إنى أرد لنفسى كرامتها واعتبارها, ومش هاسمح لنفسى تانى أبدا إنى أتذل للموضوع ده أو غيره... صورتك أمام نفسك مهمة جدا, شوف نفسك على إنك كنت بعيييييييد بس ربنا أراد انه يقربك, ماتتكسفش من روحك, وما تحسش انك ماتستحقش تكون كويس... أبدا, ده أنت ممكن بنجاحك تكون قدوة لآلاف غيرك, وتكون سببا فى تغيير حياتهم للأفضل.
3) حاول تملأ أوقات فراغك بأى شىء كويس, حتى لو كان مش ممتع زى الموضوع بتاعك,اهتم بمراتك وكلمها أكتر, ارجع قابل أصحابك, روح الجيم, اتمشى كل يوم , اعمل أى حاجة تخليك معندكش وقت ولا جهد للموضوع ده, وخليك فاهم إنه أكيد طبعا مش هاتكون مبسوط ولا مستمتع فى الأول بأى حاجة من دول, ده طبيعى جدا, اثبت واستمر لغاية ما تبدأ تحس بحلاوة الحاجات دى لأنك نسيتها من فترة طويلة.
4) سامح نفسك... ودى حاجه فى منتهى الأهمية, لازم تسامح نفسك على إلى فات, وافهم إن كلنا بنغلط وبنعمل مصايب, لكن إلى ربنا بيحبه هو إلى بيلحق نفسه, وبيرجع فى الوقت المناسب.
كمان سامح نفسك لو حصلت لك انتكاسة, وضعفت مره, ولقيت نفسك بترجع للموضوع ده, لو حصل اعرف انك بتتسلق جبل, واحتمال انك تقع وارد جدا, خاصة فى الأول وأنت لسه معندكش خبرة وعضلاتك ضعيفة, إوعى تيأس وتقول مفيش فايدة, وتحس إنك خلاص اتكتب عليك تعيش وتموت كده, اعرف إن ده إختبار من ربنا, عايز يعرف إذا كنت صادق ولا لأ, مخلص ولا لأ, عزيمتك جامدة ولا هاترجع بعد أول سقطة.
أتوقع أن تمس هذه الرسالة عدد كبير من القراء الذين يعانون من نفس المشكلة, ولهم جميعا أوجه كلامى: أرجوك لازم تاخد موقف ودلوقتى قبل بكره عشان تتخلص من الموضوع ده, أيا كانت المرحلة إلى أنت فيها حاليا , أو الدرجة إلى وصلت لها, لأنه لازم تعرف إن الموضوع لن يتوقف عند حد الإدمان وبس, أحب أنبهك إلى إن الموضوع ده سلالم كل درجة بتوصلك للى بعدها, ولا يقف عند حد ثابت أبدا..
1) فالبداية تكون بالتعود و(الإدمان), والتى يجد الشخص فيها مضطرا إلى زيادة المدة فى كل مرة حتى يحصل على نفس القدر من المتعة.
2) ثم تأتى مرحلة (هل من مزيد؟) , لأنه بعد فترة يمل الشخص من مشاهدة الأمور العادية, ويبدأ فى البحث عن أشياء اكثر غرابة او عنفا أو شذوذا ليشعر بأى إثارة.
3) وبعد ذلك ندخل مرحلة (التبلد) من أوسع أبوابها, فلا يعود هناك أى تأثر أو انبهار بما يراه الشخص أيا كان, وان كان هناك بعض النفور أو الاستغراب أو الإنكار من الشخص لما يراه فى البداية, يختفى هذا الأمر, ويصبح كل شئ عاااااادى ومقبول وغير مؤثر, مهما بلغت درجة تدنيه أو شذوذه.
4) اما آخر المراحل وأخطرها بالطبع هى مرحلة (التجربة), حيث يجد الشخص نفسه راغبا فى تفعيل وتنفيذ كل ما شاهده من قبل, فمجرد الرؤية والمشاهدة لم تعد تحقق أى استمتاع.
قد أكون أطلت عليك, لكنى كنت أعنى كل كلمة قلتها, وأردت أن تصل إليك الصورة كاملة على قدر المستطاع, فهذا سينجح معك بكل تأكيد إذا كانت إرادتك قوية, ورغبتك صادقة, طالما كنت غير مريض كما ذكرت لك فى البداية, أما لو شعرت أن هناك شئ اكبر من قدرتك وإرادتك ورغبتك, فلا مفر حينها من مساعدة طبيب, وهو أمر ليس بصعب أو خطير, بل بالعكس قد يوفر عليك الكثير من حرب النفس.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.