«النيكوتين» أسرع عقار إدماني، كل شفطة سيجارة تدفع عن طريق الرئة بجرعة ضئيلة منه إلى المخ كما أن جرعة "النيكوتين" تعمل بسرعة تفوق الهيروين الذي يحقنه المدمن في أوردته ، ولكن الإدمان الكيميائي يمكن تجاوزه، وهناك الآلاف يدخنون عشوائيًا دون انتظام. بتلك المقدمة يستهل الشيخ سلمان بن فهد العودة محاضرة عن الإدمان بكل صوره بعنوان " قصة مدمن " متناولا أسبابه وصوره وكيفية التعافي أسباب التعاطي 1- غسيل المخ مثل العلب الجذابة والولاعات الذهبية وطريقة جذب النفس والخيال الخصب لاستحضار صور شخصيات محبوبة وطريقتها فى التدخين 2- التمرد على الأهل ، الحظوة لدى الأصدقاء ، إحساس الفتاة أو الفتى بالتحرر والعصرية 3- البرمجة السلبية على الاستسلام مدمرة، فالمدمن يردد «كل ما أقول يا رب التوبة، يقول الشيطان: بس ها النوبة كما يقول يقول لنفسه: لقد كان يومك عصيبًا، تستحق بعض المتعة، إنها الشيء الوحيد الباقي في حياتك! وقد أجريت إحصائية فرنسية أثبتت من خلالها أن متوسط عمر المدخن 60 عام ، وغير المدخن 69 عام و يذكر الشيخ سلمان دوافع الإدمان قائلا أن "هناك شخص اعتاد الذهاب إلى صالات الديسكو بحجة الاكتشاف وتعلم اللغة ، ومعرفة المجتمع ، ثم وقع في إدمان الخمر ، ذلك الشاب البائس ، كان يرى أصدقاءه يدمنون النجاح ، فأحبَّ أن يجاريهم فتقاعس عن ذلك ، فما وجد إلا أن يلحق بركب مدمني السوء ، ليشعر بذاته ، وقد أعلنت نتائج بعض الدراسات التي أجريت على المدمنين موضحة أن أهم نتائج الإدمان الواقعية هي .. الانفصال عن الزوجة وبيع الممتلكات ونبذ الأهل " صور متعددة للإدمان قام العودة بتصنيف صور الإدمان التي تشمل : المشاهدة الإباحية ، العادة السرية ، الكحول ، القات ، الشيشة ، الجنس وممارسة الحرام ، المكالمات والعلاقات الغرامية ، التحرش ، التسوق ، الألعاب الإلكترونية ، الشات والنت ، الشبكات الاجتماعية وخاصة تويتر . تعريف الإدمان ويعرف سلمان العودة الإدمان بأنه حالة نفسية وعضوية تنتج رغبة ملحة فى التعاطي ، لتحصيل الآثار النفسية ، وتجنب الآثار المزعجة الناتجة عن الابتعاد موضحا أن الإنسان يبحث عن السعادة والرضا، فإذا لم يحصل عليها في دنيا الحقيقة تطلبها في عالم الأوهام. علاج الإدمان يؤكد الشيخ سلمان أن العمل الشريف ومصدر الرزق ووجود العدالة ، وتوفير الترفيه البريء في الرياضة والألعاب وغيرها يستوعب كثيرًا من طاقة الإنسان. ويروي الشيخ سلمان العودة قصة واقعية لمدمن وقع فى براثن الإدمان قائلا : يشرب ليسترخي، ثم يزيد، يحس بأنه «محظوظ»، واستثنائي لأنه يشرب الخمر ولا يثمل ، يحس بانفعال خفيف ، ثم دوار في بداية اليوم. ثم قشعريرة تعالج بجرعة جديدة ، ثم تعاط أكثر ، ثم كمية أكبر.. وأخيرًا فقدان الاهتمامات ولوم الآخرين على المشكلات التي تحدث .كلما سقطت سيجارة من يده بسبب النعاس والخدر سارعت في إطفائها وحفظه من الحريق . يقول أحد أطفاله: والدنا يحصل دائمًا على المشروب والحبوب ، ولكننا لا نحصل على الألعاب، ولا حتى الملابس واحتياجات المدرسة طفل الثانية عشرة أصبح يؤدي دور ابن الخامسة والثلاثين، ويتحمل مسؤوليات منزلية كبيرة.أصبح الطفل بالغًا وأبًا حقيقيًّا، وطالما اصطحب والده السكير في رحلة على الأقدام أو نزهة لعجزه عن قيادة السيارة لأنه الابن البكر كان نادرًا ما يسيء التصرف ، وأظهر اهتمامًا فائقًا لبقية إخوته.أخوه الأصغر منه أصبح طفلًا متكيفًا مع واقع الأب. يواصل الشيخ سلمان العودة تحليل شخصية المدمن وإدمان العادة السرية قائلا : كان المراهقون في الماضي يشتكون من العادة السرية التي يلجؤون إليها خوفا من الوقوع فيما هو أشد ،أوطلبًا لراحة الجسد من قلق الغريزة ولكن المشكلة في تحولها إلى عادة حتى دون وجود رغبة ، فيفعلها بحثاًعن المتعة ، ويتطور الأمر إلى أن يكون مصحوبًا بمشاهدات يوتيوبية ، وأحيانًا يتواصل طرفان عبر الهاتف أو الإسكايب أو الماسنجر أو جوجل بلاس. ويتم ذلك عبر استعراض جسدي وإثارة صوتية، وقد تتحول إلى وثائق ابتزاز أو فضائح. كما يصف الشيخ العودة سيكولوجية إدمان العادة السرية قائلا : شخص ناجح في عمله ومحترم ومهم جدًّا، ولكنه في سره يوبخ نفسه ويبكي بحرقة، لا يظهر أثر الإدمان على عمله وعلاقاته، وهو يخجل من النظر في وجوه أطفاله ، ويؤجل مواعيد الرحلات والمشاوير بالساعات أو بالأيام.. إنه يشعر بالعار لأنه مدمن علاقات جنسية ، يحس بأنه لا ينجح في عمله إلا بهذا . وتعتبر العادة السرية أحد أهم أمراض السيطرة على الدوافع وتشمل إدمان الجنس وإدمان السرقة وإدمان التسوق وإدمان القمار ، وقد أجريت دراسة فى الولاياتالمتحدة تبين من خلالها أن 15 % من الشباب مصابين ب أمراض السيطرة على الدوافع .الإدمان مصيدة تقضي على الأحلام النبيلة والأهداف الجميلة ، إنها تأخذ الإنسان من عالمه الشريف إلى برزخ يتصل بالحيوانية واللامبالاة . ويقترح الشيخ سلمان العودة لعلاج الإدمان بعض الأفكار قائلا : 1- مقابل عادة سيئة أدمنتها، اصنع عادة حسنة وارعها واسقها وفضلها على أختها 2- عوّد نفسك على التعويض بمقدار المثل على الأقل ، ضيعت ساعة فيما لا تحب، خصص ساعة للتسبيح والعبادة والاستغفار وقراءة القرآن. 3- نشّط خيالك الإيجابي ، تصور نفسك صالحًا ناسكًا تقيًا يلتمس الناس بركة دعواتك.أو في مجلس علم وحكمة،أو في مقام قدوة لولدك أو طلابك ويختتم العودة محاضرته قائلا : لم يكن (محمد علي كلاي) ملاكمًا فحسب، بل حكيمًا أيضًا. يقول: في داخل الحلبة كما في خارجها، لا عيب في أن تسقط أرضًا، بل العيب أن تبقى كذلك.