ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم، أن كبار ممثلى روسيا والناتو بحثوا مستقبل أفغانستان والتعاون المحتمل فى مجال ضمان الأمن فيها فى موسكو مؤخرا، موضحة أن نتائج تلك المناقشات تثبت أن تصورات الطرفين حول ما سيحدث فى أفغانستان بعد سحب الجزء الأساسى من القوات الأجنبية عام 2014 تتباعد تماما. وتقول الصحيفة الروسية: "إن موسكو تتوقع توترا حادا للموقف فى أفغانستان، بينما يأمل الناتو بأن الأمور ستبقى على شكل لا بأس به"، مشيرة إلى أن تقديرات روسيا والناتو تختلف أيضا حول إمكانيات منظمة معاهدة الأمن الجماعى، برئاسة روسيا للعب دور ما بالنسبة للأمن فى المناطق المجاورة لأفغانستان فى جمهوريات آسيا الوسطى، فموسكو ترى أن هذه المنظمة قادرة على لعب دور إيجابى، بينما يشكك الناتو فى ذلك. وأضافت "أن رئيس الشئون الأفغانية فى الخارجية الروسية قد عبر عن قلق روسيا حول تردى الأوضاع فى أفغانستان بسبب قرار الناتو تقليص وجوده العسكرى هناك". من جهة أخرى، أشارت الصحيفة الروسية إلى أن مدير المكتب الإعلامى لحلف الناتو فى روسيا روبيرت بشيل أعلن أن التقديرات المتشائمة للموقف من أفغانستان لا أساس لها ولا تعتمد على وقائع ملموسة، حيث تتمتع حركة طالبان بدعم 15% من سكان البلد فقط، بينما توقع رئيس فرع أفغانستان فى إدارة عمليات الحلف الأطلسى أن الكثيرين فى روسيا يتمنون فشل بعثة الناتو فى أفغانستان دون تفهم انعكاسات ذلك على روسيا، كما توقع المسئول الأطلسى أن أفغانستان بحاجة إلى زهاء عشر سنوات لتصبح "بلدا ناميا عاديا"، لافتا إلى أن المخاوف الروسية تعود إلى آراء مسبقة ومواقف متضاربة. يذكر أن مستوى العنف فى أفغانستان عام 2013 ازداد ثلاثة أضعاف بالنسبة لما كان عليه عام 2012، كما انتشر نفوذ مسلحى المعارضة فى أراض شاسعة، وتسبب ذلك النفوذ بزيادة إنتاج المخدرات بمقدار 50% هذا العام".